خلاصة الكلام في وجه المشككين والناعقين والمأجورين وأصحاب الإشاعات الهدامة، أن صرح الجيش العربي الأردني بأن أجواء الأردن لن تكون ساحة معركة لأي طرف كان، مع هذا التصريح الذي لم يأت من فراغ وإنما جاء للجم أصحاب الفتن والاجندات الخارجية وكل من يريد شراً بهذا الوطن، يجب علينا في هذه المرحلة الهامة التكاتف والوقوف في خندق الوطن وخلف القيادة الهاشمية ونبذ الشائعات والتشكيك في مواقف القيادة والانحياز لمصلحة الوطن، فنحن كما ذكرت في مقال سابق في _عين العاصفة_ ولكن الرُبان ماهر ويعرف كيف يُدير دفة السفينة إلى بر الأمان، فالجميع يعرف أن جلالة الملك هو صانع السياسة الخارجية .
يشاء القدر للأردن بأن يكتوي بشرور هذا الإقليم في الشدة وأن لا يستفيد من خيراته في الرخاء، فالخير يخصهم والشر يعمنا، ناهيك ايضاً عن بعض الرهانات العربية والغربية على زعزعة أمن الأردن واستقراره ومحاولات تحييد النظام عن بعض مستجدات المنطقة والحد من فاعليته وحيويته ونشاطاته في المنطقة اقليمياً ودولياً .
هذا ويواجه الأردن احياناً - بسبب موقعه الجيوسياسي _جموداً في بعض العلاقات الإقليمية ويدخل بعضها في دهاليز الصمت السياسي والدبلوماسي من أجل مواقفه السياسية ولكن دائماً لا يبدي الأردن تقهقراً ولا يقايض ولا يتردد في مواصلة مساعيه والدفاع عن مواقفه وخصوصاً مع الأشقاء في غزة دون خوف او تقاعس .
َ
وهناك معايير هامة يجب النظر إليها عند فكرة التركيز على تحديد موقف الأردن بالنسبة للدول المتصارعة
اولاً قوة النظام الأردني وفاعليته في المنطقة
ثانياً العامل الجيوسياسي للأردن، والذي يملي على الجميع إعادة النظر مراراً وتكراراً خوفاً على مصالحهم في المنطقة، وبوضوح اكثر اذا تحدثنا عن روسيا فهي لن تتخلى عن حلفائها بالمنطقة إيران وسوريا وستقوم بكل ما يمكن القيام به في سبيل توفير الدعم اللازم لهذه الأنظمة، وفي فهم الواقع السياسي فإن حماية النظام تبدأ من حماية البيئة المحيطة به ومن جانب آخر فإن الولايات المتحدة الأمريكية تخشى هي الأخرى على أمن إسرائيل وفي الحالتين فإن الأردن جار الدولتين ( دولة سوريا الشقيقة، والكيان الصهيوني ) وهي المعادلة الصعبة التي ما زالت تجوب في ادمغة المتآمرين على هذا الوطن .
مع العلم أن الولايات المتحدة تعي وتدرك أن الأردن كنظام يختلف جملة وتفصيلا بحيويته الدولية عن أي نظام آخر وذلك بفضل صانع سياسته الخارجية جلالة الملك عبد الله الثاني ، فجولات الملك المتعددة والمستمرة وقنواته الدولية المفتوحة تخلق البدائل دوما بلا خوف ولا اضطراب ..
وحفظ الله أردننا ، وقائدنا الفذ من كل سوء
#حمى_الله_الاردن_ارضا_وشعبا_وقيادة
#روشان_الكايد
#محامي_كاتب_وباحث_سياسي