زاد الاردن الاخباري -
أثار إعلان فصائل المقاومة عن عودة العمليات الاستشهادية بالأراضي الفلسطينية المحتلة، قي الضفة الغربية وداخل الأراضي المحتلة عام 1948، قلقا وذعرا للكيان المُحتل، لما يضيف جبهة قتالية جديدة إلى جانب الجبهات المتعددة المناوئة له ردا على جرائمه الوحشية في قطاع غزة.
يأتي ذلك في ظل مواصلة الاحتلال جرائمه في القطاع، فقد استشهد 52 فلسطينيا وأصيب آخرون، في مجزرتين جديدتين ارتكبها جيش الاحتلال الإسرائيلي، الأولى طالت مدرسة مصطفى حافظ، والتي تؤوي نازحين بمدينة غزة، فيما الثانية استهدفت سوقا في دير البلح.
ومنذ حدوث عملية التفجير وسط مدينة "تل أبيب" (تل الربيع) والتي تبنتها كل من "كتائب عز الدين القسام"، الذراع العسكري لحركة "حماس"، وحركة الجهاد الإسلامي، فإن تعزيزات عسكرية مشددة نشرتها قوات الاحتلال بالداخل المُحتل، مما زاد من مشاعر القلق والتوتر المجتمعي.
ولا شك بأن تدشين عودة العمليات الاستشهادية داخل عمق الكيان المُحتل، بعملية "تل أبيب"، قد أحدثت إرباكا وقلقا شديدين بمؤسسة أمن الاحتلال، ودفعها لإعلان حالة التأهب الأمني والانتشار والاستعداد على أكبر المستويات، وسط خوف وتوتر يسود منظومة الاحتلال الأمنية بعد تصاعد عمليات المقاومة في الضفة الغربية.
وقد حملت العملية عدة رسائل سياسية ونفسية، حيث حدثت وسط المدينة الأهم للاحتلال، بما يجعلها غير آمنة وتحت قدرة المقاومة الفلسطينية على الوصول إليها، رغم كل التعزيزات الأمنية المنتشرة فيها، وذلك للرد على حرب الإبادة الجماعية التي يواصل الاحتلال شنها ضد قطاع غزة، وارتكابه المجازر، ورفضه وقف إطلاق النار.
وقد أكدت العملية، التي نفذها شاب فلسطيني من الضفة الغربية، أن جبهة الضفة الغربية حاضرة وتشكل تهديداً حقيقياً لأمن الاحتلال ولمستوطنيه، طالما لم تتوقف حرب غزة، واستمرت حكومة "بنيامين نتنياهو" في سلوكها المتطرف والعدواني ضد الفلسطينيين.
وحذرت مؤسسة أمن الاحتلال من عودة مشهد الانتفاضة الثانية (الأقصى)، التي اندلعت عام 2000 عقب اقتحام زعيم المعارضة الصهيونية آنذاك "أرييل شارون" باحات المسجد الأقصى المبارك، تحت حماية نحو 2000 من الجنود والقوات الخاصة، إذ العمليات الاستشهادية معها رداً على مجازر الاحتلال في غزة والضفة الغربية.
ويبدو أن الخوف الأكبر لدى الأجهزة الأمنية بالكيان المحتل هو العودة إلى أيام الانتفاضة الثانية، عبر إدخال عبوات ناسفة إلى قلب المدن الكبرى؛ مما يسبب أضرارًا كثيرة ويثير خوفًا وذعرًا، حيث توعّدت "حماس" بأن "العمليات الاستشهادية" بالداخل المحتل ستعود إلى الواجهة، طالما تواصلت مجازر الاحتلال وعمليات تهجير المدنيين واستمرت سياسة الاغتيالات.
ووفق "القناة 12" بالكيان المحتل، نقلا عن أجهزة الأمن، فإن تفجير "تل أبيب" نجم عن عبوة ناسفة قوية تصل زنتها إلى 8 كيلوغرامات من المتفجرات، مما أدى لرفع درجة التأهب وإجراء عمليات مسح واسعة النطاق في كل كتلة "غوش دان"، أي منطقة تل أبيب الكبرى"، وفق قولها.
من جانبه، قال القيادي في حركة "حماس"، محمود مرداوي، إن القتال في الضفة الغربية مستمر بوتيرة متصاعدة، موضحًا أن الضفة تشهد تصعيدًا مستمرًا في مستوى القتال والعمليات العسكرية، ويأتي هذا التصعيد بعد التسريبات التي نشرها إعلام العدو عن طلب قائد المنطقة الوسطى "أفي بلوط" تنفيذ مناورة برية في شمال الضفة مشابهة للمناورة البرية في قطاع غزة.
وأكد مرداوي، في تصريح له أمس، على الرغم من عدم وجود مناورة برية في شمال الضفة الغربية بالمفهوم العملياتي لكن التصعيد العسكري في الضفة ارتفع درجات عبر التوسع في استخدام سلاح الجو والطيران المسير في تنفيذ غارات جوية على مدن شمال الضفة لقتل أكبر عدد من المسلحين، والتوسع في تدمير البنية التحتية في المخيمات الفلسطينية والتي تشمل المنازل، وجعلها غير صالحة للسكن.
وأضاف أنه في المقابل، تواصل المقاومة في الضفة الغربية القتال بإصرار وعناد كبير، مع تطور في أساليب المواجهة يرصده العدو في نوع العبوات التي أصبحت أكثر تدميرًا للأليات العسكرية، وآخر تلك العمليات تفجير عبوة ناسفة في آلية للعدو خلال اقتحام مدينة طوباس أسفرت عن إصابة 4 جنود.
وأشار إلى أنه سبق للعدو أن نشر إحصائيات قبل معركة "طوفان الأقصى" أشارت لأن حجم الأليات التي تم استهدفها في الضفة الغربية يوازي عدد الأليات التي تم استهدافها طوال انتفاضة الأقصى.
وكشف القيادي مرداوي أن المقاومة في الضفة تمتاز بعدة ميزات أبرزها الاعتماد على الكمائن سواء بالعبوات أو الأسلحة الرشاشة، وتجنب المواجهة الجبهوية التي كان العدو يقوم فيها باستدراج المقاومين نحو أماكن تموضع القناصة وقتل أكبر عدد منهم، فضلاً عن عمليات الاستطلاع قبل التنفيذ ودراسة بيئة العملية بشكل متكرر.
ولفت إلى أن القتال في الضفة الغربية من وجهة نظر العدو هو تحد ليس سهلًا لاعتبارات تطور أداء المقاومة ونتائجه، ومحاولة التغلب على فارق القدرات، بالإضافة لطبيعة البيئة العملياتية التي ينفذ فيها العدو عملياته العسكرية.
ويُلاحظ تطور في زيادة العمليات الهجومية التي تنفذها المقاومة نحو أهداف للعدو، مما أحدث توازنا بين العمليات الدفاعية التي تقوم بها التشكيلات العسكرية والتي تقوم على انتظار العدو، بالإضافة لمزيد من جمع المعلومات الاستخبارية، لذلك عملية المبادرة التي تقوم بها الضفة تكلف العدو خسائر تساهم في التأثير في انتشار قواته وتموضعها.