أعذروني اليوم، وسآخذكم الى الحديث عن فساد من نوع جديد، وانعدام لادنى القيم والاخلاق، والخوف من الله. فساد وغش وصل الى محصول» التين والتين الزراقي «. عرفنا فسادا غذائيا في الدجاج والاسماك واللحوم، والمنتجات الغذائية. و لكن، ان الجشع والفساد يصل الى التين، فهذا امر مهوول !
و الاصدقاء من مزارعي مناطق بيادر وادي السير وبدر الشرفاء فليعذروني، ويتسع صدرهم ويتحملون ما سوف يكتب ويحكى عن غش «التين الزراقي».
كليو «التين الزراقي « يباع بـ20 دينارا. وقبل اسابيع ضبطت جهات رقابية تينا مغشوشا بكميات كبيرة في مناطق غرب وجنوب عمان. و في التفاصيل، فان تجارا يقومون برش التين الاخضر العادي بمادة الديزل واضافة زيت زيتون ومواد كيماوية شبيهة بمادة ملونة زرقاء، وذلك لقلب لون التين من اخضر الى ازرق.
كيلو التين الاخضر يباع بالاسواق بـ4 دنانير والتين الزراقي 20 دينارا. فارق بالسعر يفتح شهية التجار الى الغش والتزوير في اصناف التين. و كما هو رائج اردنيا، فان «التين الزراقي» في مناطق البيادر وبدر يحظى بسمعة طيبة، وعلامة تجارية زراعية تنال ثقة المستهلكين، وفي
موسم التين يباع على امهاته واشجاره قبل ان يقطف.
اصحاب النفوس المريضة والطماعين، ومن لا يعرفون الله، ولا يخافون عقوبة السماء والارض. فقد عرفوا كيف يستغلون سمعة «التين الزراقي» في مناطق غرب عمان، واعدوا العدة لعمليات غش وتضليل للمستهلك لا تخطر على بال الشيطان.
و حيث في تركيبة كيماوية وعملية غش وتزوير ينقلب التين الاخضر الى ازراقي. وتختفي ملامح التين الاخضر، ويصبح ازرق، ويباع الكليو ب20 دينارا.
بدعة وطريقة في الغش لا تخطر على بال الشيطان. وصديق يخبرني انه يشتري يوميا «تين ازراقي «، ويقول : ان طعمه مجبول برائحة الديزل. ويستغرب من ذلك، ويغسل التين بالماء، ويرش معقمات وخلا. و التين فاكهة موسمية مباركة، ومذكورة في القرآن الكريم، ويقبل الناس على استهلاكها بنهم وشهوة، وقبل ان تنفذ من الحقول. و ما يأكله الناس من تين ازراقي غير صالح للاستهلاك، وخاضع لعمليات تعديل وتلوين ورش بمواد كيماوية وديزل لتحويله من اخضر الى ازرق.
و تتهافت كبرى محال الخضروات والفواكهة في عمان على شراء «التين الزراقي « المغشوش.. وفي محل «خضار وفواكه» في الصويفية يوسم بالصيدلية من شدة ارتفاع اسعاره، ويبيع كيلو «التين الزراقي» ب30 دينارا. غش موسمي، ويدر مئات الاف الدنانير. والضحية هو المواطن المشتهي من نفس محرومة او مريضة او صبورة اكل حبة او حبات من «التين الزراقي «.
و التين موصوف ومذكور بالقرآن الكريم.. وهناك ناس يتناولونه من باب البركة والشفاء الايماني، والعلاج الرباني والقرآني. فما بالكم ان كان» تينا ازراقيا « مغشوشا و مغسولا بالديزل ومواد كيماوية !
انا لم اصدق ما سمعت عن غش « التين الزراقي»، الا عندما رأيت بام عيني. فساد غريب، وانه فساد في ضمائر واخلاق الناس. و»غشاشو التين « في صلاة الجمعة يقفون في مقدمة الصفوف خلف الامام، ويطولون الدشاديش، وفي الجمعة المباركة يبيعون التين الزراقي المغشوش على ابواب المساجد.