باجماع عظيم صوت الكنيست الاسرائيلي على قرار يرفض قطعا فكرة اقامة دولة فلسطينية . وما يروج سياسيا باسم «حل الدولتين». القرار بمثابة اطلاق رصاصة الرحمة على حل الدولتين. ولا اظن بعد قرار الكنيست الاسرائيلي ان احدا من اطراف الصراع يتحدث للرأي العام الفلسطيني والعربي والعالمي عن « حل الدولتين».
حل الدولتين فكرة استهلاكية، وفكرة لتضييع الوقت وقضم مزيد من حقوق الشعب الفلسطيني، ومواصلة الابادة والترانسيفير والاستيطان والاحتلال، فلا دولة فلسطينية ولا قدس عربية .
الكل يعرف ان الضفة الغربية ممزقة ومقسمة وجزئة، ولا تصلح جغرافيا لاقامة دويلة.
و هي اقل من خمس مساحة فلسطين التاريخية. ومخترقة بالمستعمرات والمستوطنات، وجدار العزل، والنقط الامنية.
دولة الاحتلال لم تقبل باستئناف مفاوضات السلام، ولم تقبل الاعتراف باوسلو، ولم تقبل بترسيم الحدود لدولة الاحتلال، وملف اللاجئين والقدس والحدود بقيت معلقة من اتفاقية اوسلو.
في اسرائيل، ثمة اتفاق بين التيارات السياسية من اقصى اليمين الى اليسار تعارض اقامة دولة فلسطينية. وتصويت الكنيست على القرار كان بالاجماع المطلق.
و في اسرائيل، توحد وتكاتف ايدولوجي على حرب الابادة في غزة ورفض فكرة الدولة الفلسطينية، والمشروع التوراتي لارض المعياد . و تصويت الكنيست الاسرائيلي على اعتبار ان الضفة ارضا يهودية، وهو مشروع قرار من صياغة اليمين المتطرف، وعرابه الوزير بن غفير، والذي يقتحم شبه يومي المسجد الاقصى.
ماذا سيقول الامريكان بعد قرار الكنيست بالتصويت على رفض اقامة دولة فلسطينية؟!
وماذا سيقول الامريكان للفلسطينيين والعرب سوى لغة تخدير ولغة خداع، واللعب على اكتاف وظهور العرب .
وقد جاء قرار تصويت الكنيست قبل ايام معدودة من زيارة نتنياهو الى واشنطن. نتنياهو واثق ان ترامب سوف يعود رئيسا لامريكا. وليعود مع ترامب مراسيم تتويج اسرائيل «مملكة يهوا « في الشرق الاوسط.. وحيث تشتغل ماكينات التطبيع، وسوف يقرر ترامب دفن غزة تحت التراب.
قرار الكنيست، تحقيق لحتمية ربانية وتوراتية، ووعد الهي، انها ارض الميعاد، والضفة الغربية عاجلا ام اجلا ستكون خاوية من الفلسطينيين . و هذا ما جاء بايدن من اليوم الاول لطوفان الاقصى ليدافع عنه، وليحمي اسرائيل وارض الميعاد التوراتي من العرب والمقاومة. و امريكا كرست من عقود سياسات متعاقبة تحول دون بناء قوة عربية، ودون دخول العرب الى التاريخ، ويبقى العرب في خانة «ما قبل الصفر».
و في الضفة الغربية، الفلسطينيون، اهل القرار ، وهم ولاة القرار والمصير، وهم من يقرروا ان البقاء على الجغرافيا المحتلة بالدم والمقاومة، وام انهم يسيرون في موجات التهجير والترانسيفر الناعم والخشن، ويبحثون عن موطئ قدم لدويلة ووطن بديل.