زيارة نتنياهو إلى واشنطن ، تحول في الأدوار والتحالفات ... !! د. رعد مبيضين .
في تطور دبلوماسي بارز، قام رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بزيارة إلى واشنطن لأول مرة منذ أحداث 7 أكتوبر 2023، في وقت يكتنفه العديد من التحديات السياسية والإقليمية ، وتعكس هذه الزيارة تحولاً في الأدوار والتحالفات على الصعيدين الإقليمي والدولي، وتسلط الضوء على التفاعلات المعقدة بين القوى الكبرى في ظل تصاعد الأزمات ،
عدا عن الأوضاع السياسية في إسرائيل ، حيث تأتي زيارة نتنياهو في وقت تشهد فيه إسرائيل أزمة سياسية داخلية متصاعدة ، وفقاً لآخر استطلاعات الرأي، يعبر حوالي 72% من الإسرائيليين عن رغبتهم في استقالة نتنياهو، نتيجة للانتقادات التي تعرض لها على خلفية إداراته للأزمات الداخلية والخارجية ، و رغم هذه الضغوط الشعبية، لا يزال نتنياهو يحتفظ بالسلطة بفضل الأغلبية التي يمتلكها في الكنيست، مما يمكنه من تفادي الدعوة إلى انتخابات مبكرة قد تؤدي إلى تقويض استقرار حكومته ، فضلاً عن
التحولات في الساحة الفلسطينية ، ومن أبرز العوامل التي تشكل خلفية زيارة نتنياهو إلى واشنطن هي التطورات الكبيرة في الساحة الفلسطينية ، ففي 23 يوليو 2024، وقعت 14 فصيلاً فلسطينياً، بما في ذلك حماس والجهاد الإسلامي وفتح، على "إعلان بكين للمصالحة" بعد ثلاثة أيام من المفاوضات في الصين ، وتنص الوثيقة على تشكيل حكومة وحدة مؤقتة تحت رعاية منظمة التحرير الفلسطينية، التي ستتولى مهام توحيد المؤسسات الفلسطينية، و إجراء انتخابات عامة، وإعادة إعمار قطاع غزة ، و يعكس هذا الإعلان تحركاً ملموساً نحو تحقيق الاستقرار الداخلي الفلسطيني، مع دعم دولي ملحوظ من قوى كبرى مثل روسيا والصين، مما قد يشكل تحدياً إضافياً لإسرائيل في المستقبل ، إضافة لذلك أهمية الدور الأمريكي ، ففي ظل هذه الأزمات والتطورات، تظل الولايات المتحدة الحليف الأكثر أهمية لإسرائيل ، وقد تزايدت التحركات العسكرية الأمريكية في المنطقة، حيث حَلَقت طائرات النقل العسكرية عبر المجال الجوي التركي إلى سوريا والعراق في الأيام الأخيرة، مما يشير إلى استعداد واشنطن للتعامل مع أي تصعيد محتمل ، وتأتي زيارة نتنياهو في وقت حاسم حيث تتطلع واشنطن إلى تعزيز استقرار الوضع في المنطقة، ويبدو أن الولايات المتحدة تركز على دعم إسرائيل في مواجهة التحديات الإقليمية، مع تأكيد أهمية التحالف الأمريكي الإسرائيلي ، أما عن الأبعاد الاستراتيجية لزيارة نتنياهو ، فزيارة نتنياهو إلى واشنطن تحمل طابعاً استراتيجياً واضحاً، فهي تسعى إلى تحقيق عدة أهداف رئيسية. أولاً، يسعى نتنياهو إلى التأكيد على قوة التحالف بين إسرائيل والولايات المتحدة، بغض النظر عن التغيرات السياسية في البيت الأبيض ، يهدف إلى طمأنة الجانبين الجمهوري والديمقراطي بأن العلاقة بين البلدين ستظل متينة ومستقرة على المدى الطويل ،ثانياً، تسعى الزيارة إلى تعزيز دعم نتنياهو محلياً ، في ظل تزايد الضغوط الشعبية، يريد نتنياهو أن يظهر للإسرائيليين أن علاقات بلاده مع الولايات المتحدة تظل قوية، مما يعزز من موقفه السياسي في الداخل ويقوي قدرته على مواجهة الضغوط الداخلية ،
ثالثاً، تأتي الزيارة كرسالة واضحة إلى المجتمع الدولي بأن إسرائيل تلتزم بالحفاظ على تحالفاتها الاستراتيجية، حتى في ظل التحديات الجديدة ، وفي ظل التوترات المتصاعدة في المنطقة، من المهم لنتنياهو أن يثبت أن إسرائيل تستطيع الحفاظ على تحالفاتها المهمة مع القوى الكبرى، مثل الولايات المتحدة، لضمان دعمها في الأوقات الصعبة ، وأخيراً وليس بأخر نقول : في النهاية، تعكس زيارة نتنياهو إلى واشنطن تحولاً معقداً في الأدوار والتحالفات على الصعيدين الإقليمي والدولي ، فهي تشير إلى مواجهة تحديات داخلية وخارجية في وقت واحد، وتسعى إلى تأكيد القوة الاستراتيجية للتحالف الأمريكي الإسرائيلي ، في ظل تغير الديناميات الإقليمية وظهور قوى جديدة على الساحة الفلسطينية، ستظل أهمية التحالفات الدولية محورية في shaping الاستراتيجيات السياسية والأمنية لكل من إسرائيل والولايات المتحدة في المستقبل القريب ... !! خادم الإنسانية .
مؤسس هيئة الدعوة الإنسانية والأمن الإنساني على المستوى العالمي .