يؤكد الامير الحسين ولي العهد أن اكثرما يغضبه هو ان بعض المسؤولين يقطعون الوعود لانجاز مشروع او مهمة ما ، لكنهم يتقاعسون عن الانجاز او يتأخرون بصورة غير مقبولة ، مشيرا الى ان سبب العديد من المشاكل التي يعاني منها الاردن والشعب الاردني هي تلك الوعود التي يقطعها بعض المسؤولين ولا ينفذون منها أي شيء يذكر .
قبل سنوات طويلة كان الراحل الكبير جلالة الملك الحسين قد تحدث في لقاء تلفزيوني عن نفس الموضوع ، حيث تكثر الوعود ويقل الانجاز، ما يؤدي الى غضبه ...، وقبل سنوات وعلى ما اعتقد في العام 2006 كنت ومجموعة من الاعلاميين نلبي دعوة كريمة من السيد ناصر جودة وزيرالاعلام انذاك ، وبحضور رئيس الوزراء الصديق المرحوم معروف البخيت ، حيث فوجئنا جميعا بأن جلالة الملك عبد الله قد حضر الى منزل السيد ناصر جودة ، وقد تحدث جلالته عن مشاكل بعض المسؤولين الذين يقطعون الوعود بالانجاز ثم لا ينجزون الا الصورة الملتقطة عن هذا المشروع من خلال لقاء على هذه الشاشة او تلك.. "اي يبيعون الاردن والاردنيين الوهم" ، وطلب منا جلالته في وقتها ان نكون يده وعينه وان نساعده بالضغط وان نراقب اداء المسؤولين وعملهم وحقيقة انجازهم للواجبات التي يكلفون بها لخدمة المواطنين .
اليوم وانا اشاهد الفيديو المتداول لسمو الامير الحسين ولي العهد ، اتذكر كل تلك الكلمات السامية والتي حدثنا بها جلالة الملك عبد الله في اللقاء الذي شرفنا وجمعنا به في منزل معالي السيد ناصر جودة ، واطرح الاسئلة التالية :هل يتحمل اهل البيت الاعلامي المسؤولية عن تغول بعض المسؤولين على الوطن ؟ وهل يتحمل اهل الاعلام المسؤولية عن عدم فضح الفشل والتقاعس الذي عانى منه الوطن بسبب بعض المسؤولين ؟ وهل دخل الاعلام في لعبة المصالح مع بعض المسؤولين ورجال البزنس ؟ وهل لعبت الحكومات وأجهزتها دورا في إرهاب الاعلام والاعلاميين ومنعهم من القيام بدورهم في فضح ممارسات المسؤولين وتقاعسهم ؟
شخصيا اتخذت توجيهات جلالة الملك عبد الله الثاني كعقيدة اسيروفق تعاليمها وما رست وما زلت دوري في فضح الممارسات الخاطئة التي قام ويقوم بها بعض المسؤولين ، بالرغم من محاولات التشويه التي رافقت مسيرة التصدي لبعض الفاسدين في هذه المؤسسة او الوزارة او حتى الفساد في القطاع الخاص، وعلى الجانب الاخر سقط بعض الاعلام في براثن خيوط الفساد والفاسدين وذلك لعدة اسباب :
اولا : القوانين المكبلة لعمل الاعلام الحقيقي ومنها قانون الجرائم الالكترونية الذي ساوى بين الاعلامي وبين الهواة الذين يشغلون هواء الفضاء الافتراضي على مواقع السوشيال ميديا .
ثانيا : دخول بعض المتطفلين على مهنة الاعلام والذين لا يملكون اية مقومات تؤهلهم لممارسة العمل الاعلامي وفق الاسس والقواعد التي ترسم المهنة كعمل له رسالة .
ثالثا : عمليات الافساد التي قامت بها بعض الجهات من خلال تبنيها لبعض الاعلام الفاسد او الفاسدين فيه ، او تبني الضعفاء الفارغين فكريا ووضعهم في الواجهة الاعلامية ليكونوا ديكورا لاعلام مزيف يعبر عن هذا النهج الفاسد او ذاك المرتبط باجندات لا تصب في مصلحة الوطن ، وما التعيينات التي تمت في المواقع الاعلامية الكبرى من مجالس الادارة الى ادارة هذه المؤسسة الاعلامية او تلك الا شاهدا على هذه الممارسات .
رابعا : التدخلات التي تقوم بها أجهزة من أجل ابراز هذا الاعلامي أو الدخيل على الاعلام والمصنع في الغرف السوداء ، وقد شهدنا كيف تم تلميع صورة اشخاص لا يملكون الخبرة ولا القدرات سوى انهم من " مناضلي " البكبات ، وفي المقابل تم اقصاء اصحاب الخبرات والقدرات والذين لهم مواقف وطنية محلية وعربية ويقفون ضد المشاريع الغربية .
خامسا : عمليات تزوير علنية للحيلولة دون وصول الممثلين الحقيقيين .
سادسا: الضغط المالي على الاعلام والاعلاميين والتهديد بقطع ارزاقهم في حال لم يمتثلوا لما تريده هذه الجهة او تلك .
هذه صورة الواقع الاعلامي التي اثرت على مسيرة الوطن وجعلت الفاسدون والمفسدون وأصحاب الاجندات والمعتدين على المال العام والمقصرين في خدمة المواطن من خلال مواقعهم الرسمية يتمددون ولا يعيرون الوطن أية قيمة سوى قيمة ما يحصلون عليه من المكاسب الوظيفية او التنفيعية على حساب مجمل الشعب " والامثلة كثيرة " ، الامر الذي ينعكس غضبا لدى عامة الناس على كل الدولة من "ساسها الى رأسها "، ولذلك كله اذا اردنا كاعلام ان نساعد الوطن والشعب ومؤسسة العرش وولي العهد ، علينا ان نواجه تلك الايادي الخفية التي لعبت وتلعب في الاعلام ، وتحاول أن تقزم دوره بما يخدم مصالح اجنداتها التي اعتقد جازما انها لا تخدم الوطن او العرش ، وكذلك مواجهة اية ممارسات حكومية تتغول على الحريات تالاعلامية من خلال الاش الاستمرار بالمطالبة بالغاء القوانيين التي تحاصر الكلمة ومنعها من الوصول الى العرش والناس ومنها قانون الجرائم الالكترونية الذي يحد من الحريات الاعلامية .
إن الخذلان الذي يواجهه ولي العهد من المسؤولين الذين يقطعون الوعود بتنفيذ هذا المشروع او ذاك ، هو نفسه الخذلان بل والانكسار الذي يعاني منه المواطن الذي يقدم كل ما عليه للدولة فيما بعض او غالبية من المسؤولين يتغولون عليه وعلى الوطن ، ولا يقدمون لهما شيئا سوى أن أرصدتهم تزيد وكروشهم تنتفخ............. يتبع