تشهد بريطانيا في الفترة الأخيرة تحولًا مقلقًا نحو تفشي العنف والكراهية، ما يعكس أزمة أعمق تتجاوز حدود البلاد ، فالتوترات الاجتماعية والاقتصادية التي تجتاح بريطانيا تعكس مشكلة أوسع قد تؤثر على عموم أوروبا، مما يثير التساؤل حول ما إذا كانت هذه الأحداث في المملكة المتحدة بمثابة مؤشر لتغيرات أوسع على القارة الأوروبية ؟!! ولعل الأمر لا يتوقف عند الأزمات الحالية ، وتنامي اليمين المتطرف ، لا بل هناك تشكل للعديد من الأزمات الاقتصادية المتفاقمة في بريطانيا، بما في ذلك البطالة المرتفعة وارتفاع تكاليف المعيشة، وتوفر البيئة المثالية لتفشي الأيديولوجيات اليمينية المتطرفة ، ما يعني أن الأزمات الاقتصادية لا تؤدي فقط إلى زيادة مشاعر الإحباط والاستياء، بل توفر أيضًا أرضية خصبة لجماعات اليمين المتطرف لاستغلالها وتعزيز خطابات الكراهية ، وهذا الانزلاق إلى العنف العنصري يعكس تزايد التطرف الذي قد لا يقتصر على بريطانيا فقط، بل يمتد إلى دول أوروبية أخرى ، وسيكون لذلك تبعات و
أثر على سمعة بريطانيا وأوروبا بعد أن تصدر العنف المشهد ، وهاهي الأحداث الأخيرة في بريطانيا، مثل الهجمات العنصرية والشغب، لم تشوه سمعة البلاد فحسب، بل أثارت أيضًا قلقًا عالميًا ، و تحذيرات دول كبرى مثل نيجيريا وأستراليا لمواطنيها من السفر إلى المملكة المتحدة ، وهذه الإجراءات تعكس الانطباع السلبي العالمي حول الأوضاع في بريطانيا ، و هذا التدهور في الأوضاع الاجتماعية قد يكون إشارة مبكرة إلى أن أوروبا بأكملها تواجه مشكلات مشابهة ، بدليل أن هناك مؤشرات أوسع للتوترات في أوروبا ، والتصاعد الحاصل في بريطانيا يمكن أن يكون بمثابة جرس إنذار لبقية أوروبا ، سيما وأن العديد من الدول الأوروبية الأخرى تعاني أيضًا من أزمات اقتصادية واجتماعية مشابهه، مما يزيد من احتمالية تكرار نمط مماثل من العنف والتطرف ، في دول مثل إيطاليا، حيث تعاني من أزمة اقتصادية متواصلة وأزمات سياسية، ويمكن أن تؤدي إلى تصاعد التوترات والانقسامات الاجتماعية ، كما أن فرنسا، التي شهدت احتجاجات واسعة في السنوات الأخيرة، تواجه تحديات مشابهة ، وفي ألمانيا، حيث تزايدت المخاوف من تنامي اليمين المتطرف، ويمكن أن تكون الأحداث في بريطانيا بمثابة مؤشر للتوجهات المستقبلية في القارة ، وهنا على الحكومات الأوروبية سرعةالاستجابة لمعالجة التداعيات المحتملة ، وللتوضيح اكثر نقول : تحتاج الحكومات الأوروبية إلى أخذ الدروس من الأزمة البريطانية والتعامل مع التحديات الاقتصادية والاجتماعية بفعالية ، و من الضروري أن تكون الاستجابات أكثر من مجرد تدابير أمنية قصيرة الأمد ، بل يجب على الحكومات الأوروبية التركيز على معالجة التفاوتات الاقتصادية والاجتماعية، وضمان أن تكون السياسات الاجتماعية شاملة عن ومتكاملة ، و تعزيز الاستثمار في المناطق الأكثر تضرراً وتوفير فرص العمل وتحسين الأوضاع المعيشية ، ويمكن أن يكون لذلك تأثير كبير في تخفيف التوترات ، لأن
ما يحدث في بريطانيا لا يعكس مجرد أزمة محلية، بل قد يكون جزءًا من نمط أوسع يؤثر على أوروبا بأكملها ، فالتوترات الاقتصادية والاجتماعية في بريطانيا يمكن أن تكون مؤشراً لتحديات مشابهة في الدول الأوروبية الأخرى ، و لتفادي تفشي العنف والتطرف، يجب أن تتبنى الحكومات الأوروبية نهجًا شاملاً يعالج الأسباب الجذرية لهذه الأزمات ويعزز الاستقرار الاجتماعي والاقتصادي على نطاق واسع ... !! خادم الإنسانية .
مؤسس هيئة الدعوة الإنسانية والأمن الإنساني على المستوى العالمي .