تعد الهندسة الجيولوجية واحدة من المجالات المثيرة للجدل والاهتمام في السياق العالمي الحالي لمعالجة تغير المناخ ، وتتضمن هذه الممارسات التلاعب المتعمد بالأنظمة البيئية للأرض بهدف التخفيف من تأثيرات تغير المناخ ، ومع تزايد الاهتمام بهذه الحلول، تترافق معها العديد من التساؤلات حول العواقب غير المقصودة، الاعتبارات الأخلاقية، والخطر الأخلاقي المحتمل ، وإذا تحدثنا عن العواقب غير المقصودة ، فيزعم منتقدو الهندسة الجيولوجية أن التلاعب بالأنظمة الطبيعية المعقدة قد يؤدي إلى عواقب غير متوقعة وربما لا رجعة فيها ، وعلى سبيل المثال، تغيير انعكاس الغلاف الجوي يمكن أن يؤثر بشكل كبير على أنماط الطقس وهطول الأمطار ، وقد تتسبب هذه التغييرات في حدوث تقلبات في الطقس، مما يؤثر على النظم البيئية والزراعية والمجتمعات البشرية بطرق غير متوقعة وصعبة التنبؤ ، أما الاعتبارات الأخلاقية ، فإن الأبعاد الأخلاقية للهندسة الجيولوجية تثير تساؤلات جوهرية حول من يتخذ القرارات بشأن التدخلات ؟! وكيف يتم توزيع الفوائد والمخاطر ؟! وما إذا كانت هناك أطر حوكمة عالمية كافية للتعامل مع هذه القضايا ؟! فضلاً عن أنه قد يؤدي التدخل في المناخ إلى تباينات في توزيع الآثار، حيث يمكن أن تستفيد بعض المناطق بينما تتضرر أخرى ، بالإضافة إلى ذلك، يثير غياب توافق دولي حول الإجراءات والقرارات المحتملة مخاوف بشأن العدالة والمساءلة ، وهذا يدفعنا للحديث عن ما يسمى
الخطر الأخلاقي ، و يشير مفهوم الخطر الأخلاقي إلى أن توفر حلول الهندسة الجيولوجية قد يقلل من الحوافز لجهود التخفيف والتكيف مع تغير المناخ ، بمعنى آخر، قد يؤدي الاعتماد على هذه التقنيات كملاذ أخير إلى تأخير الإجراءات اللازمة لمعالجة الأسباب الجذرية لتغير المناخ، مثل تقليل انبعاثات غازات الدفيئة والتحول نحو الطاقة المستدامة ، وعن دور الهندسة الجيولوجية في التخفيف من آثار المناخ ، نقول : فيما يخص الاستجابة للطوارئ ، يؤكد أنصار الهندسة الجيولوجية أنها يمكن أن تخدم كاستجابة طارئة محتملة لأشد العواقب المترتبة على تغير المناخ، وتوفر ملاذًا أخيرًا إذا فشلت تدابير التخفيف والتكيف الأخرى ، وضمن هذا المفهوم ، تُعتبر الهندسة الجيولوجية خيارًا لا يمكن تجاهله في حالات الطوارئ المناخية القصوى ، وللحدبث عن البحث والابتكار ، ففي ظل استمرار الأبحاث في مجال تكنولوجيات الهندسة الجيولوجية، يؤكد المؤيدون على أهمية فهم الجدوى، والمخاطر، والفوائد المحتملة ، ويمكن أن يساهم الابتكار في هذا المجال في تطوير مجموعة أدوات أكثر شمولاً للتصدي للتحديات المناخية ، و يتطلب ذلك استثمارات كبيرة في البحث والتطوير لضمان أن تكون هذه التقنيات فعالة وآمنة وقابلة للتطبيق على نطاق واسع ، وخلاصة القول : إن تحقيق توازن دقيق في مواجهة التحديات البيئية الملحة، يظل مفهوم الهندسة الجيولوجية سلاحًا ذا حدين ، حيث أن تحقيق توازن دقيق بين الابتكار والحذر أمر بالغ الأهمية ، و يجب أن تعمل أطر الإدارة القوية، والاعتبارات الأخلاقية، والتعاون الدولي على توجيه أي نشر محتمل لاستراتيجيات الهندسة الجيولوجية ، في حين أن الهندسة الجيولوجية قد توفر بعض الأدوات لمكافحة تغير المناخ، إلا أنه لا ينبغي أن ينظر إليها على أنها بديل للجهود الحثيثة للحد من انبعاثات غازات الدفيئة والانتقال نحو مستقبل أكثر استدامة ومرونة ، و يعكس الحوار المستمر المحيط بالهندسة الجيولوجية مدى تعقيد علاقة البشرية بالكوكب والحاجة إلى اتخاذ قرارات مدروسة ومستنيرة في مواجهة التحديات البيئية ... !! خادم الإنسانية .
مؤسس هيئة الدعوة الإنسانية والأمن الإنساني على المستوى العالمي .