أنا مسلم لكن لست إخوانياً!!!

زاد الاردن الاخباري -

أنا مسلم لكن لست إخوانياً!!! بقلم : عامر اسماعيل
يحتل الأردن مرتبة متقدمة على مستوى العالم من حيث أعداد المتعلمين إلا أن هذا لم يشفع لنا كأردنيين فمازلنا نختزل الاسلام في حركة الاخوان ومازال هناك من يعتبر أن أي إنتقاد للحركة الإخوانية هو إنتقاد للإسلام وهذا خطأ وظلم بحق الإسلام والمسلمين ، فالإسلام أعظم بكثير من حركة سياسية تسعى لتحقيق مصالح شخصية فالإخوانيون لايمثلون كل المسلمين هم فقط يمثلون أنفسهم فأنا مثلاً مسلم لاكني لست إخوانياً ولن أكون يوما إخوانيا فأنا أتفق معهم بأن الاسلام فيه حلول كثيرة لمشاكل المجتمع على مختلف الأصعدة سياسيا و إقتصادياً وإجتماعياً لاكني لا أتفق معهم عندما يتخذون من شعار الإسلام هو الحل مجرد حبر على ورق لكسب الشارع الأردني فالإخوانيون يرفعون هذا الشعار منذ أعوام كلما دقت طبول الانتخابات بهدف حشد الشارع ليحققوا مكاسب سياسية فقط والسؤال للإخوانيين رفعتم الشعار فماذا قدمتم للشعب الأردني على مدى عقود من الزمن ؟ كيف ستطبقون هذا الشعار ام فقط سنراه على فطع القماش وفي المظاهرات ؟ كما أود أن أسألهم لو حصل وقمتم بتشكيل حكومة وكان رئيس الوزراء إخوانياً هل سيقوم بإلغاء إتفاقية وادي عربة ؟ أم أنكم فقط غوغائيين وهدفكم الوصول الى سدة السلطة التنفيذية ؟
إن كنتم تقولون أن الإسلام هو الحل فهل الإسلام يدعوكم إلى زرع الفتنة في الشارع الأردني ؟ ألم ينهى الإسلام عن التقليد الأعمى وأنتم تستمرون في تنظيم المظاهرات فقط لأن الدول الأخرى حصل فيها مظاهرات بهدف التقليد فقط لا من أجل الوطن ؟ ماهي الخطوات التي استخلصتموها من ديننا الاسلامي وتريدون تطبيقها على الإقتصاد الوطني لإخراجه من حالة الركود والكساد ، وكيف ستعملون على تحسين الحياة المعيشية للمواطن الأردني ، لانريد فقط أن نستمع إلى خطب رنانة تداعبون بها مشاعرنا الدينية كمواطنين أردنيين دون أن يكون لديكم برنامج عمل شامل وواضح لخدمة الوطن لا لخدمة مصالحكم الشخصية توقفوا عن التظاهر فقط من أجل التظاهر فديننا الاسلامي يدعوا الى البناء والعمل والنهضة ولا يدعوا الى الدمار والخراب والفتن ، فهناك فرق كبير بين الاسلام اللذي جاء به نبينا محمد صلى الله عليه وسلم والاسلام اللذي تدعوننا إليه فإسلامنا ينبذ الفتنة والفرقة والتقليد الاعمى و إسلامكم يدعوا اليها ,حناجركم تنادي وتهتف بالحرية التي تنادي بها وزيرة الخارجية الامريكية وكل زعماء الغرب لاكننا كأردنيين نريد الحرية والديمقراطية التي ينادي بها جلالة الملك قائد الوطن , فحريتنا وديمقراطيتنا بلا فوضى و لا دماء فقط بناء وعمل ونهضة لاكن حريتكم وديمقراطيتكم تدعوا الى الفوضى وسفك الدماء من أجل الهرولة الى كرسي السلطة و أحضان الغرب ؟
ومن زاوية أخرى فإن مايشغل بالي هو سؤال واحد فقط أتمنى أن يخرج من الإخوانيين من يجيب عليه وهو \" عندما دعى جلالة الملك إلى الاصلاح ومكافحة الفساد والتغيير الى الافضل لماذا لم تساندوه ولم تخرجوا تأييدا له بمظاهرات هنا وهناك ولم تنضموا لمبادراته لاكن عندما طالب الغرب بضرورة التحول الى الديمقراطية وضرورة التغيير بدأتم بإنفاق الدنانير لتنظيم المظاهرات وتسيير الشارع أليس هذا فقط استرضاءا للغرب وحرصا على مصالحكم الشخصية هل ستلبسون زي الاسلام المفصل على الطريقة الامريكية ؟ أم أنكم تريدون أن تجلبوا للأردنيين الديمقراطية التي جلبها الامريكيون الى العراق ، لسنوات عدة كنتم متمسكين بثوابتنا الوطنية وهي الله ، الوطن ، الملك لأنها كانت تخدم مصالحكم أما اليوم فأنتم تنقلبون عليها وتقدمون مصالحكم الشخصية على مصلحة الوطن وهذا خداع للشارع الأردني.
مجددا أقول هل يدعو الاسلام الى شق الصف الواحد وتمزيق الشارع الاردني هل هذه هي النسخة الامريكية من الاسلام التي تصدح بها حناجركم على منابر الجوامع وفي خطب الجمعة ، لقد فضحت التعديلات الدستورية الجريئة والقوية التي أقدم عليها الشارع الاردني مخططاتكم ونواياكم فهذه التعديلات أحرجتكم كثيرا كما أن إختيار شخصية نزيهة ذات سمعة نظيفة بعيدة عن الشبهات كعون الخصاونة رئيسا للحكومة كان محرجا جدا لكم لانه تسبب في تعريتكم أمام الشارع الاردني .
وختاما أقول للإخوانيين نحن نعلم كأردنيين أن هناك فساد في أجهزة الحكومة وهناك أخطاء عديدة أرتكبت من قبل الحكومات المتعاقبة في حق الشعب وأموال الشعب لاكن لا نريد أن تعالج هذه الأخطاء عن طريق جر الشارع الأردني بأكمله إلى الفتنة والفوضى بل نريد أن نعالج هذه الأخطاء وفقا لخارطة الطريق التي رسمها جلالة الملك في كتاب التكليف السامي للحكومة الجديدة ، إعملوا ضمن خارطة الطريق الملكية الاردنية الهاشمية التي تدعوا الى أردن حديث متطور حضاري وحياة كريمة لشعبنا الأردني العظيم ولا تعملوا ضمن خارطة الطريق الامريكية الغربية التي تدعوا الى شرق أوسط جديد لاكن إن أبيتم إلا الاستمرار في خارطة الطريق الامريكية فإنه من دواعي سروري أن أكون أول مواطن أردني يحمل لقب \" بلطجي \" دفاعا عن وطني ومليكي .