دولة الرئيس .. راس الذيب علّمني
كتب: النائب محمد راشد البرايسه
أسوق هذه القصة، لعل وعسى أن يستفيد منها رئيس الحكومة المكلّف - الهابط الينا من لاهاي - السيد عون الخصاونة، وأتمنى عليه وهو الدارس للتاريخ، أن يتعظ من تجارب غيره ممن سبقوه في تولي مهام رئاسة الحكومات، حيث يقول المثل الشعبي \"راس الذيب علّمني\" وهو مثلٌ يُضرب كناية عن إحكام العقل في ساعة الضرورة والاتعاظ بما آل اليه الآخرون، وقصة هذا المثل تروي أن أسداً وذئباً وثعلباً \"الحصيني\" ترافقوا سوية للصيد، وبعد رحلة مضنية، اصطادوا ثوراً وغزالاً وأرنباً. جلسوا ثلاثتهم ليتقاسموا.. فطلب الأسد من الذئب أن يقوم بعملية التوزيع، مخاطباً إياه: قسّم لنا يا ذئب ما اصدناه. فقال الذئب: الثور لك يا سيدي الأسد، والغزال لي أنا، أما الأرنب فهو للثعلب.
انفعل الأسد وغضب ووجه ضربة للذئب كانت هي القاضية، حيث انفصل رأسه عن جسمه. ثم التفت الى الثعلب مخاطباً إياه: أبو الحصيني. وقبل أن يكمل جملته، كان الثعلب - وهو الموصوف بخبثه وذكائه ودهائه وفطنته – يرد على الأسد: نعم يا سيدي. فرد عليه الأسد: قسّم لنا صيد اليوم. فقال الثعلب: الثور طبعاً من نصيبكم سيدي، والغزال لحضرتكم، وكذلك الأرنب لجنابكم، وأنا بخدمتكم ويكفيني رضاكم.
ضحك الأسد واستند للخلف، وسأل الثعلب: أبو الحصين، من الذي علّمك هذه القسمة. فرد الثعلب: راس الذيب علمني.
لله دره كم هو غبي ذلك الذئب المسكين وكم هو فطين \"أبو الحصيني\" ويا ليت دولة \"أبو علي\" يعتبر ويتعظ.