أ.د رشيد عبّاس - عادةً ما تكون قرارات التعليم في الأردن على درجة عالية من الحساسية لدى المواطن الأردني, وهناك العديد من الأسباب لمثل هذه الحساسية المفرطة التي تمس مستقبل أبناء الاردنيين كافة والتي لا يتسع المجال للحديث عنها في هذه المقالة.
من أيام قليلة وصل إلى مسامعي قرار تربوي في غاية الحساسية بالنسية للمواطن الأردني صادر عن وزارة التعليم العالي يتعلق هذا القرار بطلبة (التجسير) في الجامعات الأردنية وبالذات الخاصة منها, فقد أقرت وزارة التعليم العالي احتساب 36 ساعة معتمدة فقط للطلبة الذين يرغون بالالتحاق بدرجة البكالوريوس بدلاً من 66 ساعة معتمدة, مع وجود شروط اخرى لا يمكن لاحد الاعتراض عليها كونها مُنصفة وواقعية لجميع الطلبة.
اعتقد أن قرار احتساب 36 ساعة معتمدة فقط, بدلا من 66 ساعة معتمدة للطلبة المعنيين بالتجسير, مجحف بحق الطالب الذي درس 72 ساعة معتمدة خلال عامين دراسيين, اضافة إلى شرط التقدم لامتحان الشامل, والحصول على معدل مرتفع.
بتصوري أن قرار من هذا النوع غير مدروس وذلك لوجود آلاف الطلبة الحاليين الذين دخلوا في عشرات برنامج الدبلوم وكان طموحهم الالتحاق بعد تحقيق الشروط بالجامعات الأردنية في برنامج (التجسير).
يعلم الجميع أن برامج الدبلوم وبرامج البكالوريوس وبرنامج (التجسير) الذي يقع بينهما هو من قرارات وزارة التعليم العالي الموفّقة, وكان لبرنامج (التجسير) دافع كبير لبعض الطلبة لكي يعوضوا ما فاتهم من فرص الالتحاق ببرنامج البكالوريوس, وأن قرار احتساب 36 ساعة معتمدة فقط, بدلا من 66 ساعة معتمدة سيحد من دخول الطلبة للالتحاق ببرنامج الدبلوم وهذا يعني توقف آلاف الطلبة من ذوي المعدلات المتواضعة من استكمال دراستهم بعد الثانوية العامة, الامر الذي يتنافى معه - مبدأ التعليم حق للجميع- حقهم المشروع في مواصلة تعليمهم واتاحة فرص جديد امامهم.
نأمل من وزارة التعليم العالي العدول عن هذا القرار واحتساب 66 ساعة معتمدة كما كان سابقاً للطلبة المعنيين بالتجسير مع الإبقاء على شروط قبول الطلبة في برنامج التجسير, لما في ذلك إعطاء فرص جديدة وترك مساحة واسعة للطلبة الذين لم يحصلوا على معدلات عالية ولديهم رغبة للحصول على درجة البكالوريوس من جديد.