زاد الاردن الاخباري -
وصف المعمد والنائب الجمهوري بالكونجرس الأمريكي عن ولاية تنيسي "ريك ووميك" المسلمين الذين يخدمون ضمن صفوف الجيش الأمريكي بأن "وجودهم يمثل خطراً كبيراً على المؤسسة العسكرية الأمريكية" معللاً ذلك بأن "دينهم يأمرهم باختلاق الأكاذيب" وفقاً لموقع (Mail on Line) البريطاني 15 نوفمبر 2011.
وكان النائب بالكونجرس قال في حوار خاص أجري معه على موقع American Progress -وهو أحد أبرز المواقع الأمريكية الإسلاموفوبية المتطرفة- في 14 نوفمبر 2011 بمناسبة الاحتفال السنوي بيوم المحاربين القدامى "على المستوى الشخصي، لا أثق في مسلم واحد في جيش الولايات المتحدة لأن تعاليم دينهم تحرضهم على الكذب علينا، وكلما زادت نزعتهم الدينية وكلما زاد التزامهم بالقرآن والسنة، كلما زاد توجسي منهم لأنهم سيكونون أكثر إقداما على قتلي".
وفي ردها على هذه التصريحات طالب مجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية(CAIR)الجمعية العمومية بولاية تنيسي بإدانة تصريحات المعمد والنائب الجمهوري عن الولاية.
وأضاف "صالح سبيناتي" عضو المركز الإسلامي عن ميرفريسبيرو، في خطاب وجهه إلى سكان ولاية تنيسي "إن تصريحات –ووميك- في ذكرى يوم المحاربين القدامى أمر يدعو للأسى.. يبدو أن السيد ووميك قد نسي، أو تناسى، أن الجيش الأمريكي يضم بين صفوفه آلافا مؤلفة من المسلمين الذين ضحوا بحياتهم من أجل الولايات المتحدة ومن أجل الحفاظ على حريتها التي ينعم بها السيد ووميك".
وفي معرض تعليقه على تذرع "ووميك" بأن المعركة الآنية للولايات المتحدة تتمثل في حربها ضد القاعدة، أكد "سبيناتي" أن "تنظيم القاعدة لا يؤمن بحرية الأديان التي ينادي بها الإسلام، وأن الفارق بين الاثنين (القاعدة والنائب الجمهوري) ليس كبير، فكلاهما يتجاهل الحقيقة ويسعى لفرض رؤيته الخاصة".
ويظهر "ووميك" في شريط مصور على اليوتيوب وهو يشير إلى أن "المسلمين يمارسون الكذب من منطلق ديني يُعرف بمبدأ -التقية- يجعلهم يقولون خلاف ما يضمرون".
وغالباً ما يشن أعضاء في الحزب الجمهوري هجوماً على الإسلام والجالية المسلمة في أمريكا مع اقتراب الانتخابات الرئاسية الأمريكية يعمدون خلالها للترويج لخطاب الإسلاموفوبيا، وقد قام "هيرمان كين" المرشح المحتمل للرئاسة الأمريكية عن الحزب الجمهوري في شهر مارس الماضي بتأكيده عن عدم نيته تعيين أي مسلم في إدارته حال فوزه بسدة البيت الأبيض.
وقال كين "لأني أعلم أن ولاء المسلمين ينصب دائماً في اتجاه شريعتهم وليس نحو دستورنا" إلى جانب سعيه الحثيث لوقف التوسعات التي يشهدها المركز الإسلامي في مورفريسبورو وتنيسي، معللاً ذلك بأنه يشكل تهديد بالغ على التعديل الأول في الدستور الأمريكي والمتعلقة بحقوق المسيحيين في المناطق والأحياء، وأضاف "لا أوافق مطلقاً على ما يجري، إنني لا أؤمن ببراءة هذا المسجد".
وينص التعديل الأول في تعديلات دستور الولايات المتحدة الأمريكية على "حرية العبادة، والكلام والصحافة وحق الاجتماع والمطالبة برفع الجور.. لا يصدر الكونغرس أي قانون خاص بإقامة دين من الأديان أو يمنع حرية ممارسته، أو يحد من حرية الكلام أو الصحافة، أو من حق الناس في الاجتماع سلمياً، وفي مطالبة الحكومة بإنصافهم من الإجحاف".
وليست هذه التصريحات السابقة الأولى لرموز الحزب الجمهوري الذين احترفوا في كافة المناسبات السياسية تدشين حملاتهم الانتخابية بالهجوم على الإسلام وتوجيه سهام نقد مسمومة ضد المسلمين الأمريكيين.
فقد أكد النائب "ريك ووميك" في حوار سابق مع (Murfreesboro Daily News) بقوله "إننا نخوض حربا ضروسا ضد القاعدة وطالبان، وهم مسلمين، ومن ثم لم يقدم المسلمون بجيشنا على قتلهم لأن دينهم يحرم عليهم ذلك؛ إن وجود مسلمين في صفوف العسكرية الأمريكية يجعلها دائما في موقف هزيمة، بل يضعها في حالة أشبه ما تكون بالصيد 22 في رواية جوزيف هيلر".
وتعمد وسائل إعلامية معروفة بتوجهاتها اليمينية المتطرفة كما هو حال قناة "فوكس" الإخبارية التي يملكها اليهودي "روبرت مردوخ" إلى إعادة بعض الصور الذهنية التي تربط ما بين تصرفات بعض المسلمين وما بين الإسلام كما هي حال واقعة مذبحة قاعدة فورت هوود بولاية تكساس الأمريكية عام 2009 التي قام فيها الطبيب الفلسطيني الأصل الميجور نضال حسن بقتل ثلاثة عشر عسكرياً أمريكياً وإصابة (38) آخرين.
ويتم مقارنة ذلك على أنها تأكيد لتصريحات اليمين المتطرف بأن تلك المذبحة كانت رد فعل انتقامي من منفذها الذي كان يشعر بالضيق لانتقاله إلى الخدمة في أفغانستان، رغم أن القضاء الأمريكي لم يقل كلمته بعد حيث من المقرر أن تتم محاكمة حسن في مارس من العام القادم.
يذكر أن "ريك ووميك" أحد أعضاء جمعية البندقية الوطنية بالولايات المتحدة، والطيار السابق بالقوات الجوية الأمريكية إبان حرب الخليج الأولى".
ويتجاوز تعداد المسلمين بالولايات المتحدة الأمريكية ستة ملايين نسمة، فيما يقدر أعدادهم بالمؤسسة العسكرية الأمريكية بأنها تتجاوز ثلاثة آلاف وخمسمائة فرد، وقد شارك أغلبهم في الحرب ضد العراق وأفغانستان.