زاد الاردن الاخباري -
فيما ذكرت أنباء عن مسؤول أميركي كبير أن مسودة اتفاق جديدة بشأن صفقة تبادل الأسرى قد تصدر الأسبوع المقبل أو قبل ذلك، قال كتاب ومحللون في العالم إن رئيس وزراء الاحتلال لا يرغب بصفقة تنهي عدوانه على غزة.
المسؤول الأميركي (فضل عدم ذكر اسمه) قال إن تصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وتمسكه باحتلال محور فيلادلفيا وضعت الأطراف الوسيطة في موقف صعب.
وأوضح أن الاقتراح الجديد بشأن صفقة التبادل يهدف إلى حل نقاط الخلاف الرئيسة، مشيرا إلى أن المفاوضين يحاولون حل عقبتي محور فيلادلفيا وقوائم الأسرى المشمولين بصفقة التبادل، في ظل الحرب المستمرة على قطاع غزة لليوم الـ335.
وأضاف المسؤول أن وفدا إسرائيليا أكد استعداد إسرائيل للانسحاب من فيلادلفيا بعد مرحلة أولى تستمر 42 يوما، في أعقاب ما نقلته صحيفة "تايمز أوف إسرائيل" أول من أمس أن مسؤولين إسرائيليين أكدوا للوسطاء في قطر أن انسحاب الجيش بالكامل من محور فيلادلفيا سيكون في المرحلة الثانية من وقف إطلاق النار.
كما نقلت هآرتس عن مسؤول أميركي أن رئيس الموساد أكد للوسطاء استعداد إسرائيل للانسحاب من فيلادلفيا قبيل إعلان نتنياهو رفضه ذلك.
ويأتي هذا بعد أن أكد نتنياهو -خلال مؤتمرين صحفيين الاثنين الماضي وأول من أمس، أنه لن يسحب جيشه من محور فيلادلفيا على حدود غزة مع مصر، مكررا مزاعمه بأن هذا المحور مرت عبره في السابق أسلحة إلى حركة حماس.
وأضاف "يقولون لنا: اخرجوا من محور فيلادلفيا لمدة 42 يوما، وأنا أقول إذا فعلنا ذلك فلن نعود إليه ولو بعد 42 سنة"، معتبرا أن دخول جيشه إلى المحور أجبر حماس على تغيير موقفها في المفاوضات، مؤكدا أن تحقيق أهداف الحرب يمر من هذا المحور، وفق قوله.
وقد حذرت حركة حماس، مساء أول من أمس، من أن نتنياهو يُفشل التوصل إلى اتفاق لوقف الحرب بقطاع غزة وتبادل الأسرى عبر التشبث بالبقاء في محور فيلادلفيا الحدودي بين القطاع ومصر، مشيرة إلى أن "ألاعيب" نتنياهو تستخدم المفاوضات لإطالة أمد العدوان على الشعب الفلسطيني.
وقال القيادي خليل الحية إن الحركة متمسكة بمقترح الرئيس الاميركي جو بايدن بشأن صفقة تبادل للأسرى.
وقالت الحركة -في بيان- إنه لا توجد حاجة إلى مقترحات جديدة لوقف إطلاق النار، وإن المطلوب الآن هو الضغط على نتنياهو وحكومته وإلزامهم بما تم التوافق عليه خلال المفاوضات السابقة، في إشارة إلى أنباء تتداولها وسائل إعلام أميركية بشأن إعداد واشنطن مقترحا جديدا لصفقة تبادل أسرى ووقف إطلاق النار بغزة.
ويأتي هذا مع تصاعد حدة الهجوم والانتقادات الإسرائيلية لنتنياهو واتهامه بعرقلة الصفقة التي ستعيد المحتجزين أحياء، على خلفية إعلان الجيش استعادة جثث 6 أسرى من غزة، في حين اندلعت مواجهات عنيفة بين الشرطة والمحتجين في تل أبيب مساء الثلاثاء الماضي إلى جانب إضراب اتحاد نقابات العمال (الهستدروت).
وقالت صحف عالمية إن التوصل لاتفاق وقف إطلاق نار في قطاع غزة يبدو بعيد المنال في ظل تعنت رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، مشيرة إلى أن تشبث الأخير بالبقاء في محور فيلادلفيا يعني أنه غير مهتم بعودة الأسرى.
ففي صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية، قال تقرير إن موقف نتنياهو المتعنت يجعل التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق أمرا بعيد المنال، مشيرا إلى أن مسؤولين أمنيين إسرائيليين "يتهمون رئيس الوزراء سرا بإجهاض أي اتفاق محتمل، خصوصا في اللحظات الحاسمة التي كان فيها التقدم واضحا، في محاولة لضمان بقائه السياسي".
كما نقلت صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية عن نائب وزير الدفاع الإسرائيلي السابق إفرايم سنيه أن مواصلة التشبث باستمرار الوجود العسكري في محور فيلادلفيا "يؤكد أن بنيامين نتنياهو غير مهتم بإعادة الرهائن إلى ديارهم". وأضاف سنيه أنه لا يوجد أي تفسير آخر لهذا الأمر.
وفي الكيان المحتل، نقلت صحيفة "هآرتس" عن مسؤول أميركي رفيع أن الولايات المتحدة قادرة على القيام بترتيبات أمنية تراعي احتياجات إسرائيل بشكل كامل إذا انسحبت من فيلادلفيا.
وأضاف المسؤول أن تصريحات بعض الوزراء الإسرائيليين عن أن الصفقة المقترحة ستضحي بأمن إسرائيل "أمر غير صحيح". وقال المسؤول إن عدم إبرام الصفقة "يمثل تهديدا لأمن إسرائيل على المدى الطويل".
وفي موقع "ذا هيل"، أشار مقال لجوش روبنر إلى أن إسرائيل "تمعن في عنفها المروع ضد الفلسطينيين، الذي يعد أكثر فتكا من كارثة عام 1948 (في إشارة إلى النكبة)".
وقال روبنر إن الولايات المتحدة "متواطئة بشكل عميق في القتل الجماعي الذي تمارسه إسرائيل ضد الفلسطينيين". وطالب الكاتب نائبة الرئيس الأميركي المرشحة الديمقراطية للانتخابات كامالا هاريس باتباع القانون الأميركي، من خلال دعم حظر تزويد إسرائيل بالسلاح.
وفي صحيفة "الغارديان"، كتب أزريل بيرمانت مقالا قال فيه إن حظر بريطانيا السلاح إلى إسرائيل "كان جزئيا ورمزيا"، مصيفا "ينبغي على حكومة حزب العمال فرض عقوبات على الوزيرين المتطرفين الخطيرين في الحكومة الإسرائيلية إيتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش بسبب منعهما التوصل إلى اتفاق".
وقال إن هذا الأمر "من شأنه أن يبعث رسالة إلى الجمهور الإسرائيلي الأوسع بأن الحكومة البريطانية تقف إلى جانبهم، وأن صبرها على حكومة نتنياهو المتهورة قد نفد".
كما نشرت صحيفة "وول ستريت جورنال" تقريرا أشارت فيه إلى أن اليهود المتدينين في إسرائيل (الحريديم) يقفون على مفترق طرق، مع وصول أوامر التجنيد العسكرية بحقهم.
وأضاف التقرير أن الحرب في غزة غيّرت نهج الجيش الإسرائيلي تجاه المجندين المتدينين، الذين لم ينظر إليهم في السابق باعتبارهم أولوية، مشيرا إلى أن الجيش "أصبح في أمسّ الحاجة إليهم حاليا".