أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
الجمعة .. أجواء خريفية لطيفة الى مائلة للبرودة تركيا ترفض التعليق على اغتيال السنوار وتدعو للاستعداد لحرب بين إسرائيل وإيران بالصور .. كان يعيش أيامه الأخيرة بدون غذاء .. ماذا كان السنوار يحمل في جعبته قبل اغتياله؟ مشاهد مثيرة للسنوار قبيل استشهاده .. يقاتل "الدرون" بعصاه بعد جرحه (فيديو) ارتفاع عدد شهداء العدوان الإسرائيلي على لبنان إلى 2412 مقتل ضابطين إسرائيليين و3 جنود في معارك جنوب لبنان العناني: العمالة الوافدة سبب رئيسي لوجود البِطالة في الأردن هاريس تعلن أن القوات الخاصة والمخابرات الأمريكية ساعدتا إسرائيل في تعقب السنوار المحامي زيد العتوم امين عام لحزب إرادة بعد استقالة البطانية تقرير: 3 مرشحين لخلافة السنوار الدفاع المدني بغزة: مجزرة المعمداني هي الأولى لكنها لم تكن الأخيرة الأمم المتحدة: لا يمكن القبول بالمستوى الكارثي للجوع في غزة 80 محاميا يؤدون اليمين القانونية أمام وزير العدل ترامب: ما كان على زيلينسكي 'أن يدع الحرب تندلع' في بلاده أمين عمّان: سعي لتحديث منظومة التخطيط والتنظيم الحضري الوحدات ينتصر على شباب الأردن بدوري المحترفين هاريس: حان الوقت لإنهاء الحرب بايدن: سأتحدث مع نتنياهو لبحث إنهاء الحرب مقتل 5 عسكريين إسرائيليين جنوب لبنان منح بكالوريوس طب بشري مقدمة من المغرب
«البقشيش والتِب» والإكرامية
الصفحة الرئيسية مقالات مختارة «البقشيش والتِب» والإكرامية

«البقشيش والتِب» والإكرامية

22-07-2024 10:41 AM

خاء أم قاف خاوية كثير من المطاعم التي يجور فيها أصحابها على حق «الجرسون» وحتى «الشيف» في الكلمة التي وصلتنا من قدامى العثمانيين «البقشيش».
ولا معلومة مضافة إلى معرفة كثيرين من أن الفارق بين معنى «البقشيش» بالإنجليزية «التِب» وبين الكلمة ذاتها بالتركية، كبير كبر الفارق بين الثقافتين في جوانب عديدة من حياة المستثمر والمستهلك إن كان صاحب رأس المال الأكبر وواضع نظام الاقتصاد وأسس الحكم «باشا أو خواجا»!
ما زال إخوتنا في لبنان الحبيب يشيرون إلى من حسن خلقه وطابت سمعته ودامت عشرته بالخواجا، ليس انتقاصا من أحد لكنه يبدو كما صارحت صديقا من اللبنانيين الأمريكيين بأنه حنين إلى فرنسا -الانتداب الفرنسي- فصححني بحميّة وطنية هادئة، بأنه حنين إلى الإرساليات الفرنسية الرعوية الخدمية خاصة في ميداني التعليم والصحة والرعاية الاجتماعية كتبني وكفالة ورعاية الأيتام والأرامل والمحرومين وضحايا المجازر والحروب. فقط لأهمية الدلالة لم يكن صديقي الأخ من الإخوة المسيحيين ولا المارونيين، كان من الطوائف الأخرى التي تعرضت لعدد من المجازر في التاريخ الحديث.
عفا الله عما سلف إن طوينا حقا صفحات الماضي بأحزانها وأحقادها، لكن ما أنا بصدده ليست مقارنات لغوية ولا هي بمقاربات ثقافية. ثمة فارق كبير بين نظر ثلاثة أطراف من حول النادل «الغلبان» إلى ما بين يديه من «فراطة» وهم صاحب العمل -المستثمر- والمستهلك والحكومة، وفي حال كانت الدولة لا مركزية وفيها مناطق استثمارية خاصة قد يدخل شريكان آخران لمزاحمة «الغلابا» في قوت يومهم.
هنا في بلاد العم سام، ينطبق في بعض أحياء واشنطن ومنها مدينة فيرفاكس عاصمة مقاطعة فيرفاكس الغنية نسبيا والأكثر تنوعا عرقيا، تكلفك وجبة سريعة أو فنجان قهوة أكثر من مناطق أخرى قد لا تبعد سوى بضع دقائق بالسيارة، كون الضرائب أعلى والتي تطال فيما تطال حتى «التيب» بشكل مباشر أو غير مباشر.
لا يتوقف الأمر على المكان بل يشمل حتى سلسلة المطاعم واسعة الانتشار أمريكيا وعالميا، حيث يمتلك صاحب المحل الحق في التسعير ضمن آلية تراعي الموقع. من الأمثلة على ذلك، «مول»، مطاعم ومقاهي منطقة «ناشونال هاربور» تخضع لضرائب مغايرة عن فيرفاكس فالأخيرة في ولاية فيرجينيا والأولى في ميريلاند رغم قربهما من العاصمة واشنطن دي سي.
الثقافة السائدة بين الناس خاصة الطلبة والسياح أن «التيب» هو خمس قيمة الفاتورة. التيب هو الدخل الرئيسي والحقيقي للنوادل وتراهم من خيرة شباب المجتمع، طلبة جامعيين أو معتدين بأنفسهم يريدون بدء الحياة باستقلالية لا اتكالية فيها على الأهل حتى قبل بلوغ الثامنة عشرة. ومنهم وتلك من القيم والسلوكات الحميدة التي صارت أصيلة في مجتمعنا الأردني، منهم من يرتضي لنفسه أعمالا سريعة انتقالية «غيغز» لحين الحصول على الوظيفة المستهدفة أو «المستحقة» أو المناسبة للاختصاص الجامعي أو المهني سواء في القطاع الخاص أو العام، وهذا الأخير يجتنبه الناس في أمريكا اجتنابا لأسباب عدة سأعود لها في مقالة أخرى بعون الله.
هي نسبة مئوية إذن يعبر فيها المستهلك عن مدى رضاه. فيما البقشيش التركي أقرب إلى العفوية التي تتراوح بين الضعف إفراطا في السخاء أو بضع ليرات «تركية».
بارك الله في النشامى، حيث لا «بقشيش» ولا «تيبا» بل إكرامية. ويكرم الناس أنفسهم عندما يكرمون الآخرين. البذل في الإكرامية يداني الصدقة الذكية إن جاز التعبير. هي صدقة مركّبة والله أعلم -والأمر لأولي الأمر من رجال الدين المسيحي والإسلامي. هي تحفيز للشباب وتشجيع لهم وإكراما لمن أحسن تربيتهم بأن الإنسان يكبر بالعمل وأن الكبير يكبر بعطائه وجهده وإن طال انتظار الحصاد، فهو آت آت لا ريب فيه.
سمعت قبل أيام خطابا، أكثر ما أعجبني فيه تلك اللفتة، التزام الخطيب (وهو سياسي من رجال الأعمال المخضرمين)، التزامه بإلغاء الضريبة كليا على «التيب». لم يجر دراسات ولم يطلب عقد لجان ولا مؤتمرات، اتخذ القرار أثناء ارتشافه القهوة في دردشة مع النادلة في مطعم للوجبات السريعة. بالمناسبة بئس «المقاطعة» التي تؤذي أهلها..








تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع