اعتمد الكيان الإسرائيلي، في ارتكاب مجازره واغتيالاته، على الافلات الدائم من المحاسبة، والافلات الدائم من العقاب.
هذه المرة، جريمة اغتيال الشيخ اسماعيل هنية، لن تمر بلا عقاب.
مجددًا، لجأ كيان العدوان الإسرائيلي إلى الاغتيالات، التي مارسها منذ تفجير فندق الملك داود في القدس 1946، اغتيال الكونت برنادوت في القدس 1948، إلى اغتيال عشرات القيادات الفلسطينية.
الاغتيالات محض انتقام، وليس لها أي ثقل في موازين القوى، سوى انها ترتد وبَالًا على من يقترفها، كما هو المؤكد في ارتدادات اغتيال هنية.
في تقييم ارتدادات هذه الجريمة، فقد خسرت إيران، وخسر الكيان الإسرائيلي، وخسر لبنان.
خسرت إيران هيبتها وهيلمانها، حين لم تحمِ قائدًا فلسطينيًا كبيرًا، تحت المهداف الإسرائيلي.
ستخسر إيران ضحايا ومنشآت ضخمة، ستطالها وتطال حلفاءها في لبنان والعراق وسورية واليمن، في إطار الرد الإسرائيلي على «هجمات رد الاعتبار» الإيرانية.
وسيخسر الكيان الإسرائيلي ضحايا ومنشآت ضخمة، ستطال فيما تطال، مدينة تل ابيب.
وسيدخل الكيان الإسرائيلي جحر الضب، المظلم اقتصاديًا وحياتيًا، طيلة فترة المناوشات الإيرانية - الإسرائيلية، التي قد تمتد شهورًا.
أعلنت إيران ان القصف سيتجاوز الخطوط الحمراء، بما يعني أنه كانت بين الطرفين خطوط مرسومة حمراء ! ومؤكد ان الضغط الفرنسي الأميركي سيتم، ليتراجع الطرفان إلى تلك الخطوط، فذلك التراجع سيوقف النزف الهائل المتبادل !!
وخسر لبنان، الذي سيدخل في حالة طوارئ مؤلمة واسعة، وهلع، ونزوح وهجرة، علاوة على ما سيطاله من قصف، لن تنجو منه حواضرها، وعلى رأسها بيروت !!
ربح الشهيد اسماعيل هنية، الذي نال ما تمنى، شهادةً ومجدًا وذِكرًا خالدًا.
وربحت حركة حماس، إذ يتم أكثر فأكثر تدويل القضية الفلسطينية، ومأساة الشعب العربي الفلسطيني. علاوة على ما نالت من تعاطف وتضامن.
وربحت الدوحة، التي لم يجرؤ الكيان الإسرائيلي على اغتيال الشيخ اسماعيل هنية على أرضها !! وبدل ذلك، حظيت بقصب احتضان جثمانه في ترابها.
تمكن الإرهابي نتنياهو، مدعومًا بزمرة من المذهونين، من زج الإقليم في أتون حرب مدمرة، جاعلًا الادارة الأميركية والعالم الغربي، كومبارس تابعين !!