تحليل خطاب نتنياهو أمام الكونغرس الأمريكي ، رؤية استراتيجية وأبعاد سياسية .. !!

تحليل خطاب نتنياهو أمام الكونغرس الأمريكي ، رؤية استراتيجية وأبعاد سياسية ... !! د. رعد مبيضين .
في 24 يوليو 2024، ألقى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو خطابًا أمام الكونغرس الأمريكي، الذي كان محوريًا في تقديم استراتيجياته ورؤيته بشأن الصراع المستمر في الشرق الأوسط، خاصة في غزة ، وفي هذا الخطاب، تم تناول العديد من القضايا السياسية والأمنية والإنسانية، مع التركيز على تعزيز التحالفات الدولية ورفض الاتهامات الدولية ، وفيما يلي تحليل لأبرز النقاط التي تناولها الخطاب :
1. الوضع الراهن والفرص التاريخية ، بدأ نتنياهو خطابه بالتأكيد على أن الشرق الأوسط يمر بمرحلة تاريخية حساسة ، وقد وصف الصراع الحالي بأنه ليس مجرد صراع بين حضارات، بل معركة بين "البربرية والتحضر" ، وأكد أن المنطقة تواجه تهديدًا من "محور الإرهاب الإيراني"، داعيًا الولايات المتحدة وإسرائيل للوقوف معًا في هذا السياق لتأكيد النصر ، واعتبر نتنياهو أن هذه اللحظة تشكل فرصة حاسمة لتحديد مستقبل المنطقة واستراتيجياتها.
2. تداعيات هجوم 7 أكتوبر ،
أشار نتنياهو إلى أن الهجوم الذي وقع في 7 أكتوبر يشبه في حجمه وخطورته هجوم 11 سبتمبر، لكنه مضاعف عشرين مرة ، وأكد أن هذا الهجوم يمثل نقطة تحول هامة، مشيرًا إلى الجهود المبذولة لاستعادة جميع الرهائن، حيث تم بالفعل إعادة 135 منهم، بما في ذلك 7 عبر عمليات إنقاذ خاصة ، وصرح بأنه لن يتوقف حتى يتم تحرير كل الأسرى، معبراً عن تقديره لبعض عائلات الرهائن التي حضرت جلسة الكونغرس.
3. الدعم الأمريكي وتعزيز التحالفات ، عبر نتنياهو عن امتنانه للرئيس الأمريكي جو بايدن لدعمه الثابت لإسرائيل، معترفًا بالعلاقة الطويلة بينهما ، أشاد بايدن بعمله الداعم لإسرائيل، مشيرًا إلى الدور المهم الذي لعبه في دعم الرهائن والعمليات العسكرية ، و طلب نتنياهو من الولايات المتحدة تقديم دعم عسكري متسارع لإنهاء النزاع في غزة، موضحًا أن التحالفات مع الولايات المتحدة تعزز قدرة إسرائيل على مواجهة التحديات الأمنية.
4.الانتقادات للمعارضة والتظاهرات ، وجه نتنياهو انتقادات حادة للمتظاهرين ضد إسرائيل، متهماً إيران بتمويل وتوجيه هذه التظاهرات ، و اعتبر أن هؤلاء المتظاهرين يدعمون حركة حماس ويتجاهلون التمييز بين دولة إسرائيل الديمقراطية وحركة حماس الإرهابية ، و كما وصف المتظاهرين بأنهم أدوات في يد إيران، محذرًا من أن دعمهم يشكل تهديدًا للأمن والاستقرار الإقليمي.
5. الرد على الاتهامات الدولية ، وانتقد نتنياهو الاتهامات الموجهة من قبل المحكمة الجنائية الدولية لإسرائيل بتجويع سكان غزة، معتبراً أن هذه الاتهامات غير مستندة إلى أدلة وتعتبر افتراءات ، أضاف أن معاناة سكان غزة ناتجة عن سرقة حماس للمساعدات الإنسانية، وليس عن الحصار الإسرائيلي ، و أكد أن إسرائيل ستواصل حربها حتى تحقيق أهدافها، مشيرًا إلى أن عدد الضحايا في الحرب الحالية هو الأقل مقارنة بحروب المدن السابقة.
6. الاستراتيجية العسكرية والقدرة الدفاعية ، حيث شدد نتنياهو على أن إسرائيل طورت أسلحة متقدمة بالشراكة مع الولايات المتحدة، وأثنى على الدعم العسكري الأمريكي الذي ساعد في تعزيز قدرتها الدفاعية ، ودعا إلى تسريع الدعم العسكري الأمريكي، مشيرًا إلى أن هذا سيسهم في إنهاء النزاع في غزة بشكل أسرع.
7. التطلعات نحو السلام والتحالفات الإقليمية ،
دعا نتنياهو إلى تشكيل تحالف جديد في الشرق الأوسط، أطلق عليه اسم "تحالف أبراهام"، والذي يستند إلى اتفاقيات أبراهام ويشمل جميع الدول الراغبة في السلام مع إسرائيل ، و أكد على ضرورة عدم تقسيم القدس، التي تعتبر عاصمة إسرائيل الأبدية، وأشاد بالدور الذي لعبه الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب في دعم هذه الرؤية.
8. التزام بالنصر والشراكة الإقليمية ، و أكد نتنياهو التزامه بتحقيق نصر كامل على حركة حماس، معبرًا عن ثقته بأن هذا النصر سيسهم في تحويل الشرق الأوسط إلى منطقة مزدهرة ، كما أكد أن إسرائيل ستواصل العمل مع الولايات المتحدة والشركاء العرب لتحقيق الاستقرار الإقليمي، مشددًا على أن إسرائيل ستظل حليفًا لا غنى عنه للولايات المتحدة.
وفي ختام خطابه، أعاد نتنياهو التأكيد على الالتزام بالنصر الكامل وأهمية التحالفات الدولية والإقليمية في تحقيق الاستقرار والسلام في الشرق الأوسط ، وقدم خطاب نتنياهو رؤية استراتيجية تجمع بين التصعيد العسكري وتعزيز التحالفات الدولية كسبيل لمواجهة التهديدات الإقليمية وتحقيق الأهداف السياسية والأمنية لإسرائيل.
وخلاصة القول : أن نتنياهو في خطابه أمام الكونغرس، شدد على أن الصراع في الشرق الأوسط هو معركة بين "البربرية والتحضر"، موجهًا انتقادات حادة لإيران وحماس وللمنتقدين الدوليين ، و أكد على أهمية الدعم العسكري الأمريكي لتعزيز القوة الإسرائيلية وطلب تسريع هذا الدعم ، كما دعا إلى تشكيل تحالف إقليمي جديد وتعزيز التحالفات مع الولايات المتحدة ، كما أكد التزامه بتحقيق نصر كامل على حماس واستمرار التعاون الدولي لتحقيق الاستقرار في المنطقة ،
وضمن هذا التحليل يمكننا قراءة ذهنية نتنياهو التي ترتكز على القوة من ناحية ، والتحالفات من ناحية ثانية ، فضلاً على إعادة التأكيد بأن الحرب حضارية ضد الإرهاب البربري كما يصفها ، هذا عدا عن نقده للمعارضين الدوليين تجاه سياساته في غزة وكذلك انقاد إيران وتكرر طلب المساعدة من أمريكا كعنصر حاسم في تقديره لتحقيق الاستقرار في المنطقة ... !! خادم الإنسانية .
مؤسس هيئة الدعوة الإنسانية والأمن الإنساني على المستوى العالمي .

---