تأتي مسألة رحيل حكومة رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو في ظل تصاعد التوترات الإقليمية، بما في ذلك التهديدات الإيرانية المحتملة بالرد على اغتيال إسماعيل هنية، قائد حركة حماس، المشهد السياسي داخل الاحتلال أصبح أكثر تعقيدًا مع تصاعد الضغوط الداخلية والخارجية، والتي قد تؤدي إلى تغييرات كبيرة في القيادة السياسية.
فحكومة نتنياهو تواجه تصاعدًا في الخلافات الداخلية بين أعضاء الائتلاف الحاكم ومجلس الحرب، خاصةً في ظل الأزمات الأمنية والسياسية والاقتصادية، فقد تؤدي هذه الخلافات إلى تزايد في عدم الاستقرار، مما قد يضغط على نتنياهو للاستقالة أو إجباره عليها.
ففي الداخل المحتل ما تزال الاحتجاجات ضد سياسة نتنياهو تتزايد بعد التردي الاقتصادي الذي وصل إليه الكيان، بما في ذلك معارضته نتيجة تعنته في عدم توصله إلى هدنة تعيد أسرى الاحتلال من قبضة المقاومة وتخفف أعباء تكاليف الحرب التي أوصلت الاقتصاد إلى نقطة الانهيار، إضافة إلى وجود تهديدات جديدة من قبل إيران قد توسع رقعة الحرب وتزيد من الضغوط الاقتصادية والسياسية.
إن التهديدات الإيرانية بالرد على اغتيال هنية قد تساهم في زيادة الضغوط الدولية على الكيان، وزادت من حجم التوترات في المنطقة وبتالي أصبح الضغط على نتنياهو أكبر لتخفيف التوترات وتحقيق استقرار أكبر في المنطقة.
فهذه التهديدات واستمرار التصعيد في إشعال فتيل النار في المنطقة بشكل كامل قد تدفع حلفاء الكيان إلى إعادة ترتيب الأوراق بالضغط على نتنياهو في الداخل واستبداله لسحب فتيل اشتعال المنطقة والعالم حال استمرار الصراع.
أما على صعيد الأزمة الاقتصادية التي قد تتفاقم نتيجة التصعيد مع إيران فقد تزيد من الضغط على حكومة الاحتلال، فالأزمات الاقتصادية قد تؤدي إلى تراجع دعم الجمهور لنتنياهو وقراراته، مما يساهم في الدفع نحو تغييره.
إضافة إلى أن استمرار الأزمات الأمنية، وتزايد التهديدات قد يجعل من الصعب على نتنياهو التعامل مع الوضع بشكل فعال، وبالتالي قد يؤدي ذلك إلى استبدال حكومة الاحتلال بقيادة جديدة وتشمل حل الكنيست وتقديم موعد الانتخابات كي تستطيع معالجة هذه التهديدات بشكل أكثر كفاءة.
لكن السؤال الذي قد يدور هنا، ماذا سيحدث إذا رحل نتنياهو؟
قد يؤدي ذلك إلى تغييرات في الإستراتيجية العسكرية والأمنية بلا شك، فالقيادة الجديدة قد تسعى لتبني سياسات جديدة للتعامل مع التهديدات الإقليمية والتوترات مع إيران والمنطقة ككل.
وقد تسعى أيضا إلى تحسين العلاقات مع إيران والدول العربية الأخرى لتخفيف التوترات الإقليمية، وتعزيز الاستقرار الذي فقد، واسترجاع قوتها من جديد سياسيا واقتصاديا وعسكريا بعد الانهيار الذي وقع عليها نتيجة الاستمرار في التصعيد والنزاع.