زاد الاردن الاخباري -
انطلقت صباح اليوم السبت، في المركز الثقافي الملكي، فعاليات المؤتمر الفلسفي العربي الثاني عشر، تحت عنوان: "تجديد الفكر النهضوي العربي"، الذي تنظمه الجمعية الفلسفية الأردنية بالتعاون مع مهرجان جرش للثقافة والفنون بدورته الثامنة والثلاثين الذي يقام هذا العام تحت شعار "ويستمر الوعد".
وقالت راعية المؤتمر، وزيرة الثقافة هيفاء النجار، إن انعقاد المؤتمر، يأتي في إطار فعاليات مهرجان جرش الذي يحتفي باليوبيل الفضي لجلالة الملك عبدالله الثاني لتولي سلطاته الدستورية، ويتضامن مع أهالي قطاع غزة الذي أوغل العدوان فيها تدميراً وقتلاً، والذي يتيح فضاءً للحوار الثقافي والحضاري، لكنه لا ينفصل بحال من الأحوال عن القضايا العربية والرسالة الثقافية التي تنحاز للثقافة الجادة والفن الملتزم.
وأضافت النجار: "الثقافة هي الخندق الأخير للدفاع عن كينونتنا، والفنون هي التعبير الصادق عن ضمير الأمة، وإن تجديد الفكر النهضوي العربي، لا بد أن يقف في مواجهة الفكر الغربي الذي "صدع رؤوسنا بنفاقه"، لإعادة تعريف كل المصطلحات التي سوقتها المركزية الغربية للترويج لأفكارها وتحيزاتها التي كشفها جرح غزة".
وفي كلمته، علق رئيس الجمعية الفلسفية الأردنية، الدكتور محمد الشياب، على فكرة إقامة المؤتمر الفلسفي العربي الثاني عشر، تحت عنوان: "تجديد الفكر النهضوي العربي"، بالقول أن مشروع النهوض العربي باعتقادنا، بحاجة إلى نظام جديد في المعرفة، ليتمكن من تجاوز أحكامه القبلية ومواقفه المرتبطة بتصورات ومبادئ لم تعد منسجمة مع ثورة المعرفة وتحولات القيم في العالم.
وأضاف الشياب: "نحن بحاجة إلى سد الثغرات الكثيرة في المعرفة والتاريخ والسياسة وفي النظر إلى المستقبل".
وتحدث في جلسة المؤتمر الأولى التي أدارها الباحث الدكتور ماهر الصراف، الدكتور محمد المصباحي من المغرب، والباحث الدكتور العربي الطاهري من تونس، حيث حملت ورقة المصباحي عنوان: "تأملات في الحق والكذب.. على ضوء فضيحة الفلسفة الغربية إزاء إبادة سكان غزة"، وقسم المصباحي فيها مداخلته إلى ثلاثة أقسام، تحدث في الأول عن كيف تحوَّلَ الكذب إلى سمة جوهرية في السياسة الإسرائيلية، أي كيف أصبح الكذب لديها كذباً أو نطولوجياً من النوع الذي مارسه النازيون لإنجاز محرقتهم لليهود، ويمارسه الصهيونيون في محرقتهم الثانية للفلسطينيين.
فيما تحدث في القسم الثاني عن بواعث ودلالات انجرار فلاسفة غربيين إلى تصديق الكذب الإسرائيلي في حقها في الدفاع عن وجودها المفتعل، ونفي الحق الفلسطيني في الوجود الأصيل، وتكلم في القسم الثالث عن كيفيات مقاومة الكذب الإسرائيلي بالحق، لا بالكذب كيلا يتم تكريس نظام عالمي قائم على الكذب والبهتان والجَوْر.
أما العربي الطاهري، فحملت ورقته عنوان "سؤال النقد في أفق الأيديولوجية العربية"، وقال فيها أن الخطاب الفكري العربي المعاصر، يتسم بوجود أزمة حادة في بنيته ومفاهيمه ونتاجه المعرفي، ويتأكد ذلك في ضوء عدم قدرته على مواجهة ومواكبة التحولات الجديدة والمتغيرات التاريخية والحضارية والسياسية العربية والعالمية، من خلال توسّل معقولية علمية وإبداعية تكون بديلا عن حال القصور والعجز.
وأضاف الطاهري: "يشي هذا العجز في عمقه بوجود إشكالية في آلية إنتاج المعرفة، وإلى خلل في البنية الثقافية للخطاب النهضوي العربي، كما يشير هذا القصور الفكري إلى وجود أخطاء في عملية ترتيب الفكر العربي لأسئلته النهضوية، التي يتداخل في نسيجها الثقافي والاجتماعي والسياسي والاقتصادي".
وتتواصل جلسات المؤتمر، حتى الخامسة من مساء اليوم، وطيلة يوم غد الاحد في مقر الجمعية الفلسفية الأردنية في جبل الحسين، فيما تختتم صباح يوم بعد غد الاثنين في مسرح جريس سماوي في نادي شباب الفحيص.