تشهد منطقة الشرق الأوسط تصعيدًا جديدًا بعد اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الفلسطينية الإسلامية (حماس) إسماعيل هنية، والقيادي البارز في حزب الله فؤاد شكر، مما يثير مخاوف من اندلاع حرب إقليمية شاملة ، ومع تصاعد التوترات بين لبنان وإسرائيل، تزايدت المخاوف من احتمالية اندلاع حرب شاملة بين حزب الله والجيش الإسرائيلي ، وقد بدأت بعض الحكومات في 26 حزيران/يونيو 2024 بدعوة مواطنيها لمغادرة لبنان، أي قبل إشتعال شرارة الإغتيالات ، ما يعكس القلق المتزايد من احتمال تصعيد قبل الدخول بهذا المنعطف الخطر ، ورغم هذه التحذيرات، فهناك من يقول إنه لا يزال الوضع بعيداً عن بلوغ مرحلة الاستعداد القصوى للحرب الشاملة ، و ما دام الأمر على هذا النحو، فما أسباب التشاؤم والتوتر الدولي؟!
و تكمن أسباب القلق في التصريحات الصادرة عن إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن، والتي بدت وكأنها تعزز من احتمالية دعم الولايات المتحدة الكامل لإسرائيل في حال نشوب صراع مع حزب الله ، وخلال زيارة وفد إسرائيلي إلى واشنطن، تلقت إسرائيل تطمينات من المسؤولين الأميركيين بشأن الدعم الكامل في مواجهة حزب الله، مما دفع بعض المحللين إلى التشكيك في موقف واشنطن ، وقد صرح أحدهم بأن "الضوء الأحمر الأميركي ضد الهجوم الإسرائيلي تحول إلى اللون البرتقالي، وربما يصبح قريباً ضوءًا أخضر" ، وعززت التحذيرات الأميركية من أن حزب الله يبالغ في اعتقاده أن واشنطن يمكنها منع إسرائيل من غزو لبنان من مخاوف التصعيد ، ومع ذلك، قد تكون تصريحات إدارة بايدن جزءًا من جهود دبلوماسية مركزة للضغط على حزب الله للتوصل إلى حل تفاوضي حول القضايا الحدودية ، و المسؤولون الأمريكيون، بما في ذلك وزير الدفاع لويد أوستن، أكدوا مراراً أن اندلاع حرب جديدة سيكون كارثيًا على كلا الجانبين وقد يؤدي إلى صراع إقليمي أوسع، لذا دعا أوستن إلى "الدبلوماسية القائمة على المبادئ" كوسيلة لتجنب التصعيد ، أما عن التأثيرات الاقتصادية على إسرائيل ولبنان، فإن الاقتصاد الإسرائيلي إذا نشبت حرب شاملة سيواجه أضراراً جسيمة. بعد التأثيرات السلبية للصراع المستمر في غزة، حيث انكمش الاقتصاد بنسبة 20.7% في الربع الأخير من 2023، فإن توسع الصراع ليشمل لبنان قد يزيد من التحديات الاقتصادية، فضلاً عن تكاليف الحرب المباشرة، التي تُقدّر بحوالي 42 مليار شيكل (11.66 مليار دولار)، وقد تتجاوز هذه التقديرات بناءً على مدى التصعيد. هذه التكلفة قد تؤدي إلى تدهور التصنيفات الائتمانية لإسرائيل، مما سيرفع من تكاليف الاقتراض ويؤثر سلباً على قدرة البلاد على جذب الاستثمارات الأجنبية ،
في المقابل، يعاني الاقتصاد اللبناني من أزمة اقتصادية خانقة منذ عام 2019، وسيفاقم النزاع ضغوطه. قيمة الليرة اللبنانية قد انخفضت بأكثر من 90% مقابل الدولار، مما يجعل لبنان في وضع هش. النزاع قد يؤدي إلى تفاقم الأزمات الحالية، مثل نقص المواد الأساسية والأدوية، مما قد يسبب أزمة إنسانية حادة، و الحصار المحتمل على الموانئ والمطارات قد يؤدي إلى نقص حاد في الغذاء والدواء والمحروقات، مما يؤثر سلباً على الاقتصاد الوطني ويزيد من البطالة ، كما سيتعرض القطاع المصرفي لتحديات في الحفاظ على الاستقرار المالي، مما يفاقم من الركود الاقتصادي ، وعن التأثير على الشرق الأوسط وحركة الاستثمارات، فإن الصراع المحتمل بين لبنان وإسرائيل قد يزيد من حالة عدم الاستقرار في المنطقة، مما سيؤثر على حركة الاستثمارات في الدول المجاورة ، وعادةً ما يتجنب المستثمرون والشركات المناطق غير المستقرة، مما قد يؤدي إلى انسحاب الاستثمارات الأجنبية وتأجيل المشاريع الاستثمارية ، إضافة إلى أن التوترات قد تؤثر أيضًا على أسواق الطاقة، خاصةً إذا شمل الصراع مناطق حيوية مثل مضيق هرمز، مما قد يؤدي إلى ارتفاع أسعار النفط والغاز. كما يمكن أن يؤدي تعطل سلاسل الإمداد إلى زيادة تكاليف النقل، مما يؤثر سلبًا على حركة التجارة الدولية.
أما عن التأثير على الاقتصاد العالمي، فيمكن أن يؤثر الصراع بين لبنان وإسرائيل بشكل غير مباشر على الاقتصاد العالمي، ومن المحتمل أن يؤدي ارتفاع أسعار النفط والغاز إلى تضخم عالمي ، أملين أن يعم الأمن الإستقرار في منطقة الشرق الأوسط ، والعالم ... !! خادم الإنسانية .
مؤسس هيئة الدعوة الإنسانية والأمن الإنساني على المستوى العالمي .