أيام قليلة لا تتجاوز بعددها الخمسة، تفصلنا عن يوم الانتخابات النيابية 2024، لانتخاب المجلس النيابي العشرين، وقد بذلت جهود خارقة من الهيئة المستقلة للانتخاب على مدى أشهر مضت، إن لم يكن سنين وصولا ليوم العاشر من أيلول الحالي، وقد نجحت وتفوّقت الهيئة في كافة الاستعدادات الانتخابية لتوضع الكرة في ساعات يوم الثلاثاء من السابعة صباحا وحتى السابعة مساء في مرمى الناخبين، لإنجاح الانتخابات بالإقبال على صناديق الاقتراع وبنسب عالية.
نجاح العملية الانتخابية ليست مسؤولية الهيئة المستقلة للانتخاب ولا أي جهة منفردة بما فيها الجهات الرسمية ذات العلاقة، إنما هي مسؤولية وطنية علينا جميعنا تحملها والعمل على انجاحها، سواء من الناخبين، أو الأحزاب أو المرشحين حزبيا أو على قوائم محلية، على الجميع أن يضع هدفا واحدا يوم الثلاثاء بالتوجه للاقتراع، إذا ما أردنا مجلس نواب وفق ما نريد ونرغب، وحتى لا ننتقد أداء أو مخرجات مستقبلا، ونحن لم نشارك ولم نقترع، ففي هجر صناديق الاقتراع، قرار تنعكس نتائجه السلبية على المشهد السياسي الانتخابي البرلماني الحزبي بشكل عام.
مهما تحدثنا عن أهمية الانتخابات، وأهمية التحديث السياسي، ومخرجاته، وأهمية وجود مجلس نيابي يتناسب ومتطلبات المرحلة، لن يحدث كل هذا ما لم يتوجه المواطنون إلى صناديق الاقتراع، وأن ينتخبوا من يرون به قادرا على تحمّل مسؤوليات المرحلة التي وكما نرى ليس مسؤوليات طبيعية، في مرحلة حساسة، بالتالي التغير والقادم مفاتيحه كاملة بيد الناخبين، وتوجه المواطن للاقتراع واجب وطني ومسؤولية علينا جميعا تحمّلها، بعيدا عن أي تشويش أو طاقة سلبية، كلما نبحث عن التغيير، وهذا لن يحدث بلمسة سحرية، إنما بسعي منّا لانتخاب من يجعل من التحديث السياسي حقيقة إيجابية.
يوم الثلاثاء العاشر من أيلول الحالي، الكلمة الفصل به للناخبين، وبتوجههم جميعا لصناديق الاقتراع، حتى تنجح الانتخابات، وننجح نحن كذلك في إيصال النواب المناسبين للعبدلي، وتنجح خطانا القادمة لمستقبل مليء ما نريد ونرضى، فلا بد من الثقة بأن الاقتراع سيقود للأفضل، وسيحدث فرقا وفارقا في الحياة البرلمانية لجهة الأفضل بطبيعة الحال، بعيدا عن الدافعين بتفكيرنا للسلبية وغياب الثقة وتقليل حجم أهمية مشاركتنا، فكل صوت سيحدث فرقا، وكل ورقة اقتراع ستحقق نجاحا للمسيرة الديمقراطية والحياة البرلمانية، ولنصنع جميعا عبر صناديق الاقتراع مستقبلا حتما سيكون أفضل.
القادم يحدد تفاصيله الناخب، فيجب على كل من يحق له الانتخاب التوجه إلى صناديق الاقتراع يوم الثلاثاء المقبل، وانتخاب من يراه مناسبا، حتى يكون شريكا في صناعة المستقبل ويملك حق مساءلة النواب عن برامجهم، والأحزاب عن رؤيتهم، دون الاقتراع لا يملك الناخب حتى فكرة الانتقاد الذي يأتي نتيجة اختيار والاختيار يأتي بعد الاقتراع، وفي يوم العاشر من أيلول، كلمة الفصل في شكل مجلس النواب القادم، وفي تفاصيل المشهد السياسي المنتظر بعد أهم خطوات التحديث السياسي والمتمثلة في الانتخابات النيابية، (10) الشهر الحالي سيشهد كلمة الفصل في جديد المشهد السياسي.