بعد شهر من التقدم اللافت لكامالا هاريس وانتهاء شهر العسل الانتخابي، كانت استطلاعات الرأي تعطي كامالا ثلاث نقاط على منافسها ترامب منذ إعلان ترشحها الرسمي فى مؤتمر الحزب الديموقراطي، يبدوا ان مناخات النشوه الانتخابية التي رافقت أجواء مؤتمر الموج الازرق انتهت على الرغم من اجواء المؤتمر التي جاءت بطريقه شعبيه وحملت نتائجها دوائر تأثير واسعه على مجمل حواضن العمل الأفقية كما النخبوية، وهذا ما جعل من هاريس تكون الشخصية الأبرز على مسرح الأحداث.
ومع وصول الجميع المناظرة الأولى بين هاريس وترامب اخذت استطلاعات الرأي تعديل كفة ميزانها لتكون متعادلة بسبب تلك الصورة الانطباعية التي ترافق واقع المناظرات الرئاسية والتى كانت دائما لصالح ترامب مع منافسته هيلارى كلينتون كما مع منافسه جوزيف بايدن مؤخرا، وهذا ما جعل من استطلاع غلاف المناظرة تميل لصالح ترامب لتعدل كفة الميران مع هاريس وتصبح متساوية ليكون الجميع بانتظار ما ستسفر عنه المناظرة من أجواء وتأثيرات انتخابية.
فإما أن يحسمها ترامب ويجعل من كامالا الضحية الثالثة، أو أن هاريس ستجعل من ترامب ورقة بالية تستعد للسجن فى حال فوزها فى الانتخابات القادمه، والى ذلك الحين سيبقى أصحاب الرأى فى حالة تأهب وميزان الأمر في حالة استنفار وذلك لدقة الموقف العام الذى يقبع نهجين، أحدهما يريد تكملة مشوار حرب امريكا بحكم العالم بالأحادية القطبية من واقع فرض إيقاع العام عسكريا وهذا ما تتزعمه هاريس، بينما يتحدث ترامب عن التعددية القطبية بصفقات سياسية مع روسيا بوتين الذى مازال ضمنيا يؤيده من واقع اتحاد الكريبتو على الرغم من تصريحاته الأخيرة التى ترحب بانتخاب هاريس تماما كما يقف عليه الحال نتنياهو أيضا بالواقع والمضمون.
وحتى بيان الساعات القادمة ويبدأ النزال الأول بالمعركه الانتخابيه سيبقى قادة العالم يحبسون الأنفاس يترقبون الحدث الابرز، بينما يستعد اخرين للذهاب لمحطة نيويورك التي يفتتح فيها الدورة العادية للأمم المتحدة فى نفس يوم المناظرة وإن كانت للمناقشة العامة ستبدأ يوم 24 الشهر الجاري، وهذا ما يجعل من الطابع العام ينعقد وسط أجواء مشدودة اوروبيا نتيجة حرب أوكرانيا وحالة الركود الاقتصادى التى دخلت اليها، هذا اضافة الى منطقه الشرق الاوسط التى مازالت تعانى حالة عدم الاستقرار جراء حالة الشد الإقليمي التى تقف عليها الحرب الإقليمية والقضية الفلسطينية، هذا إضافة لحالة الجمود التي يفرضها الواقع الاقتصادي المصاحب اليها وهى القضايا التى لا تبتعد عن أجواء المناظرة الرئاسيه بل تدخل فى صميم جوهرها كونها قضايا مركزية وستظهر بيان التوجهه وحتى بيان ما ستسفر عنه المناظرة الرئاسية سيبقى العالم يعيش حالة تكهن في البيان والاستنتاج !.
اليوم العاشر من شهر أيلول قد يكون يوم مفصلي من الناحية السياسيه، ليس لنتائج المناظرة الرئاسية ما تحمله فحسب بل لطبيعة سير الأحداث التى اخذت كل القراءات المصاحبة للمشهد العام تشير لقرب اندلاع حرب اقليمية نتيجة كثرة التدخلات التي تلازم تدخل مناخات المشهد العام والذى ينتظر ان يبدأ بمشاركة لوجستية من قبل القوات الأمريكية مع القوات الاسرائيليه الذى ينتظر ان يشن هجوم على المحور السوري اللبناني، وهذا ما يجعل من المنطقة تعيش أجواء محتقنة تنذر باقتراب دخول المنطقة في حرب إقليمية وهذا ما يجعل من هذا اليوم يحمل مناخات سياسيه دوليه واقليميه اضافه للتى يحملها هذا اليوم من الانتخابات نيابه على الصعيد المحلي.