أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
إصابة أربعة طلاب أردنيين بحادث سير في جورجيا نيويورك تايمز: هدنة محتملة بلبنان لـ60 يوما الصفدي: يحق لنا التباهي بحكمنا الهاشمي ونفخر بدفاع الملك عن غزة حقوقيون : مذكرة اعتقال نتنياهو خطوة حاسمة نحو تحقيق العدالة الدولية الكرك: مزارعون ومربو أغنام يطالبون بإعادة تأهيل الطريق الموصل إلى مزارعهم عجلون .. مطالب بتوسعة طريق وادي الطواحين يديعوت أحرونوت: وقف لإطلاق النار في لبنان خلال أيام الصفدي: حكومة جعفر حسان تقدم بيان الثقة للنواب الأسبوع المقبل حريق سوق البالة "كبير جدًا" والأضرار تُقدّر بـ700 ألف دينار الميثاق: قرار "الجنائية الدولية" خطوة تاريخية نحو تحقيق العدالة للشعب الفلسطيني الازمة الاوكرانية تقود أسعار النفط تجاه ارتفاع أسبوعي الصفدي: عرضنا على العمل الإسلامي موقعًا بالمكتب الدائم إصابة طبيب ومراجعين في مستشفى كمال عدوان صديق ميسي .. من هو مدرب إنتر ميامي الجديد؟ الأردن .. نصف مليون دينار قيمة خسائر حريق البالة بإربد بريطانيا: نتنياهو معرض للاعتقال إذا سافر للمملكة المتحدة الداوود يستقيل من تدريب فريق شباب العقبة انخفاض الرقم القياسي لأسعار أسهم بورصة عمّان مندوبا عن الملك وولي العهد .. العيسوي يعزي عشيرة النعيمات. وزير البيئة يلتقي المنسقة المقيمة للأمم المتحدة في الأردن
نحن فاسدون من الداخل
الصفحة الرئيسية مقالات مختارة نحن فاسدون من الداخل

نحن فاسدون من الداخل

28-07-2024 07:28 AM

د. فاطمة النشاش - في خضم صرخاتنا ضد الفساد، وتتعالى أصواتنا تطالب بمحاربة الفساد والظلم، ننغمس أحياناً في تجاهل واقعنا الداخلي، الذي يعكس فساداً أعمق من ذلك الذي نقاومه، إن دعوتنا لمكافحة الفساد في المؤسسات تستدعي منا وقفة صادقة مع الذات، لتقييم مدى نقائنا الداخلي ومدى التزامنا بقيم النزاهة والشفافية التي ننادي بها، فالفساد ليس مجرد ظاهرة خارجية، بل هو جزء من كياننا الداخلي. نحن فاسدون من الداخل، ليس بسبب قوى خارجية تفرض علينا الفساد، بل بسبب ضعفنا البشري والطبيعة الإنسانية التي تميل أحيانًا إلى الأنانية والجشع وهذه الحقيقة تتجلى في كل جانب من جوانب حياتنا.
نعلم جميعاً أن الفساد ليس مجرد تصرفات فردية بل هو منظومة متكاملة تشمل أفكاراً وعقليات مترسخة، لكننا في أحيان كثيرة ننسى أن الفساد يبدأ من الداخل. فهو ليس حصراً على المحسوبية أو الرشوة، بل يشمل أيضاً الخداع والتلاعب واللامبالاة التي قد نتبناها دون وعي، يبدأ الفساد الداخلي من اللحظة التي نتخلى فيها عن قيمنا ومبادئنا لصالح مكاسب شخصية، عندما نختار الطريق الأسهل على حساب الطريق الصحيح، عندما نغض الطرف عن الظلم لأننا نخشى المواجهة، وعندما نبرر أفعالنا الخاطئة بحجج واهية، نحن نمارس الفساد بأساليب قد تبدو صغيرة ولكنها خطيرة، مثل التهاون في الأمانة أو قبول التلاعب بالقوانين لصالحنا.
إن تصرفاتنا اليومية تعكس هذا الفساد الداخلي، فنرى أنفسنا نطالب بالعدل في الساحة العامة بينما نتغاضى عن تطبيق العدالة في دوائرنا الشخصية، نرفع شعار الشفافية ولكننا نغض الطرف عن ممارساتنا التي قد تكون مبنية على المجاملات أو المحاباة. في حقيقة الأمر، نحتاج إلى مواجهة أنفسنا بجرأة، وأن نعترف بوجود تلك التصرفات التي قد تبدو بسيطة، لكنها تسهم في تعزيز ثقافة الفساد التي نرفضها.
الشفافية الحقيقية تبدأ من الذات، ولا يمكننا أن نطلب الإصلاح من الآخرين بينما نغفل عن إصلاح أنفسنا، إن مسألة الإصلاح لا تعني فقط تحسين السياسات والقوانين، بل تتطلب أيضاً التزاماً حقيقياً بمبادئ النزاهة داخل كل فرد، يجب أن نسأل أنفسنا: هل نحن نطبق ما نطالب به في حياتنا اليومية؟ هل نحن نموذج للنزاهة والصدق، أم أننا نسمح لأنفسنا بالتحايل على المبادئ التي ندعو إلى احترامها؟
إن محاربة الفساد تبدأ من الذات، ويجب علينا أن نكون القدوة التي نبحث عنها في العالم الخارجي. لن نتمكن من تحقيق التغيير المنشود في المجتمع ما لم نبدأ بتغيير أنفسنا. فكلما نجحنا في تطهير أنفسنا من الفساد الداخلي، كلما كانت دعوتنا لمكافحة الفساد أكثر قوة وصدقاً، إن تصحيح المسار يبدأ من الذات، فبإصلاحنا الداخلي نكون قد وضعنا الأساس لبناء مجتمع نزيه وصادق. فلتكن خطوتنا الأولى نحو التغيير هي مواجهة فسادنا الداخلي، والعمل على تهذيبه، كي نكون قادرين على مواجهة الفساد الخارجي بجدية وفاعلية.
في النهاية، نحن لسنا مجرد ضحايا للفساد، بل نحن أيضًا صناع التغيير، بيدنا ان نختار الطريق الذي نسلكه، وأن نقرر ما إذا كنا سنكون جزءًا من المشكلة أو جزءًا من الحل، نحن فاسدون من الداخل، لكننا أيضا قادرون على التطهر والنهوض من جديد.








تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع