ان يحظى لقاء مسموع وغير مرئي بمليار مشاهدة، فان هذا ليعتبر حدث كبير وسيكون له تبعاته على كافة الاصعده ليس فقط لما حمله هذا اللقاء من رسائل، بل لأنه جاء من اهم رجل أعمال يمثل "أرباب العمل" في برنامج عمل الحزب الجمهورى الذى يمثله القيصر ترامب، وإن كان ذهب ليكرر نفسه فى كل مقاله على مدار الساعتين ولم يحمل رساله محدده يمكن البناء عليها في صياغة استخلاص مفيده سوى موضوع (تحالف الكربتو) الذى لم يعلنه إلا بشكل ضمني وجاء عليه بشكل سطحى المضيف ماسك، لكنني سأقوم فى بيانه فى مقالات قادمة كما قمت بالحديث حوله في كتابي الجديد الذي يحمل عنوان الصناعة المعرفية والأدب المعرفي قيد النشر.
ماسك وهو صاحب شركة اكس وتيسلا وأحد أهم مؤسسي العملة الرقمية المشفرة برمزية البتكوين يدخل بمراهنه كبيره لعالم السياسة ويدخل بكل ثقله في السباق الرئاسي بصورة تحمل عنوان "win it all"، وهذا ما يعد تجاريا مقامرة وليس مغامرة كونه يقامر بكل ما يمتلك وبكل التاريخ العملي "الكارير" الذى يحمله فى دعم حملة ترامب في السباق الرئاسي للدرجة التى راح فيها دونالد ترامب يقوم بتوظيف ماسك على الهواء مباشرة فى برامجه للتصحيح الاقتصادي النقدي الخاص بتفعيل دور طبقه رجال الاعمال فى الريادة.
وهى الطبقة التى لا تواجه قطاع الأعمال فقط فى كسب مساحة نفوذ، بل تواجه معسكر السلاح بكل ما يحوي من أسلحة بالبحر والبر والجو والفضاء ومن اسلحه نوويه وأخرى غير تقليدية استراتيجيه بكل ما فيها من مشتقات وقطاع السلاح، هذا يعتبر المال جزء من كل ولا يستهدف المال كغاية وهذا ما يجب على طبقه رجال الاعمال قياسه قبل بناء مربعات او منازل جديده عند الدخول لعالم السياسة، هذا لأن فضاءاتها أوسع من التجارة بالتأكيد وحواضنها ايضا يدخل فيها للأمن اضافه للقيم الإنسانية كما يقف مناوئ لطبقة رجال الأعمال الطبقة الاجتماعية الأوسع وهي الوسطى من المجتمع، وهذا ما يجعل طبقة رجال الأعمال مركز نفوذ بلا حواضن تأثير مركزية لأن حواضنها تقوم على رابط وظيفي وليس قيمي أو استراتيجي في المحصلة فلقد قالوا قديما "إمارة وتجارة لا يصلح".
على كل حال كسبت محطة اكس بالمحصلة رهان عوده التواصل المسموع، وهذا ما ينتظر ان يحول منصه اكس الى منهجيه عمل جديدة فى التفاعل كما فيها من المشاركة، وهو ما ينتظر أن يحولها من "منصة اعلام" الى "محطه بيان" ويعيد للبث المسموع مكانته كما يؤكد بالنتيجة ان حالة المشاهدة وإن كان لها علاقة ب "الرسالة والموضوع" لكن مسألة استحواذ الحواضن تقوم على كاريزما الاختيار ونوعيته، وهو الأمر الذى يجب أن يؤخذ بعين الاعتبار عند اختيار مرشحين للانتخابات، اعتقد واضحه هاى ... أليس كذلك ؟.
فالانتخابات ليست حمله لعلاقات عامه تقوم على (هذا قريبي وهذا نسيبي) او هى (نقله حصمة يراد نقلها اولا ثم نذهب للبحث عن حجرا او حجرين فيها لغايات تحسين الشكل العام)، بل هى علم قائم بذاته يكسب فيها الوطن الخير الوفير عندما يذهب لإعادة صياغة توجهاته لتكون الرسمية منها أقرب للشعبية لكى تمتلك معادلة التأثير القائمة على "الشرعية والمشروعية"، ويتم التفاعل عبر هذا المحتوى لتحقيق الفائدة وبناء أسس لا تقوم على الضابطة الأمنية بل تقوم على الأمان الذي يدمج بين "الحرية بالأمن" فإن عنوان الحكمة يجسدها التقاط حالة من الغير، أليس كذلك ؟!.
وهذا ما يمكن مشاهدته من لقاء ترامب مساك على منصه اكس الذى راح ليقدم حالة جديدة من الإرسال تنسجم مع حواضن الاستقبال الحديث التى مازلنا نستخدمها لكن لا نملكها ونحن نخضع لقوانينها طوعا واختيارا لأننا لا نملك البديل لا على الصعيد الوطني ولا على المستوى العربي على الرغم اننا ندعى من امتلاك الثروات ... ليست هذه الموضوعات وغيرها ما كان من المفترض تناولها في المشهد الانتخابي ! وهل عجز الوطن العربي على بناء منصة افتراضية كمحطه اكس عربية مثلا لمخاطبة الكل العربي أم أننا ننتظر حتى ينتهى الإعلام التقليدي من الوجود ويسيطر الاعلام العالمى المركزي الموجه علينا بعد السيطرة العسكريه والسياسيه ولن يسمح لنا بالحديث إلا بواسطة التشفير تماما كما فعلت بنا هذه المنصات في حرب غزة.
وهو الاستخلاص الذي جاء من وحى القراءة التى حصلت عليها اثناء متابعتي للقاء ماسك ترامب في ضيافة اكس، وان اللقاء حمل الكثير من المجسات ليس لكونه تأخر كنوع من التشويق ولا لأن رسالته وصلت في أول خمس دقائق الى 160 مليون مشاهده وفى النهاية إلى مليار مشاهده أي لثلاث اضعاف الشعب الأمريكي، لكن لما حمله هذا اللقاء من معاني فى بيان حواضن التأثير التي بينت أن نصف سكان الأرض بطريقه مباشره وغير مباشره تداولوا هذا اللقاء ولو قبلت كمالا هاريس أن تجرى لقاء مع ألون ماسك فإن أمريكا يمكنها أن تعلن ببيان رسمي أنها تؤثر على كل سكان العالم، وأن ما يصدر من امريكا يسمعه العالم أجمع، وهي الموضوعات التى يمكن بيانها من لقاء القرن الذي جمع ماسك وترامب فى محطة اكس ؟!.