زاد الاردن الاخباري -
توجه الأردنيون منذ الساعة السابعة من صباح اليوم إلى مراكز الاقتراع للمشاركة في الاستحقاق الدستوري واختيار من سيمثلهم في مجلس النواب العشرين، هذه الانتخابات التي تُجرى لأول مرة ضمن إطار قانون الأحزاب والانتخاب الجديد من المرتقب أن تعزز من فاعلية الأحزاب تحت قبة البرلمان.
ووفقا للقانون؛ ستُغلق صناديق الاقتراع عند الساعة السابعة مساءً دون أي تمديد، ثم تبدأ بعد ذلك عملية فرز أصوات الناخبين، وستُعلن نتائج الانتخابات خلال 48 ساعة من إغلاق صناديق الاقتراع.
كما تزامن بدء العملية الانتخابية مع تواجد كثيف للقوى الأمنية، حيث تم نشر ما يقارب 54 ألفاً من مرتبات الأجهزة الأمنية، مع الأنظمة والمعدات المناسبة في جميع محافظات المملكة لتوفير الحماية لمراكز الاقتراع ومحيطها، وضمان سير العملية الانتخابية وفقاً لما نص عليه الدستور.
الانتخابات بالأرقام
شهدت العملية الانتخابية إقبالاً واسعاً من قبل المواطنين، حيث سُجّل في السجلات النهائية للدوائر الانتخابية في المملكة أكثر من 5 ملايين أردني وأردنية ممن يحق لهم الانتخاب، مما رفع سقف التوقعات بزيادة الإقبال على صناديق الاقتراع.
بلغ عدد المرشحين للدائرة المحلية 937 مرشحاً، منهم 747 من الذكور و190 من الإناث، بينما بلغ عدد المرشحين ضمن الدائرة العامة 697 مرشحاً، بواقع 505 مرشحين من الذكور و192 مرشحة من الإناث
ووفقاً لنظام الدوائر الانتخابية، قُسّمت المملكة إلى 18 دائرة انتخابية محلية، حيث خُصص للعاصمة عمان 3 دوائر، ولمحافظة إربد دائرتان، و3 مقاعد لكل دائرة من دوائر الشمال والوسط والجنوب، بواقع 97 مقعداً، فضلاً عن دائرة انتخابية عامة على مستوى المملكة بواقع 41 مقعداً، ليصبح مجموع المقاعد 138.
مواطنون.. آراء واستطلاعات
وفي هذا السياق، قال المواطن محمود العمري: "العزوف عن المشاركة في العملية الانتخابية هو الخيار الأفضل، فلا يوجد أي برنامج انتخابي قادر على الإقناع. البرلمان الأردني بحاجة إلى مرشحين قادرين على العمل لصالح الوطن والمواطن، فلا يجب أن يقتصر دور النائب على تقديم الخدمات لقاعدته الشعبية”.
من جهته، قال أحمد المعايطة: "هذه المرحلة مصيرية للأحزاب لتثبت قدرتها على النجاح في أدائها داخل المجلس النيابي القادم. على المواطن أن يذهب إلى صندوق الاقتراع، فذلك يعد واجباً وطنياً للتعبير عن الرأي وممارسة الحق القانوني الذي كفله الدستور للمواطن الأردني. ومن هذا المنطلق، يجب انتخاب الحزب القادر على التمثيل الحقيقي لصوت الشارع الأردني داخل البرلمان”.
وفي المقابل، قالت لينا المصري: "لم أمارس حقي الانتخابي من قبل ولن أمارسه في هذه الدورة، وذلك بسبب البرامج الانتخابية غير المقنعة للأحزاب. معظم البرامج تتحدث عن المعالجة بأدوات لن تجدي نفعاً. يجب على الأحزاب التحلي بمبدأ الواقعية عند طرح محاور برامجهم الانتخابية”.
من جانبه، قال خالد العبادي: "سأمارس حقي الانتخابي وسأنتخب من أراه الأفضل. بعض الأحزاب والمرشحين قدموا برامج انتخابية مقنعة، ولديهم القدرة على ترجمة هذه المحاور على أرض الواقع. من هذا المنطلق، يجدر بالمواطنين التوجه إلى صناديق الاقتراع وانتخاب أعضاء المجلس النيابي القادم”.
الحسامي: المرشحون أنفقوا 220 ألف دولار لتمويل الحملات الانتخابية
في هذا الصدد، أوضح المدير التنفيذي لشركة "مكانة 360″، عبد الرحمن الحسامي، أنه تم رصد جميع المنشورات والحوارات والأخبار المتعلقة بالانتخابات، سواءً كانت تخص الأحزاب أو المرشحين أو الهيئة المستقلة للانتخاب، وقد أظهرت النتائج أن 90% من المحتوى المرصود جاء من منصة فيسبوك، تلتها منصة تويتر ثم إنستغرام بنسب متفاوتة.
وأشار الحسامي إلى أن التفاعل الرقمي كان كبيراً، حيث تم رصد 2.3 مليون منشور وحوار وتفاعل رقمي على مواقع التواصل الاجتماعي (فيسبوك، تويتر، إنستغرام)، إضافة إلى 10 آلاف مادة إخبارية منشورة عبر المنصات الإخبارية.
وفيما يتعلق بتحليل النسب المتوقعة لإقبال المواطنين على صناديق الاقتراع، أوضح الحسامي أن تحليل البيانات تم باستخدام الذكاء الاصطناعي ومنهجية حديثة اتبعت في العديد من دول العالم. وقد أظهرت النتائج أن النسب المتوقعة للتصويت تتراوح ما بين 35% إلى 36%.
وأشار الحسامي إلى أن موقع "مكانة 360” قام برصد المنشورات التي تحدث فيها أصحابها عن نيتهم الانتخاب، وتم اتباع منهجية دقيقة لمعرفة أعداد المقترعين وليس نسبتهم. وأظهرت النتائج أن عدد المقترعين المتوقع يبلغ 1.3 مليون مقترع، فيما ستتراوح نسبة التصويت للأحزاب بين 70% إلى 73%، أي حوالي 1.3 مليون ناخب.
وبين الحسامي أن بيانات شركة "ميتا” أظهرت أن الأحزاب والمرشحين أنفقوا ما يقارب 220 ألف دولار تمويلاً لحملاتهم الانتخابية على منصة فيسبوك خلال آخر 30 يوماً، ويُعتبر هذا الرقم مرتفعاً بالنسبة للأردنيين.
بني عامر: نسبة الإقبال ستكون الأعلى منذ سنوات
من جانبه، بين مدير مركز "راصد”، د. عامر بني عامر، أن نسبة الإقبال المتوقعة للإدلاء بالأصوات تتراوح ما بين 35% إلى 36%، وستكون أعلى من الدورات السابقة، ويُعزى ذلك إلى النظام الحزبي الجديد، بالإضافة إلى التغييرات في الإجراءات والتفاعل الكبير مع الحملات الدعائية الانتخابية.
رصد 700 فعالية للمهرجانات الانتخابية، بمشاركة حوالي 1.3 مليون شخص، مما يعكس حالة من الحضور والتفاعل الكبير مع المشهد الانتخابي، كما رصد تفاعل كبير مع القوائم الحزبية
وفيما يتعلق بنسب الإقبال في المحافظات، بين بني عامر أن العاصمة عمان ستكون الأقل وهذا أمر طبيعي، بينما تسجل البوادي ومحافظات الجنوب أعلى نسبة إقبال، تليها محافظات الشمال، في حين قد تسجل محافظات الوسط أدنى نسبة في التصويت.
المعايطة: النشاط الحزبي سيرفع نسبة التصويت في العاصمة
بدوره؛ أوضح الناشط الحقوقي والسياسي، صلاح المعايطة، أنه من المتوقع أن تشهد نسبة الاقتراع ارتفاعاً ملحوظاً، نظراً لزيادة عدد الأحزاب والنشاط الحزبي المكثف على مدى الأشهر الماضية. وأدى ذلك إلى ارتفاع نسبة التصويت في مختلف المحافظات، ومن المتوقع أن يقنع النشاط الحزبي المواطنين بالخروج للإدلاء بأصواتهم في العاصمة عمان، مما قد يرفع نسبة الاقتراع، خاصة وأن العاصمة كانت تشهد ضعفاً في الإقبال على الانتخابات.
وفيما يتعلق بنسبة التصويت لصالح المرأة، أوضح المعايطة أن فرصة المرأة في الترشح والدخول إلى مجلس النواب زادت، كما عزز النشاط الحزبي من حضور المرأة في القوائم الحزبية وفي البرلمان.
من كان ينتقد بالأمس، اليوم بدأ بالانخراط في العمل الحزبي والقوائم العامة والحزبية، وهذا سيعزز من فعالية حركة التصويت في هذا اليوم
وأكد المعايطة أن منظومة التحديث السياسي وارتباطها بقانون الانتخاب والأحزاب كان لها أثر واضح في المشهد الانتخابي، واليوم هو يوم الحصاد لمعرفة مدى نجاح هذه الأفكار والقوانين التي طُرحت. فالمواطنون بدأوا بتقبل فكرة الأحزاب.
وأشار المعايطة إلى أن الهيئة المستقلة للانتخاب أدت دورها على أكمل وجه، حيث كان هناك حزم كبير في عملية الانتخاب، مما يضفي مصداقية على نتائج الانتخابات ويعزز من نزاهتها وشفافيتها.