أمانة عمان ومركز الأردن الجديد ينظمان مؤتمراً حول مدينة عمان مطلع الشهر القادم

زاد الاردن الاخباري -

ينظم مركز الأردن الجديد للدراسات، بالتعاون مع أمانة عمان الكبرى، "المؤتمر الثاني لمدينة عمان: الاستدامة والمشاركة والحاكمية الحضرية"، في الفترة ما بين 4 و8 كانون الأول 2011. ويرافق المؤتمر معرضاً للصور الفوتوغرافية عن مدينة عمان ما بين نهاية القرن التاسع عشر وسبعينات القرن الماضي، إضافة إلى معرض آخر عن الكتب المنشورة عن العاصمة الأردنية.
وأفاد المنظمون بأن رسالة المؤتمر هي "الوصول إلى عمان أفضل، من خلال التوجه نحو تحولها إلى مدينة مستدامة، اقتصادياً واجتماعياً وثقافياً وبيئياً، والعمل على نشر رسالة المدينة العربية المستدامة، القائمة على المشاركة المواطنية والحكم الحضري الرشيد والديمقراطية التفاعلية والمسؤولية المجتمعية".
يذكر أن أمانة عمان الكبرى ومركز الأردن الجديد للدراسات، كانا قد عقدا المؤتمر الأول لمدينة عمان قبل نحو ستة عشر عاماً، في حزيران 1995، كما تعاونا على تنفيذ العديد من المشاريع الخاصة بالمدينة. ومن المقرر أن يكون المؤتمر الثاني لمدينة عمان فاتحة لمحطات حوارية دورية لتبادل الآراء في الشأن العماني، بحيث يتكرر عقده كل ثلاث سنوات، ليكون أحد أشكال الحوار في كل ما يخص الشأن العام للمدينة، وبما تفتح الباب أمام استدراج الأفكار والتطلعات والرؤى الأفضل لمستقبل المدينة.
وأفادت مصادر مركز الأردن الجديد أنه قد تم تصميم برنامج المؤتمر على شكل حلقات نقاش وجلسات عامة متعددة الأصوات والاهتمامات والاختصاصات، بحيث يمكن الجمع بين المسؤولين التنفيذيين والخبراء والمختصين، وبين ممثلي مختلف الشرائح والقطاعات الاجتماعية ذات العلاقة في حوار تفاعلي، ليتلوه نقاش عام من جانب الجمهور.
يذكر أنه يشارك في تقديم المداخلات وأوراق العمل في المؤتمر الثاني لمدينة عمان نحو مئة متحدث، يمثلون الأصوات المتنوعة للمؤسسات العمانية والمبادرات المجتمعية والخبراء في مختلف المجالات. ومن المتوقع أن يشارك في الجلسات العامة والحلقات المتزامنة نحو ألفي مشارك ومشاركة من مختلف القطاعات الرسمية والأهلية.
حفل افتتاح ومعرض للصور والكتب
يبدأ المؤتمر أعماله في السادسة من مساء الأحد، 4 كانون الأول القادم في مركز الحسين الثقافي، رأس العين، بحفل افتتاح يتحدث خلاله رئيس لجنة أمانة عمان، المهندس عمر غرايبة وممثلون عن القطاع الخاص والمجتمع المدني ومركز الأردن الجديد.
كما يتضمن اليوم الأول أيضاً افتتاح المعرض الأول لأرشيف عمان المصور، والذي يضم حصيلة تجميع وتوثيق الصور التاريخية عن عمان خلال النصف الثاني من القرن التاسع عشر، إضافة الى الصور الملتقطة في النصف الأول من القرن العشرين. كما ويفتتح في اليوم نفسه معرض آخر للكتب المنشورة عن مدينة عمان.
هذا، وتتوزع أعمال المؤتمر بين خمسة محاور رئيسية هي:
المحور الأول: عمان، واقع المدينة وهويتها، حيث تغطي أعمال هذا المحور اليوم الثاني من المؤتمر (5/12/2011)، ويتوزع على خمس جلسات وحلقات نقاشية ترصد واقع المدينة اليوم، مقارنة مع ما كانت عليه قبل عقدين، حيث تتناول تطور مساحة المدينة ونموها السكاني، تطور بنيتها التحتية ومرافقها الخدمية وتنظيمها وواقعها العمراني، كما تتطرق إلى خصائصها الديمغرافية والاجتماعية، شخصية عمان وتراثها المادي وغير المادي، وأخيراً المخطط الشمولي للمدينة.
يشارك ممثلو الأمانة والخبراء وفعاليات المدينة في تقديم عروض مقتضبة حول الموضوعات المارة قبل أن يفتح الباب للحضور للإدلاء بآرائهم.
المحور الثاني: عمان .. المدينة والمواطنة، تحتل قضايا هذا المحور كامل أعمال اليوم الثالث للمؤتمر(6/12/2011)، ويتوزع على خمس جلسات وحلقات نقاشية. حيث تتناول قضايا مواطنية المدينة، إدارة التنوع، المجال العام في عمان، استدامة المدينة والمسؤولية المجتمعية تجاه عمان. والمعروف أن مدينة عمان تجسد، ربما أكثر من أي مدينة أردنية أخرى، التنوع الذي يميز المجتمع الأردني ويثريه منذ العهود المبكرة للمدينة وللكيان الأردني.
هذا، ويشارك في جلسات وحلقات نقاش اليوم الثاني طائفة واسعة من ممثلي الجمعيات الاجتماعية والنشطاء الاجتماعيين والحقوقيين والخبراء والاعلاميين وممثلي منظمات الأعمال والتنمية الاجتماعية.
المحور الثالث: عمان .. شراكة في التنمية، يتصدى هذا المحور لقضايا مشاركة كل من النساء والشباب في الشأن العام للمدينة وسياساتها، سبل تمكين النساء والشباب والفئات الاجتماعية الضعيفة، مثل الأطفال وأصحاب الاحتياجات الخاصة، وأهمية الاستجابة لحقوقها ومطالبها من قبل أصحاب القرار باعتبارهم، جميعاً مواطنون وشركاء في التنمية.
ومن ناحية أخرى يلقي هذا المحور، الذي يغطي اليوم الرابع (7/12/2011)، أضواء خاصة على مسألتين هامتين لحاضر ومستقبل المدينة: تعزيز تنافسية عمان وتمكينها من مجاراة التطورات المتسارعة في البيئة الحضرية والاقليمية والدولية، خاصة وأن المدينة ترتبط من خلال أمانة عمان الكبرى باتفاقيات تعاون مع المدن الأخرى وتتمتع بتوأمة مع العديد منها، وتنشط في المحافل العربية والدولية الخاصة بالمدن والتنمية الحضرية.
ويشارك في أعمال هذا المحور ممثلون عن أمانة عمان الكبرى وخبراء، إضافة إلى ممثلي القطاعات الشبابية والنسائية.
المحور الرابع: المدينة والثقافة، يبحث هذا المحور الأبعاد الثقافية للمدينة من خلال جلسة عامة وحلقتي نقاش من أعمال اليوم الثالث، حيث تتصدى للدور الثقافي لأمانة عمان ورسالتها وأنشطتها ومرافقها الثثقافية المتعددة، وتفسح جلسات هذا المحور المجال أمام مناقشة الأوجه المختلفة للممارسة الثقافية في المدينة وعلاقة هذه الممارسات بالفئات المتنوعة من المواطنين. كما يولي المحور أهمية خاصة لذاكرة المدينة من خلال التوقف أمام أشكال مختلفة من السرد والفنون البصرية، كأوعية لهذه الذاكرة. وأخيراً يفسح المحور المجال أمام تقديم عروض تاريخية عن شخصيات عمان ومؤسساتها وأسواقها القديمة، بما يفتح الباب أمام جهود لاحقة لتسجيل التاريخ الشفوي لشخصيات عمان ورموزها الحية.
وينخرط في أعمال هذا المحور ممثلون عن الفعاليات الثقافية وشخصيات عمانية لعبت أدواراً محورية في تشكيل شخصية المدينة.
المحور الخامس: عمان المستقبل – مدينة للجميع: يحتل هذا المحور أعمال كامل اليوم الخامس والأخير من المؤتمر(8/12/2011). فهو، كما يظهر عنوانه، يركز على قضايا متصلة بمستقبل المدينة، وتتوزع أعماله على جلسة عامة صباحية وحلقتي نقاش ومائدة مستديرة. وسوف تفتتح الجلسة الصباحية العامة أعمال المحور بمناقشة قضية حيوية تتعلق بإدارة المدينة، وسبل تطوير نموذج حاكمية حضرية ملائم للمدينة، خاصة في ضوء تعدد الاجتهادات والسيناريوهات المقترحة لإدارة مدينة- عاصمة تتوسع باضطراد، وتزداد الضغوط عليها لتحسين وتنويع الخدمات، والحد من الفجوات بين مناطقها المختلفة وتعزيز الاندماج الحضري داخلها.
وفي ذات المحور يناقش المؤتمرون سبل تحول عمان إلى مدينة خضراء، صديقة للبيئة ورفيقة بالموارد الطبيعية والبشرية، ومن ناحية أخرى يناقش المحور السبل الأفضل لتعزيز شبكة النقل العام، باعتبارها الوسيلة الرئيسية لتحقيق اندماج أبناء المدينة اجتماعياً وثقافياً.
هذا، وينهي المؤتمر أعماله بعقد مائدة مستديرة مكرسة لبناء توافق عام بين فعاليات عمان حول سبل تحقيق رسالة المؤتمر، أي التعجيل بتحويل عمان الى مدينة مستدامة، ذات حاكمية حضرية تفاعلية، قائمة على المشاركة، تنهض فيها مختلف المؤسسات والأفراد بمسؤولياتهم المجتمعية تجاهها.