أخطر ما يطرح ويتداول حول حكاية الكونفدرالية الاردنية / الفلسطينية، انها ليست قرارا فلسطينيا، بل تتسرب من وراء توافقات وتفاهمات امريكية / اسرائيلية. في مواجهة والرد على الكونفدرالية الرهان يقوم على قوة ومناعة الجبهة الوطنية الاردنية. وحماية الثابت الاردني في ممانعة الضغوطات الامريكية والمخططات الامريكية والاسرائيلية لتصفية القضية الفلسطينية على حساب الاردن.
وكلما طرق موضوع الكونفدرالية اسماعي اقف على قلق وطني. واين يقف الاردن اليوم من المشروع الامريكي / الاسرائيلي، وماذا يملك من سياسة مضادة وممانعة؟!
امريكا واسرائيل في تسريبات كثيرة في عهد حكومة ترامب، وما يسمى «صفقة القرن» وقبل وبعد، ناقشوا موضوع الكونفدرالية بعيدا وبمعزل عن رأي وموقف الاردن. و اسرائيل بعد حرب غزة تتأخذ اكثر من ذريعة للترويج الى « الكونفدرالية». واذ ان السلطة الوطنية في رام الله ضعيفة، وتتذرع ايضا بان حماس شريك وقوة فلسطينية ارهابية ومتطرفة وغير مقبولة.
و» شمعون بيريز «، رئيس الوزراء الاسرائيلي ذات مرة قال : ان استقدام الاردنيين الى الصفة الغربية ضرورة امنية ملحة.
اتجاهات التفكير الامريكي /الاسرائيلي تجلت وتبلورت في اجماع من شأنه ان يترجم الى سياسات واقعية.
و لربما ان حرب غزة عطلت وارجأت من عملية نفاذ المشروع الامريكي / الاسرائيلي، وسوى في الضفة الغربية والقدس، وعلى مستوى تصفية القضية الفلسطينية، وتسخين ادراج الحلول النهائية على «الطريقة الترامبية». و في الضفة الغربية، واذا ما استمرت سياسة اسرائيل الراهنة، فان الضفة قابلة للانفجار عاجلا ام اجلا. و في الميثولوجيا اليهودية، فمن المفترض ان العثور على هيكل سليمان، وتابوت العهد، ويفترض ان يقوم المخلص اليهودي، ولا بد ان يقتل ويبيد كل الاخرين، وهل من اخرين هنا سوى العرب ؟!
و في ايدولوجيا التوراة استئثار للارض والجغرافيا، والخلاص اليهودي يكون في يهودية الدولة، وابادة وتصفية جماعية وتسفير وتهجير قسري للسكان الاصليين. وانصحكم اقراوا التوارة، وعلى الاقل ليتشكل عندكم فكرة وصورة عن ايدولوجيات الصراع مع اسرائيل، ومن اين يستقي حاخامات اورشليم هرطقات وبدع الجنون والابادة وحرب الخلاص اليهودي التي يخوضونها في غزة، وحقيقة الصراع العربي / الاسرائيلي.
بن غفير، لا يعتقد ان عمليات القتل والتنكيل في الضفة الغربية كافية. وبل ان عمليات المقاومة المسلحة في الضفة في نظرهم سيكون لها تفاعل خطير على وضع اليهود في « يهودا والسامرة «. و الى ذلك، فان اخطر ما يجانب موضوع الكونفدرالية الاردنية / الفلسطينية دعم وتأييد دول عربية للمشروع.
و الترويج للكونفدرالية من باب الضغط على الاردن، ومن يقرنون ويريطون بين اي دعم للاردن ويشرطونه بالموافقة على حل الكونفدرالية. وطبعا، هذا ما يريده نتنياهو وحاخامات اورشليم.. يهودية الدولة العبرية، ولا دولة فلسطينية، واحتفاط بأرض « اسرائيل التوراتية « كاملة، وتهجير قسري لفلسطينيي الضفة الغربية والقدس.
و السؤال الاهم، كيف سنواجه المشروع الامريكي / الاسرائيلي، والكونفدرالية ؟
و لتلافي مخاطر الكونفدرالية وغيرها من الاخطار المحدقة بالهوية الاردنية ومشروعنا الوطني، سواء اقتصادياً وسياسياً واجتماعياً، وثقافياً.
و الالتفات الى الانفتاح والاستدارة الاردنية اقليميا وعالميا، والبحث عن اصدقاء وحلفاء وشركاء جدد.