أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
الجمعة .. ارتفاع آخر على درجات الحرارة الاحتلال يقصف مستشفى كمال عدوان شمال القطاع .. "الأوكسجين نفد" (شاهد) الأردن يوقع بيانًا لإقامة علاقات دبلوماسية مع تيمور الشرقية القناة 12 : “إسرائيل” ولبنان قريبان من اتفاق في غضون أيام المومني: دعم الصحافة المتخصصة أمر أساسي وأولوية بوتين يهدد بضرب الدول التي تزود أوكرانيا بالأسلحة .. "الباليستي رد أولي" شحادة: السماح لجنسيات مقيدة بدخول الاردن يهدف لتعزيز السياحة العلاجية وإعادة الزخم للقطاع ماذا تعني مذكرات التوقيف بحق نتنياهو .. ما القادم والدول التي لن يدخلها؟ جرش .. مزارعون ينشدون فتح طرق إلى أراضيهم لإنهاء معاناتهم موجة برد سيبيرية تندفع إلى الأردن الأسبوع المقبل مسبوقة بالأمطار خبير عسكري: صواريخ أتاكمز الأميركية ستنفجر بوجه واشنطن قروض حكومية بدون فوائد لهذه الفئة من المواطنين الأردن .. 750 مليون دينار العائد الاقتصادي للطلبة الوافدين ريال مدريد عينه على (الصفقة الصعبة). أيرلندا :نؤيد الجنائية الدولية بقوة السرطان يهدد بريطانيا .. سيكون سبباً رئيسياً لربع الوفيات المبكرة في 2050 أستراليا تتجه لسن قانون يمنع الأطفال من وسائل التواصل أمريكا ترفض قرار الجنائية الدولية إصدار مذكرتي اعتقال بحق نتنياهو وجالانت النفط يرتفع وسط قلق بشأن الإمدادات من جراء التوترات الجيوسياسية ارتفاع حصيلة شهداء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة إلى 44056 شهيدا
أفراح التوجيهي في العرس الانتخابي!
الصفحة الرئيسية مقالات مختارة أفراح التوجيهي في العرس الانتخابي!

أفراح التوجيهي في العرس الانتخابي!

12-08-2024 12:00 PM

لمن لا يعرف قصته ممن يكبره سنا، «المترك» هو امتحان المرحلة الإعدادية التي كانت محطة فارقة لمعظم الطلبة، خاصة خارج العاصمة أو المناطق البعيدة، أو صعبة الوصول إلى المدارس الثانوية. لعله عرف بالمترك كونه كافيا لأن يترك الطالب الدراسة بعد اجتيازه بنجاح صفوف المدرسة الإعدادية للالتحاق بسوق العمل، ومن بينها المهن التربوية التعليمية، حيث كان من ضمن الخيارات المتاحة معهد متخصص بتأهيل وإعداد المعلمين فقط، بتركيز على الملاحق الأساسية كالرياضيات والعلوم واللغة العربية والإنجليزية والفرنسية بحسب الانتداب الذي كان حاضرا في المنطقة العربية.
ما زلت أذكر أحاديث كبار السن قياسا بأبناء جيلي، وقد تفاخر حملة شهادة المترك بقدراتهم المتقدمة على الجامعيين وليس فقط الناجحين في امتحان الثانوية العامة. والعبرة كانت دائما بما يحمله الامتحان من اسم ألا وهو التوجيه. فهل أدركنا أهم أهداف الاختبار؟ والسؤال قطعا ليس حصريا بالطلبة ولا حتى في أهاليهم وقطعا ليس بالحكومة بل الشعب كله.
ومن للشعب حتى يعبّر عن توجهاته أكثر من مجلسي الأمة وجناحيه ممثلي الأمة انتخابا، وأعيانها المختارين بعناية فائقة، حتى ينالوا شرف تسميتهم بمستشاري الملك وخاصته في جميع النظم الملكية في العالم. هم خاصة الخاصة، ونخبة النخبة.
ثمة حاجة خاصة-عامة بأن يكون التوجيه من القمة، من النخبة، لهذه الألوف المؤلفة من الذين أفرحوا قلوبنا وسط هذا الحزن والألم الذي تعيشه المنطقة بأسرها جراء الجرح النازف في غزة. من المهم للغاية أن يكون التوجيه مباشرا وغير مباشر. قد لا ينفع التلميح في هذا الزمان المتسارع، وهذا الحال المتهاوي من حولنا وفي العالم كله. ثمة سقوط مروع للمنظومة القيميّة والأخلاقية في «قريتنا العالمية»، ولا بد من العودة إلى الجذور طلبا للنجاة والتميز في آن واحد، تماما كما فعل الأصدقاء النبلاء اليابانيون بعد الاعتراف بالهزيمة والنهوض كالعنقاء بعد هيروشيما ونغازاكي.
ثمة قواسم مشتركة في مناهج التعليم والنشاطات المدرسية واللامدرسية في بلاد النهوض والتميز، رغم اختلاف نظمها السياسية وأحوالها الاقتصادية في الومضة التاريخية قياسا بحضارات الشرق الضاربة جذورها في التاريخ والجغرافيا معا.
لم يكن تميز اليابان والصين وسنغافورة أو الهند مؤخرا بما يتم تدريسه فقط، بل بالربط بين قيم العلم والعمل، الوظيفة والخدمة، المجازفة التي تتم إدارتها بحنكة وأناة وبعد نظر، والمبادرة التي هي أيضا يتم مداراتها كالشمعة حتى يشتد عود شعلتها فتنير وتضيء وتشعل منارات لا تهزها ريح بعد أن كانت تكاد تخطف ضياءها نسمة عابرة.
سنّة حميدة متجذرة في العهد الهاشمي هي الاحتفاء بالناجحين وذويهم ومعلميهم، يكرّمون كل عام تكريما ملكيا أبويا حانيا. كل عام نفرح بهم وبمقابلاتهم التلفزيونية ومنشورات الفخر والتفاخر بهم على منصات التواصل الاجتماعي. ولعلها من محاسن الصدف أن يصادف موسم الفرح هذا العام مع ما يسميه البعض «العرس الديموقراطي». أنا من المتمسكين باسمه الحقيقي. انتخابات، مجرد انتخابات كاستحقاق دستوري يحرص عليه سيدنا حامي الدستور وراعي المؤسسات كلها، بأن يتم في موعده رغم كل ما تشهده المنطقة من تحديات صارت شبه مزمنة.
السؤال المطروح، ما هو نصيب ملفات التوجيهي في الحملات الانتخابية؟ هل يقتصر الأمر على الكنافة والبقلاوة و»المبرومة والوربات واللزيقيات»؟ هل تأخذنا تلك الاحتفاليات «الكلاسيكية» إلى خيارات الطب والصيدلة فقط؟ أم إلى الاقتصاد وأولويات الإنفاق؟ أم إلى السياسة وخياراتنا الاستراتيجية في استقلال الطاقة وحسن استغلالها من قبل؟ أم تعيدنا كل الأمسيات الانتخابية وأفراح التوجيهي إلى المربع رقم واحد؟ هل نعلم ما فيه نجاتنا وخلاصنا واستقلالنا ورخاؤنا ونماؤنا وازدهارنا؟ الظروف لا تحتمل فوضى الاختيارات الفردية، أصابت أم أخطأت؟! القضية لم تعد أجرا أم أجرين؟ القضية صارت وجودية يراد لها نظرة شمولية وعقلا وازنا يرسم ويخطط ويهندس، لا يفرض فرضا بل يقود حبا وكرامة كما في توجيه الوالدين. لا ضير أبدا بأن تبقى الدولة أبوية رعوية والوطن راعيا فتوجّه قيادتنا ونخبنا إلى الاختصاصات التي لا غنى عنها أبدا، ولا تنفع معها الخبرات الخارجية أو الوافدة، ما دمنا لا نملك سوى الأردن ولا يملكنا سواه..
هي فرصة للمتنافسين على تمثيل الأمة، بأن يدلي كل محب وكل قادر بدلوه بحسب اختصاصه وإمكاناته، كأن يقول مرشح «حكيم» هذه منحة للراغبين بدراسة الذكاء الاصطناعي وتنتخي معه مرشحة «كريمة» بأن تخصّ الأخوات الطلبات المبرزات في التوجيهي العلمي بمنحة للاختصاص بالهندسة الوراثية، أو تقنيات الري بالتنقيط، أو تحلية مياه البحر، أو تعقيم مياه الأمطار والخفض من فاقدها وتصفيره، أو إعادة تخطيط المدن والطرق بما يحد من جرائم التلوث الضوضائي، السمعي والبصري، وسفك الدماء على الطرقات السريعة والجانبية جراء عدم احترام ثقافة المسرب. لن تجدي سياسة المطبّات الصناعية أو الطبيعية نفعا، تقدمتها أو لحقتها إشارات تمهّل أو قف!!
الميدان واسع يا حميدان.. وكل توجيهي وكل انتخابات وأردننا المفدى بخير، يا أهل الخير..








تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع