شغف الورد .. قف على ناصية الشغف وقاتل!

قد يتبادر الى الأذهان عند قراءة عنوان المقال رونق وجمال الورد الذي يرسم الإبتسامة على الوجوه وتتمتع العين بالنظر اليه، فالورد كفيل بأن يغير حياتك وحالتك عندما تنظر إليه. وبالرغم من أهمية ذلك الا أنني سأتحدث عن كلمة شغف واقترانها بالورد، وقد تصدر مقالنا عنوان : شغف الورد؛ ربطت الشغف بالورد لأنه كالورد يذبل اذا ما حرم من الماء سر الحياة، الشغف هو المحرك الأساسي لنفوسنا البشرية وفقدان الشغف يعني فقدان حلاوة مذاق وطعم الحياة والكسل والخمول؛ فقدانه يعني فقدان الحماس وان لا يوجد لدينا دافع لفعل أي شيء الشغف وقود عالي الحيوية رزقنا الله إياه ليحركنا من داخلنا وهو الذي يدفعنا للتحدي وكل شيء نمارسه مرهون بمدى شعورنا بالشغف اتجاهه فالقراءة والكتابة وطلب العلم وممارسة الرياضة، الشغف أهم مما نتصور لكن للأسف نشعر أحياناً أننا نفقده، فيصيبنا السكون في أعماقنا، ونعجز عن فعل أبسط الأشياء.

في طريقنا نحو البحث عن شغفنا، نواجه العديد من الصعوبات والعراقيل من كل النواحي، فالطريق غير مفروش بالورود أبدا، ستجد من يحاول إحباطك بكلماته، وآخر بأفعاله، ستتعرض لصعوبات مادية ومعنوية، وستشعر في لحظة من اللحظات أنك غير قادر على المضي قدماً.. تلك اللحظة بذاتها ستكون مفصلية، وستحدد شغفك بناء على نهوضك من جديد، أو ركودك!

عندما نحظى بالشغف قد لا نستطيع النوم لأجل شيء نحبه وقد لا نشعر بالتعب أبداً في سبيل تحقيقه لكن شغفنا يتأرجح أحياناً ما بين مد وجزر وهذا أمر صحي وطبيعي لكن من غير الطبيعي ان يختفي لفترة طويلة خاصة إذا اقترن هذا الشعور بشعور الإحباط او الحزن والشعور بأن القلب الذي كان مثل النار المشتعلة تجاه شيء ما أصبح بارداً لا يحركه اي حماس وقد نشعر في هذه اللحظة بأننا محبطون من أنفسنا ونتساءل عن سبب فقدان الشعور بالشغف الذي كان موجود في الماضي.

فقدان المحفز الأساسي الذي يدعو للإنجاز وتحول الشيء الذي يمارسه الشخص الى روتين او نمط حياة يومي سواء في العمل او البيت او حتى على مستوى ممارسة الرياضة المفضلة او الهوايات فقدان الشعور بالإلهام الشعور بالملل عدم وجود احساس بالإنجازات، الاحتكاك بالأشخاص السلبيين الذين يؤثرون على طريقه التفكير، بالإضافة الى الحزن العميق الذي يجعل الشخص يرى الاشياء تافهة مما يقلل من حماسه لإنجاز الأعمال او تحقيقها.

إذا فقدت شغفك فأنت بذلك تضمن ان يظل اداؤك متواضعاً في كل شيء ستشبه الناس العاديين الذين يقضون حياتهم بطريقة نمطية ليس فيها اي شيء مثير للاهتمام، اما الشغف يجعلك من الذين يحققون النجاح والتفوق.

تخلص من كل شيء يمتص طاقتك ويأخذ منك شغفك، قل لا لمن يحاول وضعك في قالب واحد، ولا ترضى ان تكون شخصاً مهمشاً، لا ترضى بأقل مما تستحق وتذكر جيداً ان الشغف شيء نابع من أعماقك ولن يصحوا الا اذا ايقظته ولن يكون لديك الدافعية لتحقيق أي إنجاز طالما لم تسعى اليه .

جدد شغفك بالأمل والثقة بالله ان الحياة وهبت لنا لنحياها بسعادة وانها ليست دار شقاء فقط ولكنها مرحلة من السعادة لنصل للسعادة الأبدية.

الله سبحانه وتعالى خلق الورود بأنواع وأشكال وألوان مختلفة لتضيف رونق جميل الى هذه الحياة ونحتاج إلى ناس يحبون الورد ويتعاملون معه بشغف وحب ويكون شغفهم الوحيد هو التعامل مع الورد وكأنه ينبع من داخلهم.
فالورد هو الحياة ولغة الحب والجمال..
دمتم بكامل شغفكم

---