البحث عن حياة خارج الأرض ، حقيقية علمية وليست خيالا .. !!

لطالما كان البحث عن حياة خارج كوكب الأرض من أهم أهداف العلوم الفضائية والفلكية ، و هذا البحث، الذي كان في الماضي حكرًا على الخيال العلمي، أصبح اليوم محورًا أساسيًا للبحث العلمي بفضل التقدم التكنولوجي والتطورات البحثية المستمرة ،و في هذا المقال، سنتناول كيف تطور البحث عن الحياة الفضائية، الأدلة العلمية التي تدعمه، الأنواع المؤهلة من الكواكب، التحديات التي يواجهها العلماء، والتصورات المستقبلية لهذا المجال الرائد ، ولنبدأ بتطور البحث عن الحياة الفضائية ، فمنذ القرن التاسع عشر، كانت فكرة وجود حياة في الفضاء مجالًا للتكهنات والأدب الخيالي ، ولكن مع تطور التكنولوجيا، أصبح بإمكان العلماء استخدام أدوات علمية متقدمة لاكتشاف علامات الحياة في أماكن بعيدة ، و البداية كانت مع الراديو تليسكوبات التي بحثت عن إشارات من الفضاء، ثم جاء دور تلسكوبات الفضاء مثل هابل، وصولاً إلى تلسكوب "جيمس ويب" الذي يعتبر من أحدث الأدوات المتقدمة في هذا المجال ، و هذه الأدوات تمكنت من تقديم رؤى جديدة حول الكواكب الخارجية والغلاف الجوي لها ، أما عن
الأدلة العلمية على وجود حياة ،فإن أحد أبرز الاكتشافات الأخيرة التي دعمت فرضية وجود الحياة خارج الأرض كان اكتشاف "ثنائي ميثيل كبريتيد" (DMS) في الغلاف الجوي لكوكب (K2-18 b) بواسطة تلسكوب "جيمس ويب". DMS هو مركب عضوي يُنتج بواسطة العوالق النباتية في المحيطات على الأرض، وهو يعد من المؤشرات القوية على وجود حياة، بالإضافة إلى ذلك، تم العثور على جزيئات حاملة للكربون مثل الميثان وثاني أكسيد الكربون، مما يدعم فكرة أن الكوكب قد يحتوي على ظروف مشابهة لتلك التي تدعم الحياة على الأرض ، وعن أنواع الكواكب المؤهلة لدعم الحياة ، فتعتبر الكواكب من نوع "Hycean" كواكب واعدة في البحث عن الحياة ،و هذه الكواكب، مثل (K2-18 b)، تمتاز بوجود سطح مغطى بالمحيطات وغلاف جوي غني بالهيدروجين، مما يخلق بيئة قد تكون ملائمة للحياة. تعتبر هذه الكواكب أكبر من الكواكب الصخرية الأصغر التي كانت محط التركيز الرئيسي في السابق، مما يجعلها أهدافًا هامة للمراقبة بسبب الظروف التي قد تدعم الحياة ، أما بخصوص التحديات والأساليب ، فالبحث عن حياة خارج الأرض يواجه العديد من التحديات، منها القيود التقنية في قياس وتحليل أجواء الكواكب البعيدة ،ونجم الكوكب غالبًا ما يكون ساطعًا بشكل كبير، مما يجعل من الصعب الكشف عن التفاصيل الدقيقة لغلافه الجوي ، ومع ذلك، فإن التقنيات الحديثة مثل تحليل الطيف الضوئي والتلسكوبات الفضائية توفر بيانات قيمة يمكن تحليلها للكشف عن المكونات الكيميائية ، وبالطبع هناك جملة من التصورات المستقبلية ، حيث يتجه البحث في المستقبل نحو استخدام تكنولوجيا جديدة مثل المراصد الفضائية الأكثر تقدمًا، التي يمكن أن توفر بيانات أكثر دقة حول الكواكب البعيدة ، و كما أن هناك اهتمامًا متزايدًا في تطوير أساليب جديدة لتحليل أجواء الكواكب واكتشاف علامات للحياة ، و البحث عن حياة خارج الأرض ليس فقط قضية علمية بل يفتح أبوابًا جديدة للفلسفة والعلم ويعزز من فهمنا للكون ، ما يعني أن
البحث عن حياة خارج الأرض قد تجاوز حدود الخيال العلمي ليصبح جزءًا حقيقيًا من الاستكشاف العلمي ، و مع التقدم المستمر في التكنولوجيا وتحليل البيانات، فنحن على أعتاب اكتشافات قد تغير فهمنا للحياة والكون ، و هذه الاكتشافات، مدعومة بأدلة علمية قوية، تدعم الفرضية القائلة بأن الحياة قد تكون موجودة في أماكن أخرى في الكون، مما يجعل البحث عنها مسعىً علميًا جديرًا بالاهتمام والمتابعة ... !! خادم الإنسانية .
مؤسس هيئة الدعوة الإنسانية والأمن الإنساني على المستوى العالمي .

---