لا يكاد يفصل كمالا هاريس وتيم والز عن الدخول للبيت الأبيض سوى موعد الانتخابات بعد أن أحدث أوباما وبوليسي تغييرا جوهريا بشكل ومضمون الحملة الانتخابية للحزب الديمقراطي ونقلها من الطابع الرسمي المقيد بالهندام الرئاسي الى الشكل الشعبي المبين فى الخطاب والتوجه لتعود البهجة من جديد للحملة الديمقراطية ويعود معها الصوت الحر يدوي عاليا فى الفضاءات الانتخابية.
وعلى بعد أيام من انعقاد مؤتمر الحزب الديموقراطي الذى سينعقد فى 19 من الشهر الحالي في شيكاغو الينوي بدأت الحملة الانتخابية للحزب الديمقراطي تحقق انجازا متصاعدا وغير مسبوق ليس فقط على صعيد استطلاعات الرأي لكن على مستوى حجم التبرعات التي فاقت 300 مليون دولار خلال أسبوعين، بعد عملية التصحيح التي أدخلت كمالا هاريس للرئاسة، كما طالت أيضا فريق الحملة وصيغة الخطاب وهذا ما جعل طريقة الأداء وأسلوبه تصبح هجومية ومباشره لتضيف زخم كبير على حواضن التأثير، وهو ما كان له أثر كبير بين الأوساط الشبابية.
الأمر الذي جعل من الحملة الديموقراطية تحظى بزخم حضور غير مسبوق الى الحد الذي باتت شعاراتها تردد على لسان الأطفال وليس الشباب فحسب، حتى أخذ شعار "لن نعود للوراء we are not going back" يشكل حاله عند القاعدة العريضة الشبابية، كما شعار التحدى الذى أخذ ما يشكل أيضا ظاهرة تقف عن عنوان "عندما ندخل المعركة سننتصر when we fight we win" هذا اضافة الى عنوان تحدي جديد يقوم على "جابهني وواجهني اذا كنت قادر "if you got something to say; say it to my face".
وهو ما جعل الانتخابات الرئاسية يعود إليها طابع الحيوية وتحدث حالة استقطاب غير مسبوقة على كل المستويات، وهي الشعارات التي كانت قد استخدمها أوباما في حملته الرئاسية التي كانت تحت عنوان "نحن قادرين على التغيير"، وهو ما يعني بالمحصلة أن الحملة الانتخابية بحاجة دائما لعقول استراتيجية وليس للحملة علاقات عامة كما هي أيضا بحاجة لمضمون يقوم على رسالة ذات محتوى حتى تحقق ما يعرف بالعامية الغبرة الانتخابية !!! أليس كذلك ؟.
وإذا كانت كمالا هاريس قد اختارت المعلم وقائد الحرس الوطنى السابق تيم والز حاكم ولاية مينيسوتا ليكون قرينها السياسي فى الكرت الرئاسي على حساب جوش شابيرو حاكم ولاية بنسلفانيا (اليهودى)، مرسلة بذلك رساله فيها من القوة كما تحمل عنوان رئاسة الدولة بأن الرئاسة ستكون قويه وصلبه ولن تذعن لأصوات الأيباك التى من المفترض أن تناصرها بعد اعلان جي ستريت التيار المناوئ للأيباك دعمها وتأييدها.
وهذا ما يجعل من حملتها الانتخابية تتخطى "نقطتين" حملة ترامب الرئاسيه قبل دخول كمالا لمؤتمر الحزب الديموقراطي الذي يتوقع أن يجعلها تزداد قوة وتتعاظم مكانة في الأوساط الانتخابية كونها تكون قد وصلت للمؤتمر وقد أخذت ولايتين من من أصل ستة ولايات متأرجحة هى بنسلفانيا كما مينيسوتا وعلى مقربة من انتزاع اريزونا ونيفادا، وهو ما يجعل الحملة الرئاسية لـ هاريس - والز على أعتاب البيت الأبيض وفقا للتقديرات الموضوعية.