زاد الاردن الاخباري -
التصوف باختصار هو مجمل تراثنا الروحي ، وهو جزء هام من تراثنا العربي الإسلامي لا يمكن التنكر له ، أو تجاهله بأي حال من الأحوال .
ذهب معظم علمائنا المتقدمين كالقشيري في رسالته ، وابن خلدون في مقدمته ، والذهبي في تواريخه ، إلى أن التصوف بزغ مع فجر الإسلام ، وهو لب ديننا الحنيف .
يقول الذهبي : ".... إنما التصوف والتأله والسير والمحبة ، ماجاء به أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم ، من الرضا عن الله ، ولزوم تقوى الله ، والجهاد في سبيل الله " .
ويعنينا هنا في هذه الدراسة الموجزة ، العبارة الأخيرة من كلام مؤرخنا الكبير ، أي الجانب الجهادي أو القتالي عند الصوفية.
ولا نعدو الصواب إذا قلنا : إن هذا الجانب الهام غفل عن الخوض فيه جل الدارسين لهذا العلم ورجاله . بل حاولت فئة واسعة من المستشرقين ، وبعض من حذا حذوهم من الباحثين المعاصرين ، أن يصم التصوف بالخمول والكسل ، والضعف والخنوع ، والتهاون عن مقارعة الغزاة وصد المعتدين . ولعمري إننا لا نعرف من أين جاءت هذه الإشاعات والترهَّات ، مع أن واقع الحال يخالف ذلك تماماً ، فالنصوص والأخبار والآثار التي في بطون أمهات الكتب تؤكد أن الجهاد بفرعيه : الأكبر والأصغر ، أي جهاد النفس وجهاد الأعداء دارت عليه رحى التصوف . وأن هذين الجهادين ركنان أساسيان في الحياة الروحية الإسلامية ، يشير الشيخ ابن عربي إلى ذلك في وصاياه قائلاً : "... وعليك بالجهاد الأكبر ، وهو جهاد هواك ، فإنك إذا جاهدت نفسك هذا الجهاد ، خلص لك الجهاد الآخر في الأعداء الذي أن قتلت فيه كنت من الشهداء الذين عند ربهم يرزقون..." .
وكيف يغيب عن بال الصوفية الآيات الكثيرة والأحاديث الشهيرة التي تبين فضل الرباط والجهاد ، وهم خواص أهل السنة ، كما يقرر الإمام القشيري في رسالته ، وإن خلت مصنفاتهم من الإشارة إلى موضوع الجهاد الحربي إلا ما ندر ، كقول أبي طالب المكي (ت 386 هـ) : ".... ولذلك صار الجهاد أفضل لأنه حقيقة الزهد في الدنيا " .
وقريب من ذلك ما جاء في كتاب الإحياء للإمام الغزالي :
"... إن المنافقين كرهوا القتال ، خوفاً من الموت ، أما الزاهدون المحبون لله تعالى ، فقاتلوا في سبيل الله كأنهم بنيان مرصوص" وفي موطن آخر يقول حجة الإسلام : "ولقد عظم الخوف من أمر الخاتمة فأسلم الأحوال عن هذا الخطر خاتمة الشهادة" .
أما ابن عربي وهو شيخ الصوفية الأكبر فيقول في الفتوحات ، متحدثاً عن أصناف الأولياء : "... ومنهم السائحون ، وهم المجاهدون في سبيل الله ، لأن المفاوز المهلكة البعيدة عن العمران ، لا يكون فيها ذاكر لله من البشر ، لزم بعض العارفين السياحة صدقةً منهم على البيداء التي لا يطرقها إلا أمثالهم ، والجهاد في أرض الكفر التي لا يوحّد الله تعالى فيها ، فكانت السياحة بالجهاد ، أفضل من السياحة بغير الجهاد..." .
والملاحظ أنه عندما ظهر التصوف رافقته مجموعة من الفضائل المستمدة من الفتوة ، وفي مقدمتها : الشجاعة والتضحية . يقول العارف سهل التستري (ت 273هـ) : "أصل هذا الأمر الصدق والسخاء والشجاعة" . ويذكر غيره : "الأساس الأول للصوفي هو تقوية الصلة بالله ، والشجاعة بالقتال للجهاد .
وقد جاء رجل إلى رويم البغدادي أحد كبار العارفين (ت 303 هـ) ، وقال له : "أوصني ، فقال : أقل ما في هذا الأمر بذل الروح ، وإلا فلا تشتغل بترهات الصوفية . وعلق على ذلك الشيخ الهجويري (ت 465 هـ) في كشف المحجوب شارحاً : "أعني كل شيء غير هذا هو ترهات ، وقد قال تعالى :" ولا تقولوا لمن يقتل في سبيل الله أموات بل أحياء...." .
ولا نريد الإسهاب في هذه التوطئة أكثر من ذلك ، وزبدة القول : إن العباد والزهاد ومن بعدهم الصوفية ، استنوا لأنفسهم سنة "المرابطة" . فشدوا الرحال إلى ميادين القتال ، لوعظ المجاهدين ، وتقوية عزائمهم، والمجاهدة معهم . يقول يحيى بن معاذ الرازي (ت 258هـ) مشيراً إلى أن من شروط الصوفية السياحة للجهاد :
ومن الدلائل أن تراه مسافراً *** نحو الجهاد وكل فعلٍ فاضل
ومع الاعتراف بأن الذي ساعد على توافد الصوفية وسياحتهم في العواصم والثغور بهذه الأعداد الوفيرة ، هو الفرار من مشاهد الفتن ، وتطاحن الأحزاب التي برزت إبان العصرين الأموي والعباسي ، وغرق كثير من الناس في ملذات الدنيا وشهواتها ، فوجد هؤلاء في هجرتهم إلى تلك الأماكن آفاقاً رحبة لجهادهم ، ورضى نفوسهم وراحتها .
يقول أحمد بن أبي الحواري (ت 230 هـ) : "في الرباط والغزو نعم المستراح إذا مل العبد من العبادة ، استراح إلى غير معصية" .
ولننتقل الآن إلى أرض الواقع ، ونورد شواهد حية من جهاد الصوفية على مر العصور والأزمان ، فمع بواكير القرن الثاني مثلا ، يطالعنا الحسن البصري- قدس سره - (ت 110 هـ) الذي يعده الصوفية في هرم سلسلة شيوخهم وناشر علومهم . قال أبو طالب المكي : "كان الحسن رضي الله عنه أول من أنتهج سبيل هذا العلم ، وفتق الألسنة به ، ونطق بمعانيه ، وأظهر أنواره ، وكشف قناعه ." وذكر الحفاظ : "لازم الحسن العلم والعمل ، وكان أحد الشجعان الموصوفين في الحرب" .
وعن ابن سعد أن رجلاً سأل الحسن : يا أبا سعيد هل غزوت ؟! قال : نعم ، وقال أيضاً : "غزونا إلى خراسان ومعنا ثلاثمائة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم . واشتهر عن الحسن قوله : أدركت سبعين بدرياً ما كان لباسهم إلا الصوف . ومن مأثوراته : "ما عمل عملٌ بعد الجهاد في سبيل الله ، أفضل من ناشئة الليل" .
ومن أعظم من لحق بالحسن بالبصري ، واختلف إلى حلقته وتأثر بمواعظه : محمد بن واسع- رحمه الله- (ت 123هـ) ، ومالك بن دينار (ت 131 هـ) . وقد رافق الأول والي خراسان قتيبة بن مسلم في فتح ما وراء النهر ، وكانت عليه مدرعة صوف خشنة . وقد جعل قتيبة مرة يكثر السؤال عنه ، فأخبر أنه في ناحية من الجيش متكئاً على قوسه ، رافعاً أصبعه إلى السماء ، فقال قتيبة : لأصبعه تلك أحب إليَّ من مئة ألف سيف شهير ، وكان ابن واسع كثير الصمت ، ومن كلامه : ما رأيت شيئاً إلا ورأيت الله فيه .
وأما مالك بن دينار- رحمه الله - فهو يعد من كبار رجال الطريقة ، وقد هجر الدنيا وانزوى عن أهلها . يروي صاحب كنوز الأولياء عنه : أنه كان في طلب الغزو سنين ، فركب بعسكر الإسلام للغزو ، فلما شرعوا ، أخذته الحمى ، حتى غدا لا يقدر القعود على الفرس ، فضلاً عن أن يقاتل ، فحملوه إلى الخيمة ، وجعل يبكي ويقول : لو أن في بدني خيراً لما يبتلى اليوم بالحمى .
وفي الطبقة نفسها يلقانا طائفة من العارفين المجاهدين ، منهم : أبو الصهباء صلة بن الأشيم -رحمه الله- من كبار التابعين العباد ، وقد تزوج من العابدة معاذة ، التي روت أن زوجها كان يصلي حتى يأتي فراشه زحفاً . وقال ابن حبّان في سياق كلامه عن صلة : كان يرجع إليه الجهد الجهيد ، والورع الشديد ، مع المواظبة على الجهاد براً وبحراً ، دخل سجستان غازياً ، وقتل بكابل في ولاية الحجاج بن يوسف .
ومنهم عتبة الغلام - رحمه الله - (ت 160هـ) أحد الزهاد المشهورين البكائين . جاء في الحلية عن عتبة أنه قال : "اشتروا لي فرساً يغيظ المشركين إذا رأوه . ونقل عن ابن مخلد الصوفي قال : جاءنا عتبة الغلام ، فقلنا له : ما جاء بك ؟ ، قال : جئتُ أغزو ، فقلتُ : مثلك يغزو ! فقال : إني رأيتُ في المنامُ أني آتي (المصيصة) ، فأغزو فأستشهد ، قال : فمضى مع الناس فلقوا الروم ، فكان أول رجل استشهد . من مأثوراته ، لا عقل كمخالفة الهوى ، ولا فقر كفقر القلب ، ولا فضيلة كالجهاد .
ومنهم عبد الواحد بن زيد - رحمه الله - (ت 177هـ) يقول : قرأ أحد أصحابنا الآية الكريمة : "إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة" فتهيأنا إلى الغزو...." ، ويعد عبد الواحد من الشيوخ الكبار الذين تكلموا في مواجيد الصوفية وأذواقهم ، وهو من طليعة من استفاضوا في الحديث عن مقام الرضا ، والحب المتبادل بين الله عز وجل وأوليائه . وقد أسند عن الحسن البصري قوله : "لكل طريقٍ مختصر ، ومختصر طريق الجنة الجهاد" .
ومنهم رباح القيسي - رحمه الله - (ت 177هـ) الولي الشهير وقد ارتبطت حياته بتلامذة الحسن البصري ، ونال شرف الشهادة وهو يخوض بفرسه غمار إحدى المعارك ضد أعداء الدولة الإسلامية .
ومنهم إبراهيم بن أدهم - رحمه الله - (ت 161هـ) الذي يعد إمام المتصوفين الروحانيين ، كان أبوه ملكاً ، لكن الابن تزهد اختياراً ، وساح في البلاد ، وجعل الثغور الإسلامية له مقاماً ، يذكره ابن عساكر أنه كان فارساً شجاعاً ، ومقاتلاً باسلاً ، رابط في الثغور ، وخاض المعارك على البيزنطيين ، وقال ابن حبان : إبراهيم بن أدهم مولده ببلخ ، ثم خرج إلى الشام طلباً للحلال المحض ، فأقام بها غازياً ومرابطاً إلى أن مات ، واختلف في وفاته ، والأصح ما ذكره ابن كثير وياقوت ، أنه مات وهو قابض على قوسه يريد الرمي به إلى العدو" .
ومنهم شقيق البلخي - رحمه الله - (ت 194هـ) صحب إبراهيم بن أدهم وأخذ عنه الطريق .
قال حاتم الأصم : كنا مع شقيق نحارب التُرك ، في يوم لا تُرى إلا رؤوس تطير ، ورماح تُقصف ، وسيوف تُقطع فقال لي : كيف ترى نفسك يا حاتم في هذا اليوم ؟! تراه مثل ما كنت في الليلة التي زُفّت إليك امرأتك ؟؟ قال : لا والله . قال : لكني والله ، أرى نفسي في هذا اليوم مثل ما كنتُ تلك الليلة . واستشهد شقيق في غزاة كوملان فيما وراء النهر .
ومنهم علي بن بكّار - رحمه الله - (ت199هـ) ، سكن ثغر المصيصة مرابطاً إلى أن مات بها . وصفه صاحب الحلية بـ "المرابط الصبّار ، والمجاهد الكرّار ، كان يصلي الغداة بوضوء العتمة" .
ومنهم عبد الله بن المبارك - رحمه الله - (ت 181هـ) قال عنه صاحب تاريخ بغداد : "كان من الربانيين في العلم ، ومن المذكورين بالزهد .. خرج من بغداد يريد ثغر المصيصة ، فصحبه الصوفية ، وابن المبارك أول من صنف بالجهاد ومع ذلك كان يفسر قوله تعالى :"وجاهدوا بالله حق جهاده"، هو مجاهدة النفس والهوى ، وكانت وفاته في بلدة "هيت" بالعراق عند انصرافه من الغزو .
ومنهم أبو اسحاق الفزاري - رحمه الله - (ت 183هـ) ، وقد أطلق عليه ابن كثير : "إمام أهل الشام في المغازي" ، وترجم له صاحب الحلية : "تارك القصور والجواري ، ونازل الثغور والبراري". قيل عنه : إنه كان إذا قرأ القرآن بكى وأبكى .
ومنهم أبو العباس السمّاك - رحمه الله - وكان يرتاد الثغور مع أقرانه ، وله مواقف في الدفاع عن أرض الإسلام ، وفي وعظ الخليفة هارون الرشيد . ومن وعظه له : اتق الله ، فإنك رجل مسؤول عن هذه الأمة ، فاعدل في الرعية ، وانفر في السرية .
ويفرد لنا الجوزي فصلاً خاصاً في كتابه (صفة الصفوة) للزهاد والصوفية الأوائل الذين رابطوا في العواصم والثغور في القرن الثاني ، نذكر منهم الشهيد ابن أبي اسحق السبيعي ، وحارس ثغر المصيصة محمد بن يوسف الأصبهاني ، وحارس ثغر طرسوس أبا معاوية الأسود ، والغازي أبا يوسف الغسولي ، والفتى المرابط يوسف ابن اسباط . (ت 199هـ) رحمهم الله جميعاً . ونطوي أسماء وأسماء من رهبان الليل وفرسان النهار من أهل القرن الثاني ، ليستوقفنا القرن الثالث وما يحوي من إشارات واضحة لمئات من المتطوعين الصوفيين ، خرجوا من ديارهم ، ووقفوا حياتهم على جهاد الروم ، ودرء خطرهم عن البلاد الإسلامية ، وكان مشايخهم يرافقونهم للموعظة والإرشاد ، وبث الحماسة الدينية ، "فكان لذلك أبعد الأثر في الصمود والنصر في كثير من المواقع" ، فمما يستفاد من رواية لابن العديم أنه في هذا العصر ، تجمع الصوفية من كل صوب في ثغور الشام ، إذ وفدوا إليها للجهاد في سبيل الله . ومنهم : أبو القاسم الأبار ، وأبو القاسم القحطبي ، وأبو القاسم الملطي ، رحمهم الله .
ومن مشاهيرهم حاتم الأصم رحمه الله (ت 237 هـ) كان يقال له لقمان هذه الأمة . ومما حدث به حاتم عن نفسه ، قال : لقينا الترك ، ورماني أحدهم بوهق (حبل) فأقلبني عن فرسي ، ونزل عن دابته فقعد على صدري ، وأخذ بلحيتي هذه الوافرة ، وأخرج من خفه سكيناً ليذبحني بها ، فرماه بعض المسلمين بسهم فما أخطأ حلقه ، فسقط عني ، فأخذت السكين من يديه فذبحته (40) ، وتوفي حاتم وهو مرابط على جبل فوق واشَجرْد .
ومنهم عسكر بن حصين أبو تراب النخشبي - رحمه الله - (ت 245هـ) من كبار مشايخ القوم المذكورين بالعلم والفتوة والتوكل ، وعن جهاده يخبرنا ابن عساكر أن موطن أبي تراب الأصلي خراسان ، إلا أنه خرج منها يريد عبدان والثغر .
ومنهم السري السقطي - رحمه الله - (ت 253 هـ) الذي ينتمي إليه أكثر مشايخ الصوفية ، حكى عنه المؤرخون بعض المجاهدات مارسها أثناء نزوله في أرض الروم ، ويتجلى رأيه في الجهاد حين فسر لأهل الثغر الآية الكريمة : "اصبروا وصابروا ورابطوا" فقال : صابروا عند القتال بالثبات والاستقامة .
ومنهم أبو سليمان الداراني - رحمه الله - (ت 205هـ) العارف المشهور ، وهو ممن كان يرتاد الثغور . وتلميذه أحمد بن أبي الحواري رحمه الله ، ريحانة الشام كما كان يسميه الجنيد . وقد شوهد مرابطاً في ثغر انطرسوس يجاهد في سبيل الله . وتقدم قوله : في الغزو والرباط نعم المستراح .
ومنهم أبو يزيد البسطامي - رحمه الله - (ت 261 هـ) الملقب سلطان العارفين . كان خلال وجوده في الثغر يحرس طوال الليل ويذكر الله ، ومن أقواله : لم أزل منذ أربعين سنة ، ما استندت إلى حائط ، إلا حائط مسجد أو رباط ، ويقول أيضاً : أقامني الحق مع المجاهدين ، أضرب بالسيف في وجه أعدائه .
ومنهم محمد أبو حمزة الصوفي- رحمه الله - (ت 269هـ) جليس أحمد بن حنبل وبشر بن الحارث ، وكان له مهر قد رباه ، وكان يحب الغزو عليه .
ومن أكابرهم أستاذ القوم أبو القاسم الجنيد البغدادي رحمه الله (ت 298هـ) وقد أجمع العلماء قاطبة على فضله وإمامته حتى عده ابن الأثير :"عالم الدنيا في زمانه" وقال ابن تيمية فيه : "الجنيد رضي الله عنه سيد الطائفة ، إمام هدى" ، إلى أن قال : " ومن خالفه فمن أهل الضلال . وعن جهاده في سبيل الله يقول الجنيد : "وخرجت يوماً في بعض الغزوات ، وكان قد أرسل إلي أمير الجيش شيئاً من النفقة ، فكرهت ذلك ، ففرقته على محاويج الغزاة" .
وغوث الطريقة القادرية ومجددها محيي الدين السيد الشيخ عبد القادر الجيلاني (قدس سره)(470 – 561هـ ) : ويذكر الدارسون أنه تاب على يديه أكثر من مئة ألف ، يقول شكيب أرسلان : إن له أتباعاً لا يحصى عددهم ، ووصلت طريقته إلى اسبانيا ، وبواسطة أنوار هذه الطريقة زالت البدع بين البربر ، يقول عنه الشيخ أبو الحسن الندوي ( وقد استطاع الشيخ عبد القادر الجيلاني أن يستمر في دعوته وجهاده أكثر من نصف قرن ، في بيئة اشتد فيها الاستبداد وأخفقت فيها الد