في حمى التنافس الانتخابي الأردني ،سباق غير تقليدي نحو الديمقراطية والعدالة الاجتماعية .. أنوار رعد مبيضين .
في ظل حمى التنافس الانتخابي الأردني، يبرز سباق آخر يتوازى مع الانتخابات النيابية التقليدية، ولكنه لا يكتسب طابع التنافسية المألوفة ، و هذا السباق يشكل أحد أوجه التحول السياسي في الأردن، ويعكس بُعدًا تطوريًا مهمًا ، وهو يتجلى بشكل خاص في السماح للأحزاب بالمشاركة في الانتخابات البرلمانية، مما يعكس تحركًا نحو تطوير المشهد الديمقراطي في البلاد ، وهنا تأتي جهود الدكتورة رلى الحروب، أمين عام حزب العمال الأردني، لتكون محط أنظارنا في هذا السياق. فمن خلال قيادتها، يسعى الحزب إلى تقديم رؤية جديدة ومبتكرة للعمل السياسي، مما يلفت الانتباه إلى مدى توافق هذه الجهود مع الحالة الأردنية ، بعيدًا عن الانفلات الذي يعتري بعض الأحزاب الأخرى، و إن عمل الحزب تحت قيادتها يبرز كنموذج يحتذى به، ويعكس رغبة حقيقية في تحقيق ارتقاء ديمقراطي حقيقي.
وتشير المتابعة المتتالية لجهود الدكتورة رلى الحروب إلى أن الحزب يتبنى برنامجًا يتميز بالتركيز على القضايا الاجتماعية الأساسية، بدلًا من الانشغال بالمظاهر الترويجية الانتخابية ، وهذا يمثل نهجًا مغايرًا لما هو سائد، حيث يُظهر اهتمامًا حقيقيًا بمشكلات الشعب الأردني وتقديم حلول عملية لها.
وفي هذا السياق، من الضروري الإشارة إلى بعض القضايا التي تتناولها الدكتورة رلى والتي تستحق التقدير. فهناك اهتمام بقضايا حيوية مثل قانون المالكين والمستأجرين، الذي منح حقوقًا للمالكين على حساب المستأجرين، وكذلك قضية حبس المدين المتعثر. كما تسلط الضوء على معاناة المتقاعدين الذين يتم خصم نسبة 18% من رواتبهم دون مبرر، وعلى معاناتهم من الديون والظروف المعيشية الصعبة ، وأيضاً اهتمامها بالغة الأهمية مثل حرمان المطلقة والأرملة من تقاعد والدها، والتي تُحرم النساء من استحقاقات مالية هامة بسبب الزواج، وخروجها من دفتر العائلة ، لتصبح من غير المعالين ، وبهذه الحجة غير القانونية وغير المقنعه تصبح محرومة من تقاعد والدها ، وهذه القضية تعد مثالًا آخر على الفجوات الكبيرة في نظام الضمان الاجتماعي الأردني ، ولعل إن معالجة هذه القضايا يعكس اهتمامًا حقيقيًا بالعدالة الاجتماعية وتحقيق المساواة بين المواطنين.
وإذا استطاعت الدكتورة رلى الحروب تحقيق أهداف حزبها في هذا السباق، فقد نكون على أعتاب تحول كبير في المشهد السياسي الأردني، قد يُفضي إلى انتخاب أول رئيسة وزراء أردنية من السيدات ، و إن التزام الحزب بقضايا الشعب ومواقفه المبدئية تجعل من هذا الاحتمال ممكنًا، مما يعكس رغبة في إصلاحات جذرية وإدخال مضامين مبتكرة في العمل السياسي.
وفي الختام، إن ما يقوم به حزب العمال الأردني تحت قيادة الدكتورة رلى الحروب يمثل خطوة إيجابية نحو الأردن الأنموذج، الذي يُعنى بتحقيق العدالة الاجتماعية والتقدم الديمقراطي ، و إن هذا السباق ليس مجرد مسعى سياسي، بل هو تأكيد على الالتزام بالقضايا الاجتماعية وتعزيز الحقوق الأساسية لجميع الأردنيين. بوركتم وبوركت أهداف الحزب النبيلة، وإلى الأمام دائمًا نحو تحقيق مستقبل أفضل للأردن.