زاد الاردن الاخباري -
قال البروفيسور الإسرائيلي دانيال فريدمان الذي شغل منصب وزير العدل في حكومة الاحتلال الحادية والثلاثين، إن الحرب في غزة تسير بشكل سيء بالنسبة لـ”إسرائيل”، بحسب ما جاء في مقال له نشر عبر صحيفة “معاريف” العبرية.
وأضاف الوزير الإسرائيلي السابق، أن “الحرب تسير بشكل سيء.. لقد تم التخطيط لها مسبقا دون إدراك أهمية عنصر الوقت، وتحولت إلى حرب استنزاف استمرت قرابة العام”.
وعن محور فيلادلفيا قال: وهذا المحور الذي قيل لنا الآن عن مدى أهميته، لم يصلوا إليه إلا بعد حوالي سبعة أشهر، أما الهدف الاستراتيجي، “النصر الشامل”، الذي كان من المفترض أن يكون في متناول اليد، فلم يعد من الممكن رؤيته في أي مكان”.
ورأى أن حركة المقاومة الإسلامية حماس تواصل القتال، وتجنيد المقاتلين الجدد، وتواصل توزيع المعدات الإنسانية، وعمليا تستمر في السيطرة على القطاع، وللأسف فإن ما حدث حتى الآن ليس فقط لا يردع أعداءنا (في إشارة إلى المقاومة)، بل هو يحمسهم في الواقع”.
وأردف فريدمان: “صحيح أن الدمار في غزة هائل وأن المقاومين الفلسطينيين وسكان غزة تكبدوا خسائر فادحة، ولكن في مقابل ذلك تقف الحقائق الصعبة من وجهة نظرنا، اتضح أن إسرائيل ضعيفة للغاية”.
واعتبر أن ما حدث في 7 أكتوبر على يد عدة آلاف من المقاتلين، دون قوة جوية أو أسلحة ثقيلة، “هز البلاد حتى النخاع، وعزز أمل إيران والمنظمات الفلسطينية في أن يتمكنوا من تحقيق هدفهم”.
وقال في مقاله: “لقد أصبحت إسرائيل فريسة إجراءات قانونية دولية لا طائل من ورائها ولم تنفع في شيء، وتم تقويض مكانة المنظمة الدولية بشكل كامل، وتبين أيضا أن إسرائيل لم تتمكن منذ ما يقرب من عام من إسقاط منظمة فلسطينية، تسيطر على منطقة صغيرة، ويبدو أنها عاجزة أمام الدمار الرهيب في الشمال وأمام حقيقة أن عشرات الآلاف من الإسرائيليين أصبحوا لاجئين”.
ورأى البروفيسور الإسرائيلي، أن جرأة إيران والمنظمات الفلسطينية تزايدت، و”كل شخص حر في إطلاق النار على إسرائيل عندما يخطر بباله”.
وقال في الإشارة إلى إيران وحزب الله والفصائل المقاومة: يجب الحذر.. أولئك الذين لديهم الحرية في الهجوم عندما تنشأ الإرادة قد يفشلون عدة مرات، لكن خطر النجاح مرة واحدة يتزايد لقد تعلمنا هذا في 7 أكتوبر، وعلى أية حال فإن الحرب “العادية” في الشمال مستمرة، وأبعاد الدمار تتسع.
وأكمل: “المصلحة الإسرائيلية واضحة؛ يجب أن تنتهي الحرب في غزة في أسرع وقت ممكن وأن يتم إطلاق سراح أكبر عدد ممكن من المختطفين، ولم تفهم الحكومة والجيش أهمية تقصير الحرب، كما لم يفهما الحاجة إلى مراقبة توزيع المساعدات الإنسانية وإقامة حكومة بديلة لحماس”.
وأردف: “الآن لم يعد من الممكن تصحيح التشويه، ويجب مواصلة الجهود عبر القنوات الدبلوماسية، التي لم تحظ بالاهتمام المناسب منا، على سبيل المثال، من المهم اشتراط إعادة إعمار قطاع غزة بإقامة حكومة محلية لا تسعى إلى تدمير إسرائيل، ولا يكون لحماس أي دور فيها، كما ينبغي على إسرائيل أن تسعى إلى تعزيز المحور السني، والتحرك بالتنسيق معه”.
واستطرد: “مصر عنصر مهم في هذا المحور، وتعتمد مصر بشكل كامل على المساعدات الاقتصادية الخارجية. ويجب بذل الجهود لضمان أن تشمل هذه المساعدة وقف التهريب من سيناء إلى غزة”.
وبحسب فريدمان، فإن “الشيء الرئيسي هو السعي للتوصل إلى تسوية مع الفلسطينيين. ومثل هذا الترتيب سيزيل أثر الصراع الإيراني ضدنا، وكما ذكرت فإن الواقع في إسرائيل يظهر أن ذلك ممكن رغم كل الصعوبات.. من المفهوم أن هناك حاجة لمحاربة المقاومة في الضفة الغربية، وليس المقاومة في الدول العربية فحسب، بل الإرهاب اليهودي أيضا، ومن المفهوم أيضا أنه يجب وقف الاستفزازات في المسجد الأقصى التي تساعد أعداءنا، والتفكير بدلا من ذلك في ترتيب يحفظ أمننا، وفي الوقت نفسه، يضمن الحكم الذاتي للفلسطينيين”.