أحد المعلقين على صفحات الانترنت وفي قضية عمالية في أحدى المؤسسات الحكومية عقب بأنه قبل أن يكون موظف هو ابن عشيرة ،وفي هذه الجملة ما تتسع له صفحات مئات الكتب في التحليل والبحث عن أسباب وجود مثل هذه العقلية في العلاقة مابين الوظيفة التي توفرهاالحكومة لهذاالمواطن وبين كونه قبل كل شيء هو إبن عشيرة .
لماذا هذا الانفصام الواضح في طريقة التعبير عن دور هذا الفرد في المجتمع من خلال كونه موظف حكومي يقوم بأجداء دوره في المجتمع ككل وهذا المجتمع يمثل الدولة وبالتالي حد المكونات الاساسية في مفهوم الوطن ، ولكننا نجد أن الدولة التي تعنى بتوفير الوظيفة للمواطن من خلال أطر محاصصية وعشائرية ومناطقية دون النظر للمقاييس المطلوبة للوظيفة كعمل يتطلب مجموعة من المهارات الاكاديمية أو المهنية تستحق أن يوجه لها هذا المواطن مثل هذه الجملة التوضيحية ، لأنها كحكومة لم تقم ببذل أي جهد في تطوير ما يسمى بمواردها البشرية على أسس مهنية تكون بها الوظيفة والمهام المطلوب هي أساس التعيين وملىء الشاغر .
وليس غريب أن توجد مثل هذه العقلية في الحكم على العلاقة ما بين هذه الدولة وهذا المواطن لأن الأصل في الاشياء في هذه الحكومة وعلى أعلى مستويات التعيين هو ما جعل هذا المواطن ( إبن العشيرة ) يعبر عن علاقته بهذا الاسلوب .
ونتيجة لترسخ هذه العقلية في التفكير للحكم على هذه العلاقة علينا أن لانستغرب عدم وجود مفهوم واضح للمواطنة بين هذا المواطن والوطن ككل ، لأن الوطن بالنسبة له يتساوى مع الوظيفة التي منحت له لأنها من الواجبات المنوطة بالحكومة والتي يجب أن تقدم له على طبق من ذهب تحيط به زهور عشيرته أو منطقته أو محاصصته .
وفي إستمرارية هذه الحالة من عدم الوضوح في مفهوم المواطنة والوطن بكافة مكوناته من شعب وأرض وحكومة ليس من العيب أن يعلن أي (أردني) أنه أبن عشيرة قبل أن يكون أبن وطن !!