نحو عالم أكثر تسارعاً .. !! د. رعد مبيضين .

حقيقية نحن في لحظة تقدم غير مسبوقة ، تجعلنا نقف أمام مجاهيل تتجاوز في واقعها كل ما عرفته البشرية خلال تاريخها ،و بشتى العلوم ، لكن
ونحن أمام ذلك ، فثمة ردات فعل منحاز ة لهذا التقدم ، وتجده طبيعي ، إلى درجة تجعل من الملفت استعداد الكثيرين في العالم ، إلى لحظة الإنتقال السريع للعلوم التقنية والتكنولوجية والفيزيائية والفضائية وغيرها الكثير .
وجدير بالذكر ما يتسم به العالم الحديث ، من تسارع غير مسبوق في التطورات التقنية والابتكارات التي تعيد تشكيل جوانب الحياة اليومية بشكل جذري ، و نستعرض في هذا المقال بعض التغيرات الجذرية التي نتوقع أن تحدث في المستقبل القريب، وكيفية تأثيرها على مختلف الصناعات والتقنيات، مما سيحدث ثورة في طريقة حياتنا ، وللدخول في الموضوع نقول ، إن
التغيرات المستقبلية المتوقعة ، ستؤدي إلى اختفاء محطات البترول ، مع تزايد الاعتماد على السيارات الكهربائية،و سنشهد اختفاء تدريجياً لمحطات البترول، تماماً كما اختفت محلات تأجير أفلام الفيديو في الماضي ، و سيتم استبدال هذه المحطات بمحطات شحن كهربائي موزعة في كافة أنحاء المدن ، هذا مع
اختفاء محلات تصليح السيارات ، وجدير بالذكر أن
محركات البنزين والديزل تتكون من آلاف القطع، بينما تحتوي محركات السيارات الكهربائية على بضع عشرات فقط ، و هذا الفرق الهائل في عدد القطع يجعل من السيارات الكهربائية أكثر موثوقية وأقل حاجة للصيانة ، كما سيتم استبدال مراكز الصيانة التقليدية بمحطات إصلاح متطورة تعتمد على الروبوتات والتقنيات الذكية ، وستقدم الصناعة الروبوتية في صيانة السيارات ما لا نتوقعه ، حيث
سيتم إصلاح محركات السيارات الكهربائية في ورش إقليمية تستخدم الروبوتات لتسريع عملية الصيانة وتقليل التكاليف ، وبالفعل هذا سيقلل من زمن الصيانة ويزيد من كفاءتها، كما و يمكن للروبوتات تشخيص الأعطال وإصلاحها بدقة متناهية ، أما عن موضوع الطاقة ، فلا بد من الانتقال إلى الطاقة المتجددة ، لأنه
مع التحول الكبير نحو الطاقة النظيفة، ستنتهي صناعة الفحم والنفط تدريجياً ، وستعتمد المنازل على إنتاج وتخزين الطاقة الشمسية لاستخدامها وإعادة بيع الفائض للشبكة الكهربائية، مما يعزز الاستقلالية الطاقوية للأفراد ويقلل من الاعتماد على مصادر الطاقة التقليدية ، أما عن النقل فإن هناك تحول في قطاع النقل ، حيث ستصبح السيارات الكهربائية والذاتية القيادة هي السائدة، مما سيغير بشكل جذري صناعة السيارات والنقل ، و لن يعود الناس بحاجة لامتلاك السيارات، بل سيعتمدون على خدمات النقل عند الطلب، مما يقلل من عدد السيارات على الطرق ويخفف من ازدحام المرور والتلوث البيئي، وبالطبع هناك تأثيرات واسعة النطاق على الصناعات التقليدية ، والتكنولوجيا الحديثة ستعطل العديد من الصناعات التقليدية ، مثالاً على ذلك، اختفاء شركات التصوير التقليدي مثل كوداك بسبب الكاميرات الرقمية ، و هذا المثال يعكس التغييرات التي ستحدث في قطاعات أخرى مثل التأمين، العقارات، والضيافة مع تقدم التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي ، فضلاً عن التطورات في الرعاية الصحية ، وبفضل الابتكارات مثل جهاز Tricorder، سيتمكن الأفراد من إجراء فحوصات طبية شاملة باستخدام هواتفهم الذكية، مما سيحدث ثورة في مجال الرعاية الصحية ، و هذه التقنيات ستتيح تشخيص الأمراض بدقة أكبر وبسرعة، مما يحسن من جودة الحياة ويقلل من التكاليف الطبية ، وهنا لا بد من الإشارة إلى
الذكاء الاصطناعي وتطوراته ، حيث سيستمر الذكاء الاصطناعي في تحسين قدرته على فهم العالم والتفاعل معه ، و تقديم المشورة القانونية وغيرها الكثير وصولاً إلى تشخيص الأمراض، و سيكون للذكاء الاصطناعي تأثير كبير على العديد من المهن التقليدية، مما يستدعي إعادة التفكير في التعليم والتدريب المهني لمواكبة هذه التحولات ، وخلاصة القول أن العالم يتغير بوتيرة سريعة، والتطورات التقنية التي كانت تعتبر خيالاً علمياً أصبحت الآن حقيقة واقعة ، و هذه التغيرات ستعيد تشكيل حياتنا اليومية بطرق لم نكن نتخيلها، مما يجعل المستقبل مليئاً بالفرص والتحديات الجديدة و التكيف مع هذه التغيرات والاستفادة منها سيكون مفتاح النجاح في هذا العالم المتسارع ...!! مؤسس هيئة الدعوة الإنسانية والأمن الإنساني على المستوى العالمي .

---