تقاس عظمة الأمم والشعوب بما لها من خوالد وخوارق هي قوام الماضي المجيد بكل ما يختزنه ويزخر به من معالم التراث والحضارة ومواقف البطولة والجهاد المسجلة بمداد الفخر والإعتزاز والتاريخ.
كما تقاس بالإنجازات والمكرمات وجلائل الأعمال في الحاضر. ومن معطيات الماضي والحاضر يتم الإعداد والتحضير للمستقبل وعبر هذه الرؤيا يجول الفكر في تاريخ الأردن الملكي بالمفاخر والأمجاد في ظل الدولة الأردنية الهاشمية.
إنها حصيلة ونتائج قيادة حكيمة وشعب أبي أصيل يربط بينهما التجاوب المكين والتلاحم المتين وإنطلاقا من هذا الرباط المقدرس تمكن الأردن عبر تاريخه الحافل بالمعارك الجهادية من مواجهة كل التحديات.
وتشهد الأحداث وما أكثرها من مواقف الأردن الشجاعة من مختلف القضايا التي إختلقتها الظروف وجاءت بها العواصف التي هبت من هنا وهناك. ولكن أكدت الأيام وبرهنت الأحداث على أن كل إرادة مرتكزة على التجاوب والتلاحم والوفاء بين القائد والأمة لا يمكن أبدا أن تعصف بها التيارات مهما كان مصدرها ولن تنال منها الإديولوجيات كيف ما كانت إتجاهاتها ومشاربها.
ولنا العبرة في التقلبات التي تتجاوز في العالم والتي ينصهر معها الأردن بمرونة وحكمة. بل يتفاعل معها بحيوية وبروح إيجابية مناصرا للحق ومنددا بالظلم والجور والتسلط والإستغلال، والإستعمار يمارس الأردن بقيادة العرش والجالس على أريكته أدواره الإيجابية على مختلف الأصعدة بانفتاح وإسهام في خدمة الإنسانية مقارعا الحجة بالحجة ومحاورا بلغة المنطق السليم.
إن إستقلالنا في تاريخنا الوطني زكتها الوحدة الوطنية وغدتها روح التجارب والتلاحم بين العرش والشعب وبهذا السلوك المتماسك الذي يعتبر أسلوبا شموليا في ممارسة الحياة الأردنية على مستوى المجتمع العام. بل هو أمانة جيل ورسالة أجيال لأن السيادة الوطنية فوق كل إعتبار وهنا شئ راسخ في أخلاق الشعب الأردني.
بهذه الروح من المواطنة والجد والإجتهاد ونكران الذات ومراقبة الضمير ومحاسبة النفس تواصل المسيرة الأردنية إنجازاتها بمزيد من التعلق بالعرش الهاشمي، الذي هو رمز عظمة الشخصية الأردنية، وضمانة وحدتها، وترسيخ أمجادها الحسية والمعنوية، ومهما كانت الكتابة سريعة ومقتضبة لا يمكن أن تحيط بالنزر القليل من ألأهداف السامية، والأمجاد الخالدة، التي تحققها المسيرة الأردنية عبر إستمراريتها، وتلك محاور ستخوض فيها الأقلام، وتتبارى في التعبير عنها القرائح والمواهب، ومجمل القول أن هذه المسيرة تحمل رسالة الحق المبين، والخلق الدائم حول العرش هو فضل من الله سبحانه وتعالى هو الذي قال وقوله الحق: (لو أنفقت ما في الأرض جميعا ما ألفت بين قلوبهم ولكن الله ألف بينهم).
الدكتور هيثم عبدالكريم احمد الربابعة
أستاذ اللسانيات الحديثة المقارنة والتخطيط اللغوي