الحراك الحزبي الذي تشهده المملكة منذ أكثر من عام غاية في الأهمية، وإن كان ما يزال في بعض الأحيان متواضع الخطى، لكن بالمحصلة هو حراك إيجابي يحكي قصة نجاح أردنية تؤكد أن المسيرة مستمرة وأن الأردن قادر، ويستطيع، ولا مستحيل في أجندته، ماض بعزم وعزيمة، تنفيذا لرؤى قيادة عبقرية تدفع لمزيد من النجاحات الأردنية.
ليس عيبا أو خطأ التعثّر، ومن ثم المضي في المسيرة، فهي طبيعة البشرية، وأداة التطوّر، العيب هو البقاء في زاوية الفشل، وإغفال التقدّم الذي يشهده العالم، ورفض التحديث، هنا نقع في الخطأ، والتعثّر، وأي ساعي للتطوير والعمل حتما سيتوقف للحظات، أو حتى يتعثّر، لذا فمن يرى فيما تشهده الحياة الحزبية التي هي نتاج منظومة متكاملة من التحديث السياسي، من تفاصيل سلبية، نقول لهم هي تفاصيل صحية، فما يحدث في الأردن هو حقيقي، وليس مجرد شعارات تُرفع لخطف أنظارنا تجاهها.
تغييرات جذرية يعيشها الأردن فيما يتعلق بالشأن الانتخابي، ما يجعل من أي خطى تشهدها المسيرة أمرا طبيعيا، بل وواقعيا وصحيا، ومن الطبيعي والمألوف لأي عملي حقيقي وتغييرات عملية أن يتبعها بعض التفاصيل غير المألوفة، وفي ذلك واقع وحقائق، وخلاف ذلك نحن نتحدث عن «ديكور» حزبي، فقط، نعيش من خلاله تفاصيل آنية، سرعان ما تزول، وفي ذلك نحن حتما نتحدث عن غير الأردن وتجربته الحقيقية في العمل الحزبي «الجدي» وحتى في مسيرة التحديث بمساراته كافة، ففي العمل تفاصيل ربما ترضي البعض، وربما لا ترضي آخرين حدّ الغضب، لذا فإن ما يحدث طبيعي، ولمن لا يرى ذلك فهو يحتاج لمن يضع له النقاط على كلمات واقعه..
لمن يبحثون عن السوداوية أو التقليل من حجم الإنجازات الوطنية العظيمة تحديدا تلك التي يشارك بها المواطن والمسؤول، نجاهر بقولنا إننا نسير نحو الأفضل، ونحو تغييرات أكثر ما يميزها أنها حقيقية، دون ذلك فهم غارقون بظلام تفكيرهم، وكل ما يحدث لجهة الحياة الحزبية حديثة الخطى بحرفيّة المعنى، هو أمر طبيعي وأي تجربة جديدة معرّضة للإيجابي وكذلك للسلبي، أمّا أن نقف نضرب الكف بالكف حزنا على بعض العثرات «الطبيعية» أو تلتوي أعناقنا حزنا وربما غضبا على أي عثرة أو حدث فهو البحث عن السوداوية والطاقة السلبية، وشدّ الخطى للخلف، فالأردن ماض ولن يقف بانتظار من اختار تأخير الاتكاء على حائط الانتظار أو الفشل!..
الحياة الحزبية، تسير في درب النجاح، وتم ترتيب البيت الحزبي بشكل مؤكد، وبتنا نقترب من حكومات حزبية لنضوج العمل الحزبي عند عدد كبير جدا من الأحزاب، ولا يوجد نجاح حقيقي دون عثرات وعقبات، وهو ما نشهده في جديد الأحزاب، وعدد منتسبيهم، وقوائمهم «العامة» التي باتت تعلن عنها الأحزاب يوميا لخوض الانتخابات النيابية للمجلس النيابي العشرين، وغيرها من المظاهر الحزبية التي تحكي قصة نجاح مؤكدة، وحالة نضج حزبي حقيقية، وغياب نهائي لثقافة هجر الأحزاب، فباتت الصورة تدعو للتفاؤل، وتحقق الإنجاز.