تتسارع وتيرة الاحداث في العديد من دول العالم بجانب الجهود العربية الرامية الى وقف الابادة التي تتعرض لها غزة، إن العديد من دول العالم على موعد مع انتخابات قادمة جميعها ستكون استثنائية وخاصة في اردننا، فلا يفصلنا الا شهر وقليل لترجمة اول خطوة لنتائج اللجنة الملكية لتحديث المنظومة السياسية وهي احزاب قادرة، ولا يفصل المواطن عن مشاركته في القرار السياسي الا شهر وقليل.
انتخابات استثنائية بأحزاب استثنائية وكتل وتحالفات، حراك سياسي نستطيع القول بانه الاشد للتواجد تحت قبة البرلمان، الكلمة الفصل فيها للاحزاب والحكم فيها هو صوت المواطن، ورغم سخونة الاوضاع المحيطة بنا منذ فترة لتكللها غزة باحتمال كبير بانفجار المنطقة ان لم تُحكم لغة العقل الانساني، إلا ان الاردن ماضٍ كما يمضي لتحقيق ما قام عليه وهو المشاركة والعمل. ولم تعفيه الاوضاع السياسية المحيطة عن أداء واجباته اتجاه غزة ولا عن واجباته الخاصة به.
ايام ليست طويلة وليست قليلة الا انها سريعة بالتاكيد، دون كلل او ملل تمتلئ الصالونات السياسية للتحالف والتكتل كما يمتلئ الشارع الاردني بالوقفات التصمادية مع اهلنا في غزة، ولعل هذه الانتخابات الاكثر انتظاراً منذ انتخابات كثيرة لانها اول خطوة في خارطة الطريق السياسية الحديثة كما يريدها جلالة الملك وكما جاءت في توصيات او نتائج عمل اللجنة الملكية لتحديث المنظومة السياسية التي فتحت الطريق لتشكيل احزاب عديدة تحتوي القامات وتحمل الاجندات الهادفة لمصلحة الوطن بالدرجة الاولى وتكملة مسيرة الديموقراطية.
صوتنا هو قرارنا لنرى الجديد الذي نريد من مرشحين الاحزاب او المستقلين او الكتل تحمل الخبرة والكفاءة مما سيخرجنا عن روتينية الاسماء التي طالما اعتقدنا ان اسمها محفور فقط على كرسي مجلس النواب وهذا بالتحديد جعل من حراك هذه الايام مميزاً ومن هذه الانتخابات فرصة للاحزاب لتعطي ما عندها من كفاءات وتميز لمرحلة برلمانية كنا نطمح لها ونصبو اليها.
شهر وقليل يفصلنا عن مستقبل كانت الصالونات السياسية تتسائل عن كيفية تحقيقه، لتأتي الجهود بالجواب بما نراه اليوم من حراك حزبي بتميز ونشاط وتفاعلية عالية.
شهر وقليل رغم التحديات التي كان وسيبقى الاردن عصياً عليها ماضياً في قوله وفاعلاً لمستقبله.
حمى الله أمتنا
حمى الله الأردن