زاد الاردن الاخباري -
استقبل جلالة الملك عبدالله الثاني في الديوان الملكي الهاشمي اليوم الثلاثاء وفداً من علماء الدين الاسلامي ورجال الدين المسيحي الكاثوليك المشاركين في أعمال المنتدى الإسلامي الكاثوليكي الثاني الذي تستضيفه مؤسسة آل البيت الملكية للفكر الإسلامي.
وقال جلالته خلال لقائه الوفد، الذي يضم 48 شخصية إسلامية وكاثوليكية، إن "المنتدى هو نتيجة المبادرات المستمرة لتعزيز المفاهيم الإسلامية المسيحية ذات القيم المشتركة، والتي أكدنا عليها في رسالة عمّان ومبادرة كلمة سواء"، واصفا جلالته الوجود المسيحي في المنطقة بالتاريخي، وبأنه مكوّن أساسي في التنوع الإنساني الذي يحرص الأردن على حمايته.
ودعا جلالته المشاركين في المنتدى إلى نقل تجاربهم وأفكارهم حول التعايش والقيم المشتركة بين الأديان السماوية من حلقات البحث والنقاش إلى مجتمعاتهم، مؤكدا أن الأردن ماض قدما في تحقيق الإصلاحات التي ترسخ صورة الأردن مملكة هاشمية توفر نموذجا ديمقراطيا في المنطقة تحرص على الاعتدال والانفتاح.
وأكد جلالته في سياق حواره مع أعضاء الوفد أهمية القدس كرمز للتعايش الديني في المنطقة في نظر أجيال الحاضر والمستقبل.
وحضر اللقاء سمو الأمير غازي بن محمد كبير مستشاري جلالة الملك للشؤون الدينية والثقافية المبعوث الشخصي لجلالته ورئيس مجلس أمناء مؤسسة آل البيت الملكية للفكر الإسلامي، ومدير مكتب جلالة الملك عماد فاخوري، ومستشار جلالة الملك لشؤون الإعلام والاتصال أمجد العضايلة، ومفتي عام المملكة الشيخ عبدالكريم الخصاونة.
وثمّن عدد من الشخصيات الدينية الإسلامية والكاثوليكية المشاركين في أعمال المنتدى جهود التقريب والتعايش وبناء جسور الثقة بين أتباع مختلف الديانات.
ووصف مفتي عام البوسنة والهرسك الشيخ مصطفى سيريتش الأردن بالمثال الحقيقي لتطبيق التعايش والحوار بين أتباع الأديان، في حين ثمّن الباحث الإسلامي الليبي عارف النايض أداء المؤسسات الدينية الأردنية، مشيراً إلى أهمية تبادل الخبرات بين المؤسسات الدينية الليبية ومؤسسات إسلامية أردنية رائدة مثل مؤسسة آل البيت الملكية للفكر الإسلامي ودائرة الإفتاء العام.
ويضم الوفد مرجعيّات دينية، وأكاديميين، ودعاة وناشطين، بالإضافة إلى شخصيات إعلامية دينية من أبرزها الشيخ علي جمعة مفتي الديار المصرية، والعلامة الشيخ عبد الله بن بيه نائب رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، والداعية الإسلامي اليمني علي زين العابدين الجفري، والمصري عمرو خالد، بالإضافة إلى رئيس المجمع الحبري للحوار بين الأديان الكاردينال جان لويس توران، والأب خالد عكشة رئيس مكتب الحوار مع الإسلام في المجلس البابوي للحوار بين الأديان بالفاتيكان.
وفي تصريحات صحفية أعقبت اللقاء، قال الكاردينال جان لويس توران أنه من ضروري نشر مخرجات المنتدى لأتباع الديانات حتى يتمكنوا من تطبيقها كقيم للتعايش والتسامح في مجتمعاتهم.
واعتبر الأردن مثالا للتوازن والاعتدال ما يمكنه من لعب دور ريادي في رعاية الحوار بين الأديان، مؤكدا انسجام رؤية الأردن والفاتيكان بخصوص حماية حرية العبادة في القدس.
من جانبه قال مفتي الديار المصرية الشيخ علي جمعة إن المنتدى جاء ترجمة لمبادرة كلمة سواء التي انطلقت عام 2007 برعاية جلالة الملك عبدالله الثاني وأزالت الكثير من سوء الفهم بين الجانب الإسلامي والغربي المسيحي عبر "تنظيم عشرة لقاءات بين علماء دين مسلمين ومختلف الطوائف المسيحية".
وشدد على أهمية عقد مثل هذه اللقاءات لأنها "تنشئ العلاقات السوية والصور الصحيحة، وتزيل التشويه، الذي أصبح صناعة في عالمنا اليوم"، مثمنا دور الأردن في ريادة مبادرات الحوار بين الأديان خاصة رسالة عمّان التي كان لها أثر كبير في "نشر التعايش السلمي والأمن الاجتماعي والسلام الذي يدعو إليها الإسلام".
وكانت أعمال المنتدى الإسلامي الكاثوليكي الثاني، الذي تستضيفه مؤسسة آل البيت الملكية للفكر الإسلامي في موقع عماد السيد المسيح عليه السلام في المغطس، انطلقت أمس لمدة 3 أيام، تحت عنوان "العقل والإيمان والإنسان"، ويشارك فيها أكثر 48 شخصية دينية وأكاديمية وإعلامية من مسلمين ومسيحيين كاثوليك.