أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
القوات الأميركية تكمل انسحابها بعد غد من قاعدة جوية بالنيجر 8 شهداء جراء قصف الاحتلال خانيونس والنصيرات مكتب نتنياهو: لا تزال هناك فجوات بين أطراف التفاوض وزير الخارجية البريطاني الجديد يدعم "وقفا فوريا لإطلاق النار" في غزة رئيس الوزراء البريطاني الجديد كير ستارمر يتعهد بـ"إعادة بناء" البلاد ارتفاع الرقم القياسي العام لأسعار أسهم بورصة عمان في أسبوع اعلام عبري: فريق التفاوض الإسرائيلي بطريقه إلى تل أبيب الاسترليني يرتفع أمام الدولار واليورو الملك يهنئ ستارمر بتوليه رئاسة وزراء بريطانيا بايدن بزلة جديدة: فخور بكوني أول امرأة سوداء بالبيت الأبيض اعلام سوري: وفاة مستشارة الرئيس السوري لونا الشبل مفاوضات حماس وإسرائيل تستأنف بالدوحة القسام: عدد كبير من مجاهدينا أغاروا على قيادة عمليات العدو قرب تل السلطان ارتفاع أسعار عقود الغاز المستقبلية فريق عمل أردني إستوني لتحديد خطوات عملية لزيادة التعاون المشترك حريق يأتي على 60 دونما بأم قيس قوات الدعم السريع تعلن سيطرتها على منطقة حدودية بين السودان وجنوب السودان الإيرانيون يختارون رئيساً بين الإصلاحي بيزشكيان والمحافظ المتشدد جليلي رئيس الموساد إلى قطر لبحث وقف لإطلاق النار في غزة أنقرة: أردوغان يبلغ شي بأنه يريد مواصلة تحسين العلاقات بين تركيا والصين
الصفحة الرئيسية فعاليات و احداث جهاد الصوفية عبر التاريخ الاسلامي

جهاد الصوفية عبر التاريخ الاسلامي

22-11-2011 03:18 PM

زاد الاردن الاخباري -

التصوف باختصار هو مجمل تراثنا الروحي ، وهو جزء هام من تراثنا العربي الإسلامي لا يمكن التنكر له ، أو تجاهله بأي حال من الأحوال .
ذهب معظم علمائنا المتقدمين كالقشيري في رسالته ، وابن خلدون في مقدمته ، والذهبي في تواريخه ، إلى أن التصوف بزغ مع فجر الإسلام ، وهو لب ديننا الحنيف .
يقول الذهبي : ".... إنما التصوف والتأله والسير والمحبة ، ماجاء به أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم ، من الرضا عن الله ، ولزوم تقوى الله ، والجهاد في سبيل الله " .
ويعنينا هنا في هذه الدراسة الموجزة ، العبارة الأخيرة من كلام مؤرخنا الكبير ، أي الجانب الجهادي أو القتالي عند الصوفية.
ولا نعدو الصواب إذا قلنا : إن هذا الجانب الهام غفل عن الخوض فيه جل الدارسين لهذا العلم ورجاله . بل حاولت فئة واسعة من المستشرقين ، وبعض من حذا حذوهم من الباحثين المعاصرين ، أن يصم التصوف بالخمول والكسل ، والضعف والخنوع ، والتهاون عن مقارعة الغزاة وصد المعتدين . ولعمري إننا لا نعرف من أين جاءت هذه الإشاعات والترهَّات ، مع أن واقع الحال يخالف ذلك تماماً ، فالنصوص والأخبار والآثار التي في بطون أمهات الكتب تؤكد أن الجهاد بفرعيه : الأكبر والأصغر ، أي جهاد النفس وجهاد الأعداء دارت عليه رحى التصوف . وأن هذين الجهادين ركنان أساسيان في الحياة الروحية الإسلامية ، يشير الشيخ ابن عربي إلى ذلك في وصاياه قائلاً : "... وعليك بالجهاد الأكبر ، وهو جهاد هواك ، فإنك إذا جاهدت نفسك هذا الجهاد ، خلص لك الجهاد الآخر في الأعداء الذي أن قتلت فيه كنت من الشهداء الذين عند ربهم يرزقون..." .
وكيف يغيب عن بال الصوفية الآيات الكثيرة والأحاديث الشهيرة التي تبين فضل الرباط والجهاد ، وهم خواص أهل السنة ، كما يقرر الإمام القشيري في رسالته ، وإن خلت مصنفاتهم من الإشارة إلى موضوع الجهاد الحربي إلا ما ندر ، كقول أبي طالب المكي (ت 386 هـ) : ".... ولذلك صار الجهاد أفضل لأنه حقيقة الزهد في الدنيا " .
وقريب من ذلك ما جاء في كتاب الإحياء للإمام الغزالي :
"... إن المنافقين كرهوا القتال ، خوفاً من الموت ، أما الزاهدون المحبون لله تعالى ، فقاتلوا في سبيل الله كأنهم بنيان مرصوص" وفي موطن آخر يقول حجة الإسلام : "ولقد عظم الخوف من أمر الخاتمة فأسلم الأحوال عن هذا الخطر خاتمة الشهادة" .
أما ابن عربي وهو شيخ الصوفية الأكبر فيقول في الفتوحات ، متحدثاً عن أصناف الأولياء : "... ومنهم السائحون ، وهم المجاهدون في سبيل الله ، لأن المفاوز المهلكة البعيدة عن العمران ، لا يكون فيها ذاكر لله من البشر ، لزم بعض العارفين السياحة صدقةً منهم على البيداء التي لا يطرقها إلا أمثالهم ، والجهاد في أرض الكفر التي لا يوحّد الله تعالى فيها ، فكانت السياحة بالجهاد ، أفضل من السياحة بغير الجهاد..." .
والملاحظ أنه عندما ظهر التصوف رافقته مجموعة من الفضائل المستمدة من الفتوة ، وفي مقدمتها : الشجاعة والتضحية . يقول العارف سهل التستري (ت 273هـ) : "أصل هذا الأمر الصدق والسخاء والشجاعة" . ويذكر غيره : "الأساس الأول للصوفي هو تقوية الصلة بالله ، والشجاعة بالقتال للجهاد .
وقد جاء رجل إلى رويم البغدادي أحد كبار العارفين (ت 303 هـ) ، وقال له : "أوصني ، فقال : أقل ما في هذا الأمر بذل الروح ، وإلا فلا تشتغل بترهات الصوفية . وعلق على ذلك الشيخ الهجويري (ت 465 هـ) في كشف المحجوب شارحاً : "أعني كل شيء غير هذا هو ترهات ، وقد قال تعالى :" ولا تقولوا لمن يقتل في سبيل الله أموات بل أحياء...." .
ولا نريد الإسهاب في هذه التوطئة أكثر من ذلك ، وزبدة القول : إن العباد والزهاد ومن بعدهم الصوفية ، استنوا لأنفسهم سنة "المرابطة" . فشدوا الرحال إلى ميادين القتال ، لوعظ المجاهدين ، وتقوية عزائمهم، والمجاهدة معهم . يقول يحيى بن معاذ الرازي (ت 258هـ) مشيراً إلى أن من شروط الصوفية السياحة للجهاد :
ومن الدلائل أن تراه مسافراً *** نحو الجهاد وكل فعلٍ فاضل

ومع الاعتراف بأن الذي ساعد على توافد الصوفية وسياحتهم في العواصم والثغور بهذه الأعداد الوفيرة ، هو الفرار من مشاهد الفتن ، وتطاحن الأحزاب التي برزت إبان العصرين الأموي والعباسي ، وغرق كثير من الناس في ملذات الدنيا وشهواتها ، فوجد هؤلاء في هجرتهم إلى تلك الأماكن آفاقاً رحبة لجهادهم ، ورضى نفوسهم وراحتها .
يقول أحمد بن أبي الحواري (ت 230 هـ) : "في الرباط والغزو نعم المستراح إذا مل العبد من العبادة ، استراح إلى غير معصية" .
ولننتقل الآن إلى أرض الواقع ، ونورد شواهد حية من جهاد الصوفية على مر العصور والأزمان ، فمع بواكير القرن الثاني مثلا ، يطالعنا الحسن البصري- قدس سره - (ت 110 هـ) الذي يعده الصوفية في هرم سلسلة شيوخهم وناشر علومهم . قال أبو طالب المكي : "كان الحسن رضي الله عنه أول من أنتهج سبيل هذا العلم ، وفتق الألسنة به ، ونطق بمعانيه ، وأظهر أنواره ، وكشف قناعه ." وذكر الحفاظ : "لازم الحسن العلم والعمل ، وكان أحد الشجعان الموصوفين في الحرب" .
وعن ابن سعد أن رجلاً سأل الحسن : يا أبا سعيد هل غزوت ؟! قال : نعم ، وقال أيضاً : "غزونا إلى خراسان ومعنا ثلاثمائة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم . واشتهر عن الحسن قوله : أدركت سبعين بدرياً ما كان لباسهم إلا الصوف . ومن مأثوراته : "ما عمل عملٌ بعد الجهاد في سبيل الله ، أفضل من ناشئة الليل" .
ومن أعظم من لحق بالحسن بالبصري ، واختلف إلى حلقته وتأثر بمواعظه : محمد بن واسع- رحمه الله- (ت 123هـ) ، ومالك بن دينار (ت 131 هـ) . وقد رافق الأول والي خراسان قتيبة بن مسلم في فتح ما وراء النهر ، وكانت عليه مدرعة صوف خشنة . وقد جعل قتيبة مرة يكثر السؤال عنه ، فأخبر أنه في ناحية من الجيش متكئاً على قوسه ، رافعاً أصبعه إلى السماء ، فقال قتيبة : لأصبعه تلك أحب إليَّ من مئة ألف سيف شهير ، وكان ابن واسع كثير الصمت ، ومن كلامه : ما رأيت شيئاً إلا ورأيت الله فيه .
وأما مالك بن دينار- رحمه الله - فهو يعد من كبار رجال الطريقة ، وقد هجر الدنيا وانزوى عن أهلها . يروي صاحب كنوز الأولياء عنه : أنه كان في طلب الغزو سنين ، فركب بعسكر الإسلام للغزو ، فلما شرعوا ، أخذته الحمى ، حتى غدا لا يقدر القعود على الفرس ، فضلاً عن أن يقاتل ، فحملوه إلى الخيمة ، وجعل يبكي ويقول : لو أن في بدني خيراً لما يبتلى اليوم بالحمى .
وفي الطبقة نفسها يلقانا طائفة من العارفين المجاهدين ، منهم : أبو الصهباء صلة بن الأشيم -رحمه الله- من كبار التابعين العباد ، وقد تزوج من العابدة معاذة ، التي روت أن زوجها كان يصلي حتى يأتي فراشه زحفاً . وقال ابن حبّان في سياق كلامه عن صلة : كان يرجع إليه الجهد الجهيد ، والورع الشديد ، مع المواظبة على الجهاد براً وبحراً ، دخل سجستان غازياً ، وقتل بكابل في ولاية الحجاج بن يوسف .
ومنهم عتبة الغلام - رحمه الله - (ت 160هـ) أحد الزهاد المشهورين البكائين . جاء في الحلية عن عتبة أنه قال : "اشتروا لي فرساً يغيظ المشركين إذا رأوه . ونقل عن ابن مخلد الصوفي قال : جاءنا عتبة الغلام ، فقلنا له : ما جاء بك ؟ ، قال : جئتُ أغزو ، فقلتُ : مثلك يغزو ! فقال : إني رأيتُ في المنامُ أني آتي (المصيصة) ، فأغزو فأستشهد ، قال : فمضى مع الناس فلقوا الروم ، فكان أول رجل استشهد . من مأثوراته ، لا عقل كمخالفة الهوى ، ولا فقر كفقر القلب ، ولا فضيلة كالجهاد .
ومنهم عبد الواحد بن زيد - رحمه الله - (ت 177هـ) يقول : قرأ أحد أصحابنا الآية الكريمة : "إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة" فتهيأنا إلى الغزو...." ، ويعد عبد الواحد من الشيوخ الكبار الذين تكلموا في مواجيد الصوفية وأذواقهم ، وهو من طليعة من استفاضوا في الحديث عن مقام الرضا ، والحب المتبادل بين الله عز وجل وأوليائه . وقد أسند عن الحسن البصري قوله : "لكل طريقٍ مختصر ، ومختصر طريق الجنة الجهاد" .
ومنهم رباح القيسي - رحمه الله - (ت 177هـ) الولي الشهير وقد ارتبطت حياته بتلامذة الحسن البصري ، ونال شرف الشهادة وهو يخوض بفرسه غمار إحدى المعارك ضد أعداء الدولة الإسلامية .
ومنهم إبراهيم بن أدهم - رحمه الله - (ت 161هـ) الذي يعد إمام المتصوفين الروحانيين ، كان أبوه ملكاً ، لكن الابن تزهد اختياراً ، وساح في البلاد ، وجعل الثغور الإسلامية له مقاماً ، يذكره ابن عساكر أنه كان فارساً شجاعاً ، ومقاتلاً باسلاً ، رابط في الثغور ، وخاض المعارك على البيزنطيين ، وقال ابن حبان : إبراهيم بن أدهم مولده ببلخ ، ثم خرج إلى الشام طلباً للحلال المحض ، فأقام بها غازياً ومرابطاً إلى أن مات ، واختلف في وفاته ، والأصح ما ذكره ابن كثير وياقوت ، أنه مات وهو قابض على قوسه يريد الرمي به إلى العدو" .
ومنهم شقيق البلخي - رحمه الله - (ت 194هـ) صحب إبراهيم بن أدهم وأخذ عنه الطريق .
قال حاتم الأصم : كنا مع شقيق نحارب التُرك ، في يوم لا تُرى إلا رؤوس تطير ، ورماح تُقصف ، وسيوف تُقطع فقال لي : كيف ترى نفسك يا حاتم في هذا اليوم ؟! تراه مثل ما كنت في الليلة التي زُفّت إليك امرأتك ؟؟ قال : لا والله . قال : لكني والله ، أرى نفسي في هذا اليوم مثل ما كنتُ تلك الليلة . واستشهد شقيق في غزاة كوملان فيما وراء النهر .
ومنهم علي بن بكّار - رحمه الله - (ت199هـ) ، سكن ثغر المصيصة مرابطاً إلى أن مات بها . وصفه صاحب الحلية بـ "المرابط الصبّار ، والمجاهد الكرّار ، كان يصلي الغداة بوضوء العتمة" .
ومنهم عبد الله بن المبارك - رحمه الله - (ت 181هـ) قال عنه صاحب تاريخ بغداد : "كان من الربانيين في العلم ، ومن المذكورين بالزهد .. خرج من بغداد يريد ثغر المصيصة ، فصحبه الصوفية ، وابن المبارك أول من صنف بالجهاد ومع ذلك كان يفسر قوله تعالى :"وجاهدوا بالله حق جهاده"، هو مجاهدة النفس والهوى ، وكانت وفاته في بلدة "هيت" بالعراق عند انصرافه من الغزو .
ومنهم أبو اسحاق الفزاري - رحمه الله - (ت 183هـ) ، وقد أطلق عليه ابن كثير : "إمام أهل الشام في المغازي" ، وترجم له صاحب الحلية : "تارك القصور والجواري ، ونازل الثغور والبراري". قيل عنه : إنه كان إذا قرأ القرآن بكى وأبكى .
ومنهم أبو العباس السمّاك - رحمه الله - وكان يرتاد الثغور مع أقرانه ، وله مواقف في الدفاع عن أرض الإسلام ، وفي وعظ الخليفة هارون الرشيد . ومن وعظه له : اتق الله ، فإنك رجل مسؤول عن هذه الأمة ، فاعدل في الرعية ، وانفر في السرية .
ويفرد لنا الجوزي فصلاً خاصاً في كتابه (صفة الصفوة) للزهاد والصوفية الأوائل الذين رابطوا في العواصم والثغور في القرن الثاني ، نذكر منهم الشهيد ابن أبي اسحق السبيعي ، وحارس ثغر المصيصة محمد بن يوسف الأصبهاني ، وحارس ثغر طرسوس أبا معاوية الأسود ، والغازي أبا يوسف الغسولي ، والفتى المرابط يوسف ابن اسباط . (ت 199هـ) رحمهم الله جميعاً . ونطوي أسماء وأسماء من رهبان الليل وفرسان النهار من أهل القرن الثاني ، ليستوقفنا القرن الثالث وما يحوي من إشارات واضحة لمئات من المتطوعين الصوفيين ، خرجوا من ديارهم ، ووقفوا حياتهم على جهاد الروم ، ودرء خطرهم عن البلاد الإسلامية ، وكان مشايخهم يرافقونهم للموعظة والإرشاد ، وبث الحماسة الدينية ، "فكان لذلك أبعد الأثر في الصمود والنصر في كثير من المواقع" ، فمما يستفاد من رواية لابن العديم أنه في هذا العصر ، تجمع الصوفية من كل صوب في ثغور الشام ، إذ وفدوا إليها للجهاد في سبيل الله . ومنهم : أبو القاسم الأبار ، وأبو القاسم القحطبي ، وأبو القاسم الملطي ، رحمهم الله .
ومن مشاهيرهم حاتم الأصم رحمه الله (ت 237 هـ) كان يقال له لقمان هذه الأمة . ومما حدث به حاتم عن نفسه ، قال : لقينا الترك ، ورماني أحدهم بوهق (حبل) فأقلبني عن فرسي ، ونزل عن دابته فقعد على صدري ، وأخذ بلحيتي هذه الوافرة ، وأخرج من خفه سكيناً ليذبحني بها ، فرماه بعض المسلمين بسهم فما أخطأ حلقه ، فسقط عني ، فأخذت السكين من يديه فذبحته (40) ، وتوفي حاتم وهو مرابط على جبل فوق واشَجرْد .
ومنهم عسكر بن حصين أبو تراب النخشبي - رحمه الله - (ت 245هـ) من كبار مشايخ القوم المذكورين بالعلم والفتوة والتوكل ، وعن جهاده يخبرنا ابن عساكر أن موطن أبي تراب الأصلي خراسان ، إلا أنه خرج منها يريد عبدان والثغر .
ومنهم السري السقطي - رحمه الله - (ت 253 هـ) الذي ينتمي إليه أكثر مشايخ الصوفية ، حكى عنه المؤرخون بعض المجاهدات مارسها أثناء نزوله في أرض الروم ، ويتجلى رأيه في الجهاد حين فسر لأهل الثغر الآية الكريمة : "اصبروا وصابروا ورابطوا" فقال : صابروا عند القتال بالثبات والاستقامة .
ومنهم أبو سليمان الداراني - رحمه الله - (ت 205هـ) العارف المشهور ، وهو ممن كان يرتاد الثغور . وتلميذه أحمد بن أبي الحواري رحمه الله ، ريحانة الشام كما كان يسميه الجنيد . وقد شوهد مرابطاً في ثغر انطرسوس يجاهد في سبيل الله . وتقدم قوله : في الغزو والرباط نعم المستراح .
ومنهم أبو يزيد البسطامي - رحمه الله - (ت 261 هـ) الملقب سلطان العارفين . كان خلال وجوده في الثغر يحرس طوال الليل ويذكر الله ، ومن أقواله : لم أزل منذ أربعين سنة ، ما استندت إلى حائط ، إلا حائط مسجد أو رباط ، ويقول أيضاً : أقامني الحق مع المجاهدين ، أضرب بالسيف في وجه أعدائه .
ومنهم محمد أبو حمزة الصوفي- رحمه الله - (ت 269هـ) جليس أحمد بن حنبل وبشر بن الحارث ، وكان له مهر قد رباه ، وكان يحب الغزو عليه .
ومن أكابرهم أستاذ القوم أبو القاسم الجنيد البغدادي رحمه الله (ت 298هـ) وقد أجمع العلماء قاطبة على فضله وإمامته حتى عده ابن الأثير :"عالم الدنيا في زمانه" وقال ابن تيمية فيه : "الجنيد رضي الله عنه سيد الطائفة ، إمام هدى" ، إلى أن قال : " ومن خالفه فمن أهل الضلال . وعن جهاده في سبيل الله يقول الجنيد : "وخرجت يوماً في بعض الغزوات ، وكان قد أرسل إلي أمير الجيش شيئاً من النفقة ، فكرهت ذلك ، ففرقته على محاويج الغزاة" .
وغوث الطريقة القادرية ومجددها محيي الدين السيد الشيخ عبد القادر الجيلاني (قدس سره)(470 – 561هـ ) : ويذكر الدارسون أنه تاب على يديه أكثر من مئة ألف ، يقول شكيب أرسلان : إن له أتباعاً لا يحصى عددهم ، ووصلت طريقته إلى اسبانيا ، وبواسطة أنوار هذه الطريقة زالت البدع بين البربر ، يقول عنه الشيخ أبو الحسن الندوي ( وقد استطاع الشيخ عبد القادر الجيلاني أن يستمر في دعوته وجهاده أكثر من نصف قرن ، في بيئة اشتد فيها الاستبداد وأخفقت فيها الد





تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع