بعد أقل من أسبوع ستحدث أول انتخابات نيابية حسب القانون الجديد؛ والذي يسمح للأحزاب بالترشح وحصد مقاعد محجوزة مسبقا لها، وبذلك نشهد أول نتيجة لمنظومة التحديث السياسي.
في عام 2022؛ وبعد وضع التصور للمرحلة المقبلة- بأن يكون للأحزاب حصة تصاعدية تبدأ بـ 41 مقعدا وتصل إلى 2/3 مجلس النواب بعد دورتين- بدأت الشخصيات السياسية والراغبون في العمل السياسي بالتكتل وعمل أحزاب للمنافسة على هذه المقاعد.
خلال أقل من سنة تشكل 38 حزبا، وهي خليط بين أحزاب جديدة وأحزاب صوّبت وضعها حسب القانون الجديد، وبذلك أصبحنا أمام أحزاب نعرفها من خلال الأشخاص الذين يتصدرون مواقعها الأولى.
بدأت بعض الأحزاب التحرك والتعريف بنفسها ولكن بقيت أخرى رهينة الاسم ورهينة الانطباع المُشكل سابقاً عن شخصياتها الأبرز وبذلك عدنا لمصطلح الحزب المختزل في شخص أو أشخاص.
في شهر أيار الماضي دعا جلالة الملك إلى إجراء انتخابات برلمانية وحددت الهيئة المستقلة للانتخاب موعد العاشر من أيلول موعداً لها، وبذلك أصبحت الأحزاب أمام مصير يحتم عليها التحرك بشكل سريع للمنافسة على حجز مقاعد لها في البرلمان.
تحركت بعض الأحزاب، ولكن الغالبية الأخرى بقيت أسماء بلا برنامج أو حتى موقف يذكر لها، وإذا ما سألت المواطنين عن أسماء أحزاب وعن برامج لها، لن يجيبك إلا عدد قليل جدا، ويذكر لك بعض الأسماء التي تتحرك داخل الحزب.
بدأ الإعلام في توضيح التغيرات التي طرأت في تشكيل مجلس النواب، وطرحت من خلال برامج عديدة ومن خلال استضافات لأحزاب وممثلين عنها فكرة كل حزب ورؤيته ولونه السياسي وماهية برنامجه- إن وجد- وبذلك زاد الوعي ولو بشكل بسيط عند المواطنين.
هنا جاءت فكرة المناظرات، والتي قامت بها قناة المملكة ممثلة بصوتها «صوت المملكة» وقادها المميز عامر الرجوب، وقدموا لنا وجبات دسمة من خلال طرح نفس الأسئلة على حزبين، وسماع وجهات نظرهم حول أهم القضايا الداخلية وحتى الخارجية منها.
أجمل شي في المناظرات والتي تابعها عدد كبير نسبياً هي فكرة التعرف على الأحزاب من خلال أفكارها لا من خلال أشخاصها، ومن خلال برامجها لا من خلال تصريحاتها، ومن خلال الواقع الذي نعيش وليس من خلال الشعبويات، وبذلك تشكلت صورة جديدة عند الناخبين حول كل حزب وعن فكرهِ وعن مشاريعه التي سيحاسب عليها لاحقا إذا لم ينفذها.
المناظرات الحزبية هي «فرصة الإقناع والإيقاع بالخصوم»، وهي أفضل الطرق لأي حزب بأن يصل إلى أكبر عدد ممكن من المواطنين، لأن الناخب ينتظر طرح أفكار وحلول لمشاكله.
والأكيد أن المناظرات والوصول إلى الناس من خلال السوشال ميديا والإعلام- خصوصا مع اعتماد الناس عليها في الحصول على المعلومة- أفضل من إغراق الشوارع بالصور.