تعتبر خطبة الجمعة إحدى الشعائر الدينية لدى المسلمين في شتى بقاع العالم على مذهب أهل السنة والجماعة، وتكون عادة قبل إقامة صلاة الجمعة.
وقد ارتأت وزارة الأوقاف الأردنية منذ سنوات ان تكون خطبة الجمعة موحدة في كافة مساجد المملكة منعا للتطرف في الافكار والتشجيع على الإرهاب او الخروج عن التقاليد والعادات والأعراف الحميدة....... وقلنا آمين.
لكننا ومنذ فترة ليست قصيرة لاحظنا ان من تم توكيله لطرح مواضيع الخطبة الموحدة في وزارة الأوقاف نسي او تناسى أن هناك شيء اسمه "الحياة الدنيا" وأن هناك معاملات وهموم ومشاكل يعاني منها الناس في حياتهم ويحتاجون لمن يؤشر لهم عليها ويساعدهم على تجاوزها والتغلب عليها، ورمى الدنيا وما فيها وراء ظهره، وركز في كافة مواضيعه على العبادات فقط مثل: التسبيح والتكبير والتهليل والتحميد واذكار ماقبل الصلاة واذكار مابعد الصلاة وما شابه ذلك...... فهذه المواضيع حقيقة على أهميتها لاتغني عن الدور التوعوي والتنويري والإرشادي للمسجد فيما يخص مشاكل الحياة الدنيا وطريقة تعامل الناس فيما بينهم وإصلاح او تعديل السلوكات الخاطئة لأفراد المجتمع، وهذا سينعكس بالتأكيد على الصدق والعمق في الايمانيات والعبادات.
وما يزيد الطين بلة حقيقة أن كثيرا من خطباء المساجد لايولون "الدرس الديني" الذي يسبق الخطبة الموحدة والمسموح به قانونيا من قبل وزارة الاوقاف أي اهمية تذكر إما إهمالا او كسلا ضعفا في المعلومة، فبهذا الدرس يمكن للخطيب ان يناقش موضوعات قصيرة وهامة تعمل على إرشاد الناس وتوعيتهم والعمل على حل مشاكلهم الحياتية اليومية ورفع معنوياتهم وتعديل سلوكاتهم الخاطئة.
ارجو من وزارة الأوقاف ممثلة بمعالي وزيرها المحترم ان تتدارك هذا الموضوع بان تضع عناوين لخطبة الجمعة الموحدة تكون اكثر التصاقا بامور حياة الناس اليومية وهمومهم تكون ذات قيمة عملية وتنفيذية....والله ولي التوفيق.