لقد كانت إنشاء جمعيه المصابين العسكريين للعناية بشؤونهم ورعاية أمورهم أمرا محل تقدير وفكره لاقت ترحيبا ممن ابتلاهم الله بالمرض والعجز وأبعدهم عن العمل , ولكن لا بد من الاعتراف بان هذه الجمعية على الرغم من مرور سنوات عديدة على وجودها لم تقدم شيئا ملموسا يعبر عن الحد الأدنى من رضا هذا المصاب , ولو استعرضنا ما قدمته هذه الجمعية للمصابين العسكريين لوجدنا أنها لم تقدم له سوى طرد يحتوي على مجموعه من المواد الغذائية تقدر قيمتها ب50 د تقريبا وتقدم مره واحده في السنة في شهر رمضان المبارك.
والأغرب من هذا يتبين للأخوة المصابين أن هذه الطرود تقدم من شركات ومؤسسات اقتصاديه تعمل في الأردن مثل شركه زين للاتصالات ,علما أن قبولك في الجمعية يتطلب شروط ليس من السهل لأي شخص الانضمام إليها إذ لا بد أن يحصل المصاب على تقرير طبي يفيد بوجود عجز بنسبه معينه توافق عليها اللجنة المشرفة على هذه الجمعية ,وكنا نتوقع بعد سماعنا خبر القبول في الجمعية أن يكون هناك اهتمام واضح بشخص المصاب وتوفير عمل يتناسب مع قدرته الجسدية ,ويتوافق مع مكانته ألاجتماعيه, خاصة إذا علمنا بان من المصابين العسكريين من كان يعمل طيارا وتعرض لحادث فكانت النتيجة عجز كلي دائم ,أو تعرض لحادث سير أثناء خدمته أو بعد إحالته على التقاعد فأصبح يعاني من عجز جزئي دائم , لذلك كان لا بد من مراعاة ظروف هؤلاء دون أن يعني ذلك نسيان جميع الأخوة المصابين ’خاصة أن من المصابين العسكريين من شارك في معركة الكرامة وكان من الجرحى في تلك المعركة وقد تعرض جسده لعده شظايا أدت لإحداث خارطة في ذلك الجسد يستطيع أن يراها من يريد ’ ويحصل على نصف دينار فقط على تلك الاصابه , ولابد من التذكير بان هناك كثير مما يقدم لهذه الشريحة من أبناء الأردن الذين خدموا الوطن بكل شرف وأمانه ولكن الله قد ابتلاهم في صحتهم وفي أجسادهم وكانوا وما زالوا وسيبقون مؤمنين بقضاء الله وقدره معتبرين أن ما حدث معهم لم يكن إلا بتقدير من الواحد الأحد . لقد كانت (الأكشاك )التي كانت تعطى في الماضي لهذه الفئة خدمه لهم يستطيعون أن يحصلوا من خلالها على رزقهم وكسب قوت يومهم محافظين على عزه نفسهم وكرامتهم وفرصه لمخالطه الناس ولكن الذي حصل أن هذه (الأكشاك) أصبحت من نصيب المتنفذين وأصحاب الأموال ومن المعافين في أجسادهم عافاهم الله .
أن المصابين العسكريين كلهم أمل وثقه في مليكهم جلاله الملك عبدالله الثاني بن الحسين بأن يشملهم بعطفه وحنانه ,أدامه الله لنا جميعا سندا وذخرا لشعبه ولأمته انه نعم المولى ونعم النصير, وسنبقى يا سيدي فداء لهذا الوطن.