لا طاقة لأي طرف على تكاليف الحرب بين حزب الله وإسرائيل، لأن دمارها سيكون فوق الاحتمال، وهو قيد الحسابات الدقيقة.
ستضرب إسرائيل في العمق اللبناني، وهو ما تحاول الولايات المتحدة الأميركية وفرنسا، احتواءه، وحصره في قواعد الاشتباك وجعله ردًا من النوع المعروف مع السماح ببعض التجاوزات التدميرية.
إسرائيليًا، ان كلفة عدم الرد، أعلى من كلفة الرد، لكن ثمة محددات هي العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، الذي يستحوذ على أعلى درجات التركيز، إضافة إلى ان الدم الذي أريق في مجدل شمس، هو دم عربي، وليس دمًا يهوديًا !!
معلوم ان الحرب كارثة على لبنان وحزب الله وإسرائيل وإيران والإقليم والسلم العالمي، وهي الدول التي لن تكون في منجاة، ان تطور الرد المتفق عليه إلى حرب.
مؤسسة تشخيص مصلحة النظام الايراني، تعطي معطًى واحدًا، هو عدم التضحية بحزب الله، الذي حمل النفوذ الإيراني إلى ضفاف البحر الأبيض المتوسط، كما حملها الحوثيون إلى البحر الأحمر وباب المندب !! يقول اللواء يحيى صفوي، المستشار العسكري للمرشد والقائد السابق للحرس الثوري، إن الإيرانيين وصلوا ثلاث مرات إلى البحر الأبيض المتوسط، مرتين منها في عهدي الملكين الأخمينيين، قوروش الأول وخشايارشا الأول، وآخر مرة بواسطة حزب الله اللبناني.
ويقول صفوي: «نحن الإيرانيين توجهنا إلى البحر الأبيض المتوسط حوالي 500 سنة قبل الميلاد، حيث ذهب قورش الكبير إلى أورشليم وحرر أورشليم واليهود».
ويقول صفوي: «في عام 480 قبل الميلاد، قاد الملك خشايارشا الأول، 600 ألف جندي من إيران إلى الأناضول، وعبروا مضيق الدردنيل، واستولوا على اليونان. وللمرة الثالثة، مع تشكيل جبهة المقاومة، وبواسطة حزب الله اللبناني، أصبحنا في جوار البحر الأبيض المتوسط».
ويعلن: «يجب أن نزيد عمق الدفاع الاستراتيجي الإيراني إلى 5 آلاف كيلومتر». الملالي ليسوا بصدد التحرير، بل هم بصدد التوسع وبسط النفوذ، فثمة بيادق على الرقعة، مرتبطة بخيوط المرشد، تتحرك وفق مصالحه ومشاريعه.
لقد ابتلع الملالي عددا من دولنا، وهو أكبر مما ابتلع العدو الصهيوني، وبيننا من يهتف لهم !!