في خضم التحولات الديناميكية في الشرق الأوسط، يبرز السؤال حول مدى إمكانية تصفية الرئيس السوري بشار الأسد كخيار استراتيجي محوري لتحقيق الأهداف الإسرائيلية ، والمنطقة تحفل في السنوات الأخيرة بتطورات دراماتيكية على الصعيدين الإقليمي والدولي، مما جعل من المسألة السورية نقطة اشتعال رئيسية في الاستراتيجيات الإسرائيلية ، و يعتقد البعض أن التخلص من الأسد قد يمثل خطوة حاسمة نحو ترسيخ مكانة إسرائيل كقوة ذات نفوذ في المنطقة ، وهنا لا بد من التوقف عند الاستراتيجية الإسرائيلية ، و
لطالما سعت إسرائيل إلى ضمان أمنها واستقرارها في محيطها الجغرافي المضطرب ، و في سياق هذه الاستراتيجية، يعتبر نظام الأسد، الذي تدعمه إيران وحزب الله، تهديدًا للأمن القومي الإسرائيلي ، و هذا النظام يعزز من قوة خصوم إسرائيل ويعزز من دورهم العسكري في المنطقة، مما يهدد استقرار إسرائيل ، لهذا يُفترض أن تصفية الأسد قد تساهم في إضعاف هذا المحور المعادي وتقليص التأثير الإيراني في المنطقة ، أما الاعتبارات الإقليمية والدولية ، فتحمل خطوة تصفية بشار الأسد تداعيات معقدة على الصعيدين الإقليمي والدولي ، فعلى الصعيد الإقليمي، تشهد العلاقات بين إسرائيل والدول العربية تحسنًا ملحوظًا بفضل الاتفاقيات الإبراهيمة، والتي قد تعتبر أن تصفية الأسد قد تعزز من استقرار هذه العلاقات ، و كما يمكن أن تساهم في تعزيز النفوذ الإسرائيلي في المنطقة من خلال تقليل الفوضى التي يسببها نظام الأسد وحلفاؤه ،
ومع ذلك، فإن التحديات المرتبطة بهذه الخطوة ليست قليلة ، و قد تواجه إسرائيل انتقادات شديدة من المجتمع الدولي، حيث يمكن أن تُعتبر عملية تصفية رئيس دولة خرقًا صارخًا للقانون الدولي ، كما أن هذا الإجراء قد يؤدي إلى تفاقم الفوضى في سوريا، مما قد يفاقم الأزمات الإنسانية ويزيد من تعقيد الوضع الإقليمي ، و الفوضى غير المنضبطة قد تؤدي إلى صعود فصائل مسلحة أكثر تطرفًا وتهديدًا للاستقرار الإقليمي ، من هنا لا بد من بحث الآثار المحتملة ، لهذا فمن الضروري تقييم الآثار المحتملة لتصفية الأسد بدقة ، على الصعيد العسكري، قد يؤثر هذا الإجراء على توازن القوى في المنطقة بشكل كبير، مما قد يستدعي تدخلات جديدة من القوى الدولية والإقليمية الأخرى ، وعلى الصعيد الاقتصادي، قد تؤدي الفوضى المستمرة إلى تفاقم الأزمات الإنسانية، مما ينعكس على الاستقرار الاجتماعي والاقتصادي في الدول المجاورة لسوريا ، وخلاصة القول: بينما يُنظر إلى تصفية بشار الأسد كخيار استراتيجي محتمل لتحقيق الأهداف الإسرائيلية، فإن هذا القرار يتطلب تقييمًا شاملاً للأبعاد الإنسانية والسياسية والاقتصادية ، و قد تكون هذه الخطوة ذات عواقب بعيدة المدى تتجاوز مجرد إضعاف النظام السوري، لتؤثر بشكل كبير على الاستقرار الإقليمي والنظام الدولي ، و في نهاية المطاف، يبقى السؤال مفتوحًا حول مدى فاعلية هذه الخطوة في تحقيق الطموحات الإسرائيلية من جهة، وتداعياتها المحتملة على المنطقة والعالم من جهة أخرى ... !! خادم الإنسانية .
مؤسس هيئة الدعوة الإنسانية والأمن الإنساني على المستوى العالمي .