تختلف أيام فصل الصيف في الأردن عن غيرها من أيام السنة، نشاهد شوارع المحافظات كافة مزدحمة بالحبّ، وعواطف الشوق للوطن من آلاف المغتربين الذين يقضون إجازاتهم الصيفية في عمّان، علاوة على حركة السياحة تحديدا العربية في المملكة، لتشم بكل زاوية من زوايا الوطن عطر الشوق والمحبة.
صيف الأردن مختلف، بحرفيّة التفاصيل، ففي قدوم أهلنا المغتربين تنشط الحياة بصورة تخرج بها عن روتين اليوم العادي لنا جميعا، فلا يكاد بيت يخلو من الأهل والعزوة القادمة من دول مختلفة شقيقة وصديقة يحملون فرحا في استنشاق هواء الوطن، وشوقا للكثير من العادات والأماكن ليعيشوها مع أسرهم ومن يحبون.
بالأمس، زارنا في جريدة «الدستور» زميلنا المغترب «وسام» وهو أكثر من دفعني لكتابة هذه الكلمات، ففي زيارته لدار الدستور التي أصرّ أن يدخل بها كافة الأقسام مستذكرا أياما جميلة عاشها بالصحيفة، وحرصه على السلام علينا جميعا، تحدث بروح فرح كبيرة لا يمكن وصفها حقا بالكلمات عن سعادته وأسرته أنه في الوطن، معبّرا عن سعادته ونحن نجلس سويا كافة الزميلات والزملاء بقوله «أنا الآن اعبّئ جسدي وروحي هرمون السعادة» وأظنه تعبير يخرج من قلب كل مغترب قدم للوطن، نعم هو هرمون السعادة الذي يملأ واقعهم في أيام يقضونها بالأردن ليس تقليلا من شأن البلدان التي قدموا منها، لكنه عشق الأردنيين للوطن الذي لا يشبه أي عشق على هذه المعمورة.
وكأن زميلنا وسام استفزّ فينا جميعا مشاعر الحب لوطن استثنائي لا يشبه عمليا أي بلد برأينا وربما برأي الكثيرين أشقاء وأصدقاء، لتتحدث زميلتنا رنا حدّاد عن مشاعر شقيقتها المغتربة عندما وصلت للوطن، وكيف تعيش أياما سعيدة، تشعر بها بعظمة الوطن، ونعمه الكثيرة والتي من أبرزها الأمن والأمان، فهو الأردن الذي تُحكى عظمته في قلوب أبنائه، ومشاعرهم ويحملون زادهم للغربة من سماء الوطن بالكثير من هرمون السعادة لتخفف عنهم أيام غربتهم.
جميلة شوارع عمّان وكافة محافظات المملكة، معطّرة بحبّ ومناسبات فرح عائلية، وأجواء تتعاظم خلال هذه الأشهر من السنة، حيث تمتلئ «بيوت العيلة» بأفرادها كافة، وتنشط الحياة الاقتصادية إلى حد كبير، وكذلك حركة الإقبال على قطاعات مختلفة، علاوة بالطبع على النشاط الكبير للسياحة الداخلية، ولكل ذلك آثار إيجابية على الوطن بقطاعات مختلفة، سيما وأن كل ما يقدّم يقدّم بحبّ وسعادة، تنتعش قلوبنا والوطن بقدوم أهلنا المغتربين وجميعا هنيئا لنا بوطن متفرّد بكل شيء ويليق به كل الحبّ.