قالها الملك، وحسمها بحدّها المطلق، «الأردن لن يكون ساحة حرب، ولن يسمح بتعريض حياة شعبه للخطر»، ليس هناك أكثر وضوحا من قول جلالة الملك مهما حاول البعض فرض روايات مشوهة لا علاقة لها بالأردن ونهجه وثوابته، فهذه الأرض لن تكون يوما ساحة حرب، كما لن يتعرض أي مواطن للخطر نتيجة حرب أو خطر، فهذه الثوابت الأردنية التي لن تتغير.
بالأمس، خلال استقبال جلالة الملك عبدالله الثاني، وفدا من مساعدي أعضاء الكونغرس الأمريكي، جدد جلالته (التأكيد على أن الأردن لن يكون ساحة حرب، ولن يسمح بتعريض حياة شعبه للخطر)، بالطبع ليس موقفا حديثا، إنما هو تجديد لموقف طالما أكد عليه الأردن بقيادة جلالة الملك، مغلقا باب أقاويل وإشاعات وفرضيات من أفواه لا تريد سوى الضرر بالوطن، بعيدة كل البعد عن المصداقية والواقع الذي بات القاصي والداني يدركه جيدا ويعيه بأن الأردن لن يكون ساحة حرب لأحد، كما أنه لن يعرض مواطنيه للخطر، وكل من يأخذ الأمور لغير ذلك هو مدّع وكاذب والإساءة للأردن وتغيير مسار جهوده الدبلوماسية والسياسية التي باتت مدرسة تدرّس في عالم البحث عن السلام.
لا يحتاج الأردن مجهرا لبيان واقعه وحقيقة دوره، فهو الدولة الأكثر وضوحا وعملية بالتأكيد على ضرورة وقف الحرب على أهلنا في غزة، بإيمان مطلق أنه لا سلام ولا نهاية لحالة الصراع في المنطقة وعدم الاستقرار طالما الحرب على غزة مستمرة، وبالطبع بحث أردني لم يتوقف منذ قرابة 11 شهرا لضرورة تكثيف الجهود الدولية لوقف الكوارث التي تحدث في غزة، وذلك من خلال التوصل لوقف فوري ودائم لإطلاق النار، هذا هو الأردن وموقفه، ولا يحتاج الباحثون عن الحقيقة والواقع الوقوف خلف جدران مشبوهة لمعرفة حقيقة المواقف الأردنية.
الأردن واضح، وضوح شمس الظهيرة، بعيدة مواقفه عن أي مساحات ضبابية، ما يجعل من كل الأصوات النشاز التي تظهر بين الحين والآخر يظن أصحابها أنهم يقدمون معلومة أردنية متناسين الوضوح الأردني والمجاهرة بكل مواقفه، علاوة على إدراك الأردن بأن من يسعى لاختلاق روايات عن الأردن هدفها الأساسي هو تغيير وجهة بوصلة مواقفه لصالح اليمين الإسرائيلي المتطرف، ففي كل رواية وهجمة على الأردن تخدم الاحتلال الإسرائيلي، كون المواقف الأردنية تغيظهم وتكشف صغر حجمهم وضآلة مواقفهم.
بالأمس، جدد التأكيد جلالة الملك على أن الأردن لن يعرّض حياة الأردنيين للخطر، وهو تأكيد على النهج الأردني، فأمن المواطن عنوان الحالة الأردنية، على مرّ تاريخ كان به الوطن دوما في مواجهة تحديات ومخاطر، فسلامة المواطنين والوطن ثابت أردني أبقاه دوما أيقونة سلام، ولم يكن ولن يكون ساحة صراع أو حرب لأحد ولا لأي دولة ولا لأيّ كان، وفي هذا الموقف يتبعه الإصرار على وقف الحرب على غزة، السبب الواضح لاستهدافه والهجوم عليه واختلاق روايات بأجندات مشبوهة، لا تسعى إلاّ لإبعاد الأردن عن نُصرة فلسطين.