أول وكالة اخبارية خاصة انطلقت في الأردن

تواصل بلا حدود

أخر الأخبار
الحكومة: 550 ألف مركبة منتهٍ ترخيصها لأكثر من عام محافظة: نسعى لتوفير بيئة تعليمية شاملة الحكومة: نسعى لتحقيق نمو مستدام وتوفير فرص عمل الحكومة: عازمون على تخفيض العجز والدين العام بالموازنة القسام: أجهزنا على 15 جنديا إسرائيليا من المسافة صفر مسؤول أوروبي كبير: اعتقال نتنياهو وغالانت ملزم وعلى الدول تنفيذه الإقراض الزراعي: توفير قروض بقيمة 16 مليون دينار بدون فوائد سموتريتش: على إسرائيل أن تقطع مع المحكمة الجنائية نتنياهو يعتبر أوامر الاعتقال بحقه وغالانت (معاديا للسامية) تعليق رسمي أردني على مذكرة اعتقال نتنياهو وزير الأوقاف يفتتح البناء الجديد لمسجد عيمة القديم ما هو المرض الذي يعاني منه بيكهام .. وليس له علاج؟ وزير الإدارة المحلية يؤكد أهمية تطوير أداء البلديات ورفع سوية خدماتها مستشفى الجامعة الأردنية يجري عمليات جراحة أطفال نوعية ولي العهد مهنئاً بتتويج نادي السلط ببطولة الدرع: السلط سلطانة تركيب 170 طرفا صناعيا عبر مبادرة (استعادة الأمل) الأردنية في غزة النائب طهبوب توجه سؤالًا إلى رئيس الوزراء حول تعديلات ديوان الخدمة ونظام الموارد البشرية بالوثيقة .. الرياطي يسأل الحكومة حول العقوبات المجحفة بحق طلبة الجامعات وزير الخارجية: موقف المملكة واضح والأولوية الحالية وقف العدوان على غزة الأردن .. ثلاثيني يعترف بترويج المخدرات والمحكمة تقول كلمتها
الحوكمة العالمية ، ضرورة حتمية لمواجهة الأزمات العالمية ... !! د. رعد مبيضين
الصفحة الرئيسية مقالات مختارة الحوكمة العالمية ، ضرورة حتمية لمواجهة الأزمات...

الحوكمة العالمية ، ضرورة حتمية لمواجهة الأزمات العالمية .. !!

08-09-2024 11:41 AM

في عالم يزداد ترابطًا وتعقيدًا، لم تعد الأزمات الكبرى محصورة داخل حدود الدول ، فالتغير المناخي، الأوبئة العالمية، الأزمات الاقتصادية، والصراعات المسلحة كلها ظواهر تتجاوز الحدود وتتطلب حلولًا عالمية لهذا أصبحت الحوكمة العالمية اليوم ضرورة ملحة أكثر من أي وقت مضى لضمان استقرار البشرية واستدامة الكوكب ، أما عن
التحديات العالمية ، فالواقع يتجاوز الحدود ، حيث يمر
العالم بمرحلة حرجة تشهد تصاعدًا غير مسبوق للأزمات ،و تغير المناخ هو أحد أكبر هذه التحديات، إذ يؤدي إلى كوارث بيئية متزايدة مثل الأعاصير والفيضانات والجفاف ، و هذه الظواهر تهدد الأمن الغذائي والمائي على نطاق عالمي وتدفع المزيد من الشعوب نحو الهجرة القسرية ، إضافة إلى ذلك، جائحة كوفيد-19 أظهرت بشكل مؤلم هشاشة الأنظمة الصحية العالمية، وافتقارها للتنسيق المطلوب لمواجهة الأوبئة العابرة للحدود ،لدرجة أن الأثر الاقتصادي والاجتماعي كان مدمرًا، حيث شهدنا انكماشًا اقتصاديًا غير مسبوق وزيادة في معدلات الفقر والبطالة ، أما الحروب والنزاعات المسلحة هي أزمة أخرى تتفاقم، وتساهم في ارتفاع عدد اللاجئين والمشردين داخليًا ، و مع تزايد هذه الضغوط، تواجه الدول تحديًا في استيعاب التدفقات البشرية، ما يطرح تساؤلات جوهرية حول قدرة النظام الدولي الحالي على التعامل مع هذه الأزمات ، والتي تحتاج إلى تعاون دولي ، كضرورة وليس خيارًا ، ففي ضوء هذه التحديات، أصبح من الواضح أن الحلول الفردية التي تعتمد على السيادة الوطنية لم تعد كافية ، و على سبيل المثال، جهود خفض الانبعاثات الكربونية تتطلب تعاونًا دوليًا واسع النطاق، إذ لا يمكن لأي دولة بمفردها حل مشكلة تؤثر على جميع سكان الكوكب ، و
اتفاق باريس للمناخ يشكل خطوة في الاتجاه الصحيح، لكنه ليس كافيًا ، و لا تزال هناك حاجة إلى التزام أقوى من جميع الدول، خاصة من القوى الكبرى مثل الولايات المتحدة والصين، لضمان نجاح الجهود الدولية في التصدي للأزمات البيئية ، ومن هنا يأتي
دور المنظمات الدولية ، لإعادة الهيكلة والتحديث ، فالمنظمات الدولية، مثل الأمم المتحدة ومنظمة الصحة العالمية، تلعب دورًا محوريًا في تنسيق الجهود الدولية ، و لكن هذه المؤسسات بحاجة إلى تحديث هياكلها لتكون أكثر فعالية واستجابة للتحديات المعاصرة ، و أحد الحلول المقترحة هو زيادة تمثيل الدول النامية في صنع القرار الدولي، حيث إن هذه الدول غالبًا ما تتحمل العبء الأكبر من الأزمات العالمية ، وكما ينبغي تعزيز سلطات هذه المنظمات لضمان تنفيذ الاتفاقيات الدولية بشكل فعّال ، ولكن كيف ؟! وبدون قوة تنفيذية قوية، ستبقى العديد من الجهود الدولية مجرد مبادرات على الورق ، ودعونا نتعرف الآن على التكنولوجيا ، كسلاح ذو حدين في الحوكمة العالمية ،
فالتكنولوجيا تشكل أداة قوية لتحسين الحوكمة العالمية، حيث يمكن استخدامها لتحسين الاتصال وتبادل المعلومات بشكل فوري ، و الذكاء الاصطناعي، على سبيل المثال، يمكن أن يساعد في تحليل البيانات البيئية والطبية بشكل أسرع، ما يتيح اتخاذ قرارات أكثر دقة وسرعة ، و
لكن في المقابل، يمكن أن تستخدم التكنولوجيا لتعزيز الاستبداد والمراقبة الشاملة ، و هنا تبرز الحاجة إلى وضع معايير أخلاقية وتقنية تضمن استخدام التكنولوجيا لتعزيز حقوق الإنسان والتنمية المستدامة، وليس لتقييد الحريات ، بالتالي نچد أن
الأمن الإنساني يأتي في قلب الحوكمة العالمية ،فلا يمكن الحديث عن الحوكمة العالمية دون التركيز على مفهوم الأمن الإنساني ، فالأمن التقليدي الذي يعتمد على القوة العسكرية لم يعد كافيًا لحماية البشرية من التهديدات المعاصرة ، خاصة وأن الأمن الإنساني الإنساني يشمل مجموع الأمنات المتعددة والمتنوعة القديمة والحديثة واللاحقة ومن جميع الجوانب الرقمية ، و الاجتماعية، الاقتصادية، الصحية، والبيئية ، والحفاظ على كرامة الإنسان وتوفير حياة كريمة للجميع ، وهذا الهدف الأساسي للحوكمة العالمية ، وضمن هذه الركيزة تضع حقوق الإنسان في صلب السياسات العالمية، مع التركيز على حماية الفئات الأكثر ضعفًا من التأثيرات السلبية للأزمات ، وهذا ما يضاعف الحاجة إلى إرادة سياسية شجاعة ، فالحوكمة العالمية ليست حلاً سحريًا للأزمات، لكنها توفر إطارًا ضروريًا للتعاون الدولي وحل الأزمات العابرة للحدود ، و اليوم، نحن بحاجة إلى إرادة سياسية شجاعة وقيادة دولية مستعدة لاتخاذ قرارات جريئة ، وعلى الدول الكبرى والمجتمع الدولي أن يتبنوا إصلاحات مؤسسية شاملة، ويعملوا على استخدام التكنولوجيا بشكل أخلاقي، مع التركيز على تعزيز الأمن الإنساني ، من خلال هذا النهج الشامل، الذي يمكن البشرية أن تواجه التحديات الحالية وتبني عالمًا أفضل للأجيال القادمة ، و بناء المستقبل عبر الحوكمة العالمية
للنجاة من الأزمات العالمية الحالية ، وهذه لن تأتي إلا من خلال الحوكمة العالمية الشاملة التي تعتمد على التعاون الدولي والإصلاحات الجريئة ، و المستقبل الذي نطمح إليه يتطلب تكاتف الجهود لمواجهة التحديات بوعي جماعي ،و حوكمة عالمية فعّالة قادرة على تأمين مستقبل أكثر استدامة وعدالة للبشرية، وهو ما يجب أن نعمل على تحقيقه بإرادة مشتركة.
خادم الإنسانية
مؤسس هيئة الدعوة الإنسانية والأمن الإنساني على المستوى العالمي.








تابعونا على صفحتنا على الفيسبوك , وكالة زاد الاردن الاخبارية

التعليقات حالياً متوقفة من الموقع