وهما: لماذا ننتخب؟ ومن ننتخب؟
السؤال الأول: لماذا ننتخب؟
الانتخابات واجب، والانتخابات حق، والانتخابات مواطنة، والانتخابات استقرار، والانتخابات مفاضلة، فالانتخابات أكبر محاكمة ومحكمة، يعقدها الشعب الأردني، للبرامج المطروحة ولجدية وموثوقية وقدرة من يطرح تلك البرامج! وأيضا، الانتخابات فرصة ثمينة، تتكرر مرة واحدة كل اربعة أعوام، لمحاكمة المرشحين الذين يطلقون الوعود الزاهية، والنواب السابقين، وفحص مدى أمانتهم ووفائهم بما قطعوا من وعود، وبما افرطوا به في التزامات وتعهدات، وصل بعضها إلى حد الوعد بتحرير فلسطين، من النهر إلى البحر !!
والانتخابات استقرار.
فقد قرر جلالة الملك إجراء الانتخابات النيابية في موعدها الدستوري، رغم جرائم الإبادة الجماعية الإسرائيلية ضد الشعب العربي الفلسطيني، التي تعصف بالاقليم، بما تحمل من ارتدادات عسكرية وأمنية واقتصادية على بلادنا.
ورغم أننا أكثر الدول تأثرًا بما يقع على أشقائنا، في قطاع غزة والضفة الغربية المحتلة، فإننا الدولة العربية الوحيدة في الإقليم، التي تجري الانتخابات النيابية، وتجريها في مواقيتها الدستورية !!
السؤال الثاني : من ننتخب ؟
{قَالَتْ إِحْدَاهُمَا يَا أَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِينُ} صدق الله العظيم.
وكلمتا «القوي الأمين» كلمتان تحملان قيمًا ومضامين هائلة.
لاحظوا أننا «نستأجر» القوي الذي نوليه أمرًا من أمورنا، أي أننا ندفع له !!، وللأسف انه في حالات كثيرة، مطلوب من المرشحين ان يدفعوا !!
ليس هذا فحسب، بل اننا نكرم القوي الأمين، فنصاهره ونزوجه بناتنا، فلذات أكبادنا، لتكون قوته قوةً لنا، ولنكون قوةً وسندًا له !! وهذا ما هو واضح في قوله تعالى: {قَالَ إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أُنكِحَكَ إِحدَى ابْنَتَيَّ هَاتَيْنِ}.
علاوة على ان كلمة القوي، ذات معانٍ كثيرة، من بينها انه موثوق وعند وعده.
وأنه الشريف الذي لا يفسد ضمائر الناخبين بشراء أصواتهم.
وهو الذي يفي بما وعد، وانه بياض وجه وليس إمعة، وانه قوي بذاته، فليس بحاجة ان يغطي ضعفه بالزعبرة والعربدة والفغير والهوبرة والزعيق.
لو أننا ننتخب القوي الأمين، لما طفا على السطح، ما نسمعه عن شراء الأصوات وإفساد الضمائر.