في «قمة ثنائية « جمعت الرئيسين : الروسي والسوري، تحدث الرئيس الروسي عن اجواء حرب كبرى في الاقليم، وتصعيد عسكري متوقع على كل الجبهات والساحات الاقليمية.
و كلام بوتين جاء عقب لقاء الرئيس السوري بشار الاسد في قمة ثنائية عقدت في موسكو. وما تحدث عنه الرئيس بوتين حمل اشارات واضحة الى انسداد الافق امام اي مشروع لوقف اطلاق النار في حرب غزة. و بوتين يقرع طبول الحرب. وهنا الرئيس بوتين لا يتوقع بقدر ما يقرأ استراتيجيا وعسكريا، وهو زعيم دولة عسكرية عظمى واجهزة استخبارات قوية، ودولة نووية، وعضو دائم في مجلس الامن، وما يمكن ان يحدث من تطور دراماتيكي محتمل على قواعد الاشتباك التي حكمت حرب غزة منذ اندلاعها.
و كلام بوتين اقرب الى مسامع الرئيس السوري بشار الاسد. وبما يحمل من معلومات واشارات توحي الى ان التفاعلات الاستراتجية الجديدة خطيرة ووشيكة على توسيع دائرة الحرب او انتاج حرب كبرى.
فهل تبحث اسرائيل عن فتح جبهة جديدة مع سورية؟ وهل سوف نشهد تصعيدا عسكريا اسرائيليا يستهدف سورية؟ وفيما يزور نتنياهو واشنطن، والقى كلمة امام الكونغرس الامريكي، وظهر نتنياهو اقوى من الرئيسين : ترامب وبايدن، ونجح نتنياهو في ادخال الادارة الامريكية في دوامة والحفاظ على الدعم العسكري الى تل ابيب، واللعب على الوقت والفراغ واستغلال الصراع الانتخابي الرئاسي لتعطيل والمماطلة في مساعي انهاء حرب غزة. و سيعود نتنياهو من واشنطن حاملا ل»فيتو امريكي» غير معلن لفتح جبهة سورية، وتصعيد عسكري اسرائيلي ضد سورية. وما فشلت اسرائيل من تحقيقه على جبهتي لبنان واليمن، فهل ستعوضه في افتعال حرب متقطعة او مترددة على الساحة السورية، وبحث نتنياهو عن « ثقب ابرة» لتحقيق مكسب او تحسين لصورة جيش الاحتلال المتعثر والمترنح في غزة وجبهة الجنوب اللبناني ؟!
وكلام بوتين هنا يقع او لا يقال بالصدفة. وماذا يعني لموسكو، توسيع دائرة الحرب في الشرق الاوسط والاستهداف الاسرائيلي لسورية ؟ و بالطبع، يبدو ان ثمة مقاربة روسية جديدة للعلاقة مع سورية. ووسط توقعات في اندلاع حرب كبرى، وانقلاب لموازين القوى وتهديد اسرائيل لدمشق.
و في العلاقة الروسية / السورية من بداية الحرب في سورية، وموسكو تطور علاقتها في ضوء ملفات واحداث كبرى. وذلك على ارضية صمود الدولة السورية ووحدة الجغرافيا السورية، وتحديات عسكرية وتحولات سياسية اقليمية.
واظن ان بوتين اليوم اكثر حرصا على تقوية والامساك في التحالف مع سورية، وان موسكو تقرأ الخط الاستراتيجي لتحالفها مع سورية في ضوء حربها ضد وكلاء الناتو في اوكرانيا.
روسيا من بداية حرب غزة وقفت في وجه الجنون والهستريا الاسرائيلية.. وفي مجلس الامن الدولي حاربت موسكو من اجل اخماد نيران الحرب واعلان وقف لاطلاق
النار، وواجهات الاندفاع والسياسيات المريبة لجو بايدن، والذي بدا، كما لو انه صهيوني اكثر من نتنياهو، وداعمة سياسيا وعسكريا للاندفاع الدموي والوحشي لحكومة حاخامات اورشليم.