في مجتمع غارق في الأعراف القبيلة النبيلة ويعض عليها بالنواجذ يبقى الأقربون أولى للتصويت لمن توفرت فيهم شروط الكفاءه أو الأقرب إلى شروط الكفاءة ، وسينتخب المواطن من قرر انتخابه مسبقا بعيدا عن مؤثرات المهرجانات اللاحقة وما يرافقها من مناورات الصاق الصور، وإصدار بيانات وردية عالية السقوف ، لأنه يعرف جيدا كثير من المرشحين منذ اليوم الأول لولادتهم، وسيتجه نحو صندوق الاقتراع مدفوعا بطاقة قبلية متمركزة في أعماق العملية، ومشحونه بعادات وتقاليد تقوده إلى هناك بغض النظر عن مواقفه الذاتية، وقناعته بأنه لن يتوقع منهم الكثير، ذلك أنه يدرك بأن أداء مجلس النواب في النتيجه إستقر على شكل تقليدي واحد على مدى تاريخنا النيابي الطويل، ولن ينتظر ما هو جديد من المجلس او المجالس القادمه، ويدرك تماما ان ثمة قالب يُسكب فيه مزيج النواب فيخرج الينا زاهيا بالصورة التراكمية الجميلة التي نراها تتكرر أمامنا كل مره، وستغمرالمواطن السعادة بالشكل الانيق، وهو على قناعه تامه بذلك التقليد النيابي الأصيل لأنه يناسبنا تماما ولا يناسبنا تقليد نيابي غيره في المرحلة الراهنة.
ابن القبيلة واعرافها كيانان جوهريان لا ينفصلان، وعلى ذلك تتضح أمامنا المعالم الرئيسية لمنهجية العملية الانتخابية، ونكاد نعرف منذ الآن من سيبقى بعد هز غربال الاقتراع، ومن هم نوابنا الجدد استنادا لتوقعات موضوعية متواترة عالية الدقه نستطيع القياس عليها بإطمئنان.
مجرد القاء نظره متفحصة واحده من المتابع على خريطة الانتخابات تكفى لرؤية الحيز القبلي الواسع، ووضع الاعتبارات الأخرى جانبا، وتمكنه من إعداد كشف الأسماء المتجهة نحو المقعد النيابي الوثير ، ولن نتوقع أثر فاعل في النتائج للاحزاب او حتى للتحالفات الجانبية الأخرى، وسيكون اللون القبلي طاغيا على مساحة العملية من الفها الى يائها دون أدنى شك.وسيستمتع الناخب بفوز القبيلة ويزداد عشقا لتقاليدها.